مناظرة يهودي وبعض المسلمين في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 101 قراءة
قال القاضي عبد الجبار في \"تثبيت دلائل النبوة\":
قيل لبعض مجادلي اليهود ونُظَّارِهِم ممن قد قرأ الكتب، وأكثر الاختلاف إلى العلماء، وكَتَبَ كتبهم، وادعى أنه يتقدم على علمائهم من أهل عصره:
أليس إنما يَعرف الأخبار مَنْ تأخر عَمَّن تقدم؟
قال: بلى.
قال: أليس اليهود الذين كانوا مع محمد وفي زمانه قد علموا أن موسى قد قال: إن شريعته مؤبدة؟
قال: بلى.
قيل: فلم لم يقولوا لمحمد: أنت قد زكيت موسى وصدَّقْتَهُ ووثقته وهو قد قال ووصى بأن شريعته مؤبدة؟ وفي هذا كفاية في بيان كذبك وبطلان قولك، وهذا أمر ظاهر بَيِّن يستدركه رُعْنُ النساء فضلا عن عقلاء الرجال، فأين كانوا عنه؟ وقد خرجوا معه في عداوته إلى شدائد الأمور، من شتمه وهجوه والغدر به ومساعدة قريش في محاربته وبذل الأموال والمهج في مكارهه.
فقال: قد قالوا ذلك له وأقاموا الحجة به عليه.
فقيل له: فلم لم يعلمه خصومك كما علمته؟
قال: مَجَّتْهُ الأسماع.
قيل: ما تزيد على الدعاوى: فإنك ادعيت أن ذلك قد كان، فقيل لك: من أين لك العلم به ولم لم علمه خصومك؟ فادعيت أن الأسماع مجته، فانتقلت من الدعوى إلى دعوى، وقرنت الدعوى بدعوى، ولا فرق بين دعواك هذه وبين دعوى مَنْ ادَّعى أن اليهود حين قالوا هذا له أحيا الله موسى وهارون وأظهر على أيديهما المعجزات فكاشفا محمدًا وشافهاه وأقاما الحجة عليه بمشهد من اليهود ومن أصحابه، وأن ذلك قد كان وعُلم ولكن مجته الأسماع.
فما أتى بشيء.
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق