خديجة بنت الإمام عبد السلام سَحْنُون
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 93 قراءة
عالمة القيروان الفقيهة
المولد والنسب:
هي خديجة بنت الإمام عبد السلام سَحْنُون - بفتح السين المهملة، وضمها، مع سكون الحاء، وضم النون - بن سعيد التَّنُوخِيّ. وُلِدَتْ بمدينة القيروان سنة 160هـ.
نشأتها:
نشأت في بيت علم وفضل وهو بيت الإمام عبد السلام بن سعيد بن حبيب التَّنُوخِيّ الفقيه، قاضي قضاة القيروان صاحب (المُدَوَّنة) في الفقه المالكي، المرجع الأساس للمذهب المالكي، والذي اشتهر بـ «الإمام سحنون».
وكانت في بيت سحنون مكتبة عظيمة تغذَّتْ منها خديجة وأخوها، تحتوي على ما سمعه سحنون في مصر والمدينة من الحديث والمسائل الفقهية، وكان سحنون يعتز بما دوّنه من كتب وما اقتناه منهما كما يظهر في تراجمه.
كان أبوها يحبّها حبًّا شديدًا ويستشيرها في مهمات أموره حتى إنه لمَّا عُرض عليه القضاء لم يقبله إلا بعد أخذ رأيها، وكذا كان يفعل أخوها محمد بعد وفاة أبيهما.
وكذلك أخوها العالم الكبير محمد صاحب أول رسالة في التربية والتعليم وهي: (آداب المعلمين)، قال عنه ابن الجزار الطبيب الأديب المؤرخ: \"كان إمام عصره في مذهب أهل المدينة بالمغرب، سَمْحًا بما له، كريمًا في معاشرته، نفّاعًا للناس، مطاعًا، جوادًا بماله وجاهه، وجيهًا عند الملوك والعامة، جيد النظر في المُلِمَّات\".
أخلاقها وفضائلها:
لم تأخذ خديجة من أبيها علمه وفقهه فقط، بل تحلَّتْ أيضًا بأخلاقه وخصاله التي قلما اجتمعت في غيره، كما ذكر القاضي عِيَاض؛ منها: الورع، والكرامة، والزهد في الدنيا، والمَلَاحَة مع رِقَّة القلب، وغَزَارَة الدمعة، والخشوع الظاهر، والتواضع، وسلامة الصدر، وكَرَم الأخلاق.
مكانتها العلمية:
قال عنها الإمام القاضي عِياض في كتابه \"ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك\": \"كانت خديجة عاقلة، عالمة، ذات صيانة ودين، وكان نساء زمانها يستفتينها في مسائل الدين، ويقتدين بها في معضلات الأمور\".
تَرْكُــــها الزواج:
قال أبو داود العطار: \"أرسلني أبو جعفر أحمد بن لبدة -ابن أخي القاضي سحنون- لأخطُب له خديجة من أبيها، وكانت من أحسن النساء وأعقلهنّ\".
فذكرتُ ذلك لسحنون فقال لي: همَمْتُ بذلك، وسكت، ثم أتاه ابنه محمد فاستشاره ولم يجب الخطبة [يعني لم يوافق]، ثم تُوفِّي سحنون فأرسلني ابن لبدة إلى محمد [يعني ابن سحنون] فذكرت ذلك له فقال: كيف أتجاسر على ما لم يصنعه أبي؟ فسكتُّ عنه، حتى تُوفِّيَ محمد، فأرسلني إليها، فقالت لي: «ما لم يصنع أبي وأخي أنا أصنعه! لا أفعل أبدًا»!
وفاتها:
توفيت الفقيهة خديجة بنت سحنون سنة 270هـ.
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق