شُبهة وقوع الشك من بعض الأنبياء - عليهم السلام -
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 112 قراءة
روى البخاري ومسلم من حديث أبى هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \"نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى\".
(البخاري: 4537، ومسلم: 151)
هذا الحديث طعن فيه أعداء السنة والسيرة من أهل الأهواء والبدع، وزعموا أن فيه طعنًا في عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -.
ورد هذه الشبهة على النحو التالي:
أولًا: إجماع الأمة على عصمة أنبياء الله - عز وجل - ورسله، من الكفر والشرك، والشك، ومن تسلط الشيطان عليهم، وأن تلك العصمة صفة أساسية فيهم، وشرطًا ضروريًا من شروط الرسالة.
ثانيًا: اتفاق علماء المسلمين على أن ظاهر الشك في قوله: \"نحن أحق بالشك من إبراهيم\" ليس مرادًا، كما أنه ليس فى ظاهر هذا القول اعتراف بالشك، بل نفيه عن نفسه - صلى الله عليه وسلم -، وعن إبراهيم وسائر أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام، إذ ما يجوز فى حق واحد منهم يجور فى حق الجميع.
يقول الحافظ ابن كثير: قوله: \"نحن أحق بالشك من إبراهيم\" ليس المراد هاهنا بالشك ما قد يفهمه من لا علم عنده، بلا خلاف\".
وقال الإمام على القاري: ليس في قوله: \"نحن أحق بالشك من إبراهيم\" اعترافًا منه بالشك لهما، بل نفى لأن يكون إبراهيم عليه السلام شك.
ثالثًا: إن سبب قوله: \"نحن أحق بالشك من إبراهيم\" على ما جاء في الحديث ما ذكره صلى الله عليه وسلم من قوله - تعالى - على لسان سيدنا إبراهيم - عليه السلام -: }رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى? ? قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ? قَالَ بَلَى? وَلَ?كِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي{ [البقرة: 260] ، وهذه الآية وما بعدها قد يسبق إلى بعض الأذهان الفاسدة منها احتمال الشك، فأراد صلى الله عليه وسلم نفى هذا الشك عن سيدنا إبراهيم - عليه السلام -، وإبعاد للخواطر الضعيفة أن تظن هذا به - عليه السلام -.
ويؤكد ذلك أنه ليس في سؤال إبراهيم - عليه السلام - ما يدل على أنه شك، إذ السؤال وقع بـ \"كيف\" الدالة على حال شيء موجود مقرر عند السائل والمسئول، كما تقول : كيف علم فلان؟ فكيف في الآية، سؤال عن هيئة الإحياء، لا عن نفس الإحياء، فإنه ثابت مقرر لدى سيدنا إبراهيم - عليه السلام -، وهو ما شهد به رب العزة لسيدنا إبراهيم - عليه السلام - ردًا على سؤاله، بقوله - عز وجل -: }أَوَلَمْ تُؤْمِن{ والاستفهام هنا تقريري للمنفي، وهو الشك، كأنه قال له: ألست مؤمنًا بالبعث؟ فكان جوابه عليه السلام بـ }بَلَى?{ لإثبات المنفى وهو الشك، والمعنى: أنا مؤمن بالبعث كما علمت ما في قلبي، لكنني أريد أن يطمئن قلبي برؤية الكيفية فقط، واعتبر بذلك.
فما شك إبراهيم - عليه السلام - ولم يكن لديه أي شبهة في قدرة الله - تعالى - على إحياء الموتى، وإنما أراد أن يرى الهيئة.
رابعًا: قوله صلى الله عليه وسلم: \"نحن أحق بالشك من إبراهيم\" حجة لنا إذ فيه نفي للشك عن سيدنا إبراهيم - عليه السلام -، وعن نفسه، فكأنه يقول: إن الشك مستحيل في حق إبراهيم - عليه السلام -، فإن الشك في إحياء الموتى لو كان متطرقًا إلى الأنبياء، لكنت أنا أحق به من إبراهيم، لأن ما يجوز فى حق واحد من الأنبياء يجوز فى حقهم جميعهم، وقد علمتم أنى لم أشك، فاعلموا أن إبراهيم - عليه السلام - لم يشك.
وهذا الكلام مما جرت به العادة فى المخاطبة، لمن أراد أن يدفع عن آخر شيئًا، وإنما خص إبراهيم - عليه السلام -، لكون الآية قد يسبق إلى بعض الأذهان الفاسدة، منها احتمال الشك.
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق