جهود الشيخ المحدّث صبحي السامرائي (رحمه الله) في مقاومة التشيع في العراق (2من2)
- asd
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 103 قراءة
وتلامذة الشيخ ومن يجالسه كانوا هم من يعرف مؤلفات محب الدين الخطيب في العراق؛ كالخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الإثني عشرية، والعواصم من القواصم لابن العربي المالكي، ومختصر التحفة الإثني عشرية لمحمود الألوسي، وجهود الأستاذ محمود الملاح في التصدي للتشيع، وكان كثيراً ما يوصي تلاميذه بقراءة كتاب منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية، ويثني عليه ويديم النظر فيه، إضافة إلى نقده لبعض الكتب الهزيلة في نقد الشيعة ككتاب الصواعق المحرقة، فقد ذكر بعضُ طلابه أنه سمعه يقول: هذا كتاب سيء، أراد مؤلفه أن يُحرقَهم فأحرقنا! أسأل الله تعالى أن يجعلني أقف حجيجاً له لكثرة ما احتجَّ به من الأحاديث المنكرة والموضوعة.
وكان طلاب الشيخ ينقلون عشرات الأشياء والمعلومات النادرة عن واقع الشيعة في العراق.
الشيخ صبحي كان صاحب مكتبة كبيرة بالمخطوطات الحديثية، ولكنه استطاع أن يصور أكثر المؤلفات المخطوطة في المكتبات العراقية حول الشيعة ويشير لها، ويعطيها لمن يريد تحقيقها، ونشرها، وهو الذي أرشد الشيخ حمدي لهذه المخطوطات لينشرها فيما بعد تحت عنوان (رسائل في الرد على الرافضة) سنة 1997م في كردستان العراق.
وكان يحدثنا عن كتاب إبراهيم فصيح الحيدري (عنوان المجد في أخبار بغداد والبصرة ونجد) ويقول إن فيه تاريخ تشيع العشائر العراقية في الجنوب.
ونتيجة لسطوة حزب البعث بعد ثورته سنة 1968م وتشديدهم على العلماء، قللت هذه الظروف من نشاط الشيخ صبحي، تجاه الشيعة إذ أن هذه الثورات والتوجهات القومية أغبى ما تكون في فهم التشيع وخطره بل كانت حربا على الدين وأهله ومنع الشيخ من مزاولة أي نشاط كما أخبر بعض الفضلاء بذلك، واكتفى الشيخ بجلسات في جامع المرادية مساء، مع خواصه وتلامذته، ولم يتنفس الشيخ الصعداء إلا عندما ذهب إلى السعودية في بداية الثمانينات كمدرس في الحرم وكمحاضر في جامعة الإمام محمد بن سعود في علم المخطوطات والمكتبات وأصوله، وكذا حاضر في جامعة الملك عبد العزيز، وهناك ألقى أشهر محاضراته في علم الحديث عند الشيعة.
ومن الطرائف أن الشيخ يذكر أنه عند سفره وجد رجلا ممسوسا فقام برقيته واكتشف أن الجني الذي تلبسه كان شيعيا رافضيا عراقيا من مدينة شيعية معروفة وقال له: (ما الذي أتى بك إلى هنا؟) أو كما قال.
عاد الشيخ إلى العراق في الثمانينات وعُيّن في جامع 12 ربيع الأول في جانب الرصافة في حي المهندسين بشارع فلسطين، وهناك كانت جلساته الحديثية ودروسه التي خرج منها تلامذته (الطبقة الثانية)، وهناك كذلك عرف من جالسه كيف كانت حميته على السنة وبغضه للرافضة؛ فما أن يذكر الرافضة حتى يترك درس الحديث بالكلية ويستمر الحديث على الرافضة بفورة وغضب، والشيخ مطّلع على أسرار الشيعة في العراق وخارجه فعندما صدر للتونسي المتشيع محمد التجاني السماوي كتاب (ثم اهتديت) وغيرها وذُكرت للشيخ صبحي، تابع الشيخ الموضوع ثم ذكر أن هذه الكتب لم يؤلفها هذا التونسي الدعيّ بل أُلفت له في إيران من قبل (الأوخندية) على حد تعبير الشيخ صبحي؛ وتعني هذه الكلمة (الملالي) في الفارسي.
إن جهود الشيخ في تعريف الشباب بخبث التشيع شيء غير خاف ولا ينسى.
كما لا يفوتنا أن نذكر أن الشيخ درّس في جامعة العلوم الإسلامية (جامعة صدام) وفي كلية الشريعة بجامعة بغداد، وكان يصدع هناك بذم التشيع، نقل ذلك عدد من طلابه الذين درسوا على يده في الجامعة.
كما أن الشيخ لم يكن يكتب عن التشيع شيئا وسببه الخوف من السلطة الغاشمة في العراق وسطوتها إلا ما كان في تحقيقه لكتاب (أحوال الرجال) لأبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني وفيه مقدمة في إثبات عدم نسبة النصب إلى المؤلف رحمه الله، وذكر حاشية مهمة في اعتراف الشيعة ومنهم الكشي في كتابه (الرجال) بوجود عبد الله بن سبأ؛ لأنه بدأت تظهر مؤلفات شيعية واستشراقية تنكر أن يكون عبد الله بن سبأ موجودا.
واستمر هذا الأمر إلى سنة 1990 م يوم أن دخل العراق في حصار ظالم بعد دخوله الكويت بدا أثر ذلك واضحا على حياة الشيخ صبحي، فالشيخ لم يكن يملك سوى التقاعد دخلا له، وتنوعت محاضرات الشيخ وكثر محبوه وتلامذته من السلفية وطلبة الحديث.
في بداية الحصار دخل رجل سوري سيء الصيت هاربا من السعودية ألا وهو عداب الحمش النعيمي هذا الرجل بعد أن كان يتملق لعلماء السعودية غدا حربا على أهل السنة والحديث وعلى السلفيين، ويتزلف إلى الحكومة العراقية ببغض الحكومة السعودية والوهابية! ويتزلف للصوفية الذين كان نائب رئيس الجمهورية عزة الدوري يدعمهم، ودعم عداب الحمش، قام عداب بكتابة رسالة للدكتوراة في (الوحدان في البخاري) وكان طعن فيها بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها وطعن بشكل واضح بصحيح البخاري، وفي مناقشة الرسالة وقف له ثلة من العلماء والأساتذة لمناقشتها ودحضها منهم الدكتور هاشم جميل، والدكتور حارث الضاري، وامتنع الشيخ صبحي السامرائي رحمه الله من حضور مناقشة رسالته مخافة أن يرتكب بحقّ عداب ما لا تحمد عقباه!! وبقي موجوداً في إحدى قاعات الدراسة منتظراً ومترقباً لنتيجة المناقشة، فلما قررت اللجنة رفض الرسالة ما كان من الشيخ صبحي إلا أن سجد شكرا لله تعالى، لكن بتدخل من عزة الدوري سمح له برسالة ثانية لينال الدكتوراه، ويومها تأذى الشيخ صبحي من هذا الخبر، ومن هذا الدعم من قبل الحكومة، وكان هذا سنة 1999م.
وفي سنة 2003 م احتُلّ العراق، وعرف الشيخ صبحي أن الشيعة قادمون لحكم البلاد فشرع بترتيب أموره خارج البلاد فسافر إلى الأردن حيث يقطن بعض أولاده، ثم إلى سوريا وكان يحذرهم من حكم النصيرية ويقول: هؤلاء كفّار ليسوا على الإسلام. واستقر الأمر به في لبنان. وفي لبنان عرفه أهلها، وأقبل بعضهم على الشيخ ينهل من علمه وروايته لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فبقي الشيخ على نهجه في التحذير من الشيعة، وربما يذكر لنا أهل لبنان شيئا من تحذيراته من حزب الشيطان.
رحم الله الشيخ صبحي وأجزل له المثوبة وأنزل عليه شآبيب الرحمة والمغفرة؛ فقد كان قلما للسُنة وأهلها يدعو لها ويذود عنها، وسيفا وحربا على الرفض وأهله.
____________
المصدر: الألوكة (عن مجلة الراصد).
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق