SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
هدى ونور

لا إلَهَ إلَّا أنْتَ الذي لا يَمُوتُ

لا إلَهَ إلَّا أنْتَ الذي لا يَمُوتُ
لا إلَهَ إلَّا أنْتَ الذي لا يَمُوتُ

بتاريخ: 2019-03-11 07:43:46

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول:

" اللهم إني أعوذ بعزتك، لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون".

(أخرجه البخاري 7383، ومسلم 2717، واللفظ له)

قوله: "كان يقول" يدل على أنه سمع ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - مرارًا لِمَا يُفهم من لفظة "كان".

وقوله: "أَعُوذُ بعِزَّتِكَ" أعوذ: هو الالتجاء والاعتصام، وحقيقته: الهرب من المخوف إلى المجير العاصم، فالعائذ بالله - تعالى - قد هرب مما يخافه ويؤذيه، أو يهلكه، إلى ربه ومالكه العزيز الذي لا يغالب، يعز من يشاء، ويذل من يشاء، ويجير من احتمى به.

فالاستعاذة هي: الالتجاء إلى الله، والاحتماء من شر كل ذي شر، والعوذ يكون لدفع الشر، واللوذ يكون لطلب الخير، كما قال بعض الشعراء:

يَا مَنْ أَلُوذُ بِهِ فيمَا أُؤمِّلُهُ * وَمَنْ أَعُوذُ بِهِ فِيمَا أُحَاذِرُهُ

وعِزَّةُ الله - تعالى - صفته، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أعلم الخلق بالله وأتقاهم له - يتعوذ بصفاته تعالى؛ لأن ذلك مِنْ عِبادة الله، بل هو من أفضلها، امتثالًا لقوله - تعالى - {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180].

وقوله: "الذي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ" أي: أنت الإله الحق، الذي تجب عبادته على عباده، وكل تأله لغيره فهو ضلال، يوجب الشقاء الأبدي، والخلود في النار، فلذلك لا أتوجه بتألهي إلا إليك يا رب، فلا إله لي غيرك، فبك أعوذ، وإليك ألوذ.

"الذي لا يَمُوتُ ": أي فأنت - يا إلهي - الحي القيوم، الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، لا مبدأ لوجودك ولا منتهى لبقائك، وأنت الغني بذاتك عن كل ما سواك، والخلق كلهم فقراء إليك، وكانوا عدمًا قبل إيجادك إياهم، وهم عرضة للأمراض، والآفات والتغيرات والفناء، وأنت يا رب الباقي وحدك، والخلق كلهم يموتون، فلا رب سواك يتصرف بالخلق كيف يشاء، ويغير ولا يتغير - جل وعلا -.

قوله: "والجِنُّ والإِنْسُ يَمُوتُونَ" المقصود بذكر الجن والإنس: جنس الخلق، والمعنى: أن الخلق كلهم يموتون، ولا يبقى إلا الحي القيوم، كما قال - تعالى - {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن: 26 - 27].

وذكر الجن والإنس لا ينفي عن الملائكة الموت؛ لأن هذا خاص قصد به الجن والإنس، أو على ما تقدم ذكر الجنس، والمقصود عموم الخلق، وقد جاء ما يدل على هلاك عموم الخلق كقوله - تعالى - {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} [القصص: 88].

وقد قيل: إن الملائكة يدخلون هنا في الجن لاجتنانهم واستتارهم عن أعين الناس.

مرات القراءة: 787

مرات الطباعة: 2

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك