SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
هدى ونور

{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً..}!

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

إن المتأمل في أحوال الناس وتقلبات الدنيا بأهلها يرى رأي العين مريضا طريح الفراش لكنه قوي الإيمان، ذاكرا لربه، صابرا محتسبا؛ فهو على الرغم من مرض بدنه سليم القلب مطمئن!

وفي المقابل.. كم من صحاح الأبدان لكن قلوبهم سقيمة بأدواء الهوى والغفلة عن ذكر ربهم!

جاء في كتاب "بدائع التفسير" الجامع لما فسره الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله:

قال الله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ}.

وقال: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [33: 32].

وقال: {وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا} [74: 31].

ومرض القلب: خروجه عن صحته واعتداله. فإن صحته أن يكون عارفا بالحق محبا له، مؤثرا له على غيره، فمرضه إما بالشك فيه، وإما بإيثار غيره عليه.

فمرض المنافقين: مرض شك وريب، ومرض العصاة غي وشهوة.

وقد سمى اللّه سبحانه كلّا منهما مرضا.

قال ابن الأنباري: أصل المرض في اللغة: الفساد، مرض فلان: فسد جسمه، وتغيرت حاله. ومرضت بالمرض: تغيرت وفسدت.

والمرض يدور على أربعة أشياء: فساد، وضعف، ونقصان، وظلمة. ومنه مرض الرجل في الأمر، إذا ضعف فيه. ولم يبالغ، وعين مريضة النظر: أي فاترة ضعيفة. وريح مريضة: إذا هبّ هبوبها، كما قال:

راحت لأربعك الرياح مريضة

أي لينة ضعيفة، حتى لا يعفى أثرها.

وقال ابن الإعرابي: أصل المرض النقصان. ومنه: بدن مريض، أي ناقص القوة، وقلب مريض: ناقص الدين، ومرض في حاجتي: إذا نقصت حركته.

وقال الأزهري، عن المنذري عن بعض أصحابه: المرض إظلام الطبيعة واضطرابها بعد صفائها. قال: والمرض الظلمة، وأنشد:

وليلة مرضت من كل ناحية *** فما يضيء لها شمس ولا قمر

هذا أصله في اللغة.

ثم الشك، والجهل، والحيرة، والضلال، وإرادة الغي، وشهوة الفجور في القلب: تعود إلى هذه الأمور الأربعة، فيتعاطى العبد أسباب المرض حتى يمرض، فيعاقبه اللّه بزيادة المرض، لإيثاره أسبابه وتعاطيه لها.

مرات القراءة: 1125

مرات الطباعة: 7

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك