SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
مع الأنبياء

معالم التوحيد في دعوة نبي الله لوط - عليه السلام - (3)

معالم التوحيد في دعوة نبي الله لوط - عليه السلام - (3)
معالم التوحيد في دعوة نبي الله لوط - عليه السلام - (3)

بتاريخ: 2019-03-12 07:00:20

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

كعادة دعاة التوحيد من الأنبياء والرسل، وجد لوط - عليه السلام - من قومه التكذيب والعنت والإعراض عن دين الله - تعالى - وهددوه بالإخراج من القرية التي كان يقطنها، إن لم يتوقف عن دعوتهم، بل وتمنوا عليه أن يأتيهم بعذاب الله - عز وجل - إن كان من الصادقين.

قال تعالى: }قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ{ [الشعراء:167].

 لما نهاهم نبي الله عن ارتكاب الفواحش، وغشيانهم الذكور، وأرشدهم إلى إتيان نسائهم اللاتي خلقهن الله لهم، ما كان جوابهم له إلا أن قالوا لئن لم تنته يا لوط أي: عن تقبيح أمرِنا ونهينا عنه أو عن دَعْوى النُّبوة التي من جُملةِ أحكامِها التَّعرضُ لنا {لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ} أي: من المنفيينَ من قريتنا، وكأنَّهم كانوا يخرجون من يعترض سلوكهم وفعلهم البغيض من بينهم على عنفٍ وسوءِ حالٍ.

وقد عللوا هذا الإخراج كما جاء في قول الله - تعالى -:

}وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ{ [الأعراف: 82].

أي: المستكبرين منهم المتولين للأمر والنهي المتصدِّين للعقد والحل، ما صنعوا شيئًا البتة {إَّلا أَن قَالُواْ} أي: ما كان جوابًا من جهة قومِه شيءٌ من الأشياءِ إِلاَّ قولُهم أي لبعضهم الآخرين المباشرين للأمور معرضين عن مخاطبته - عليه السلام - {أَخْرِجُوهُم} أي لوطًا - عليه السلام - ومن معه من أهله المؤمنين {مّن قَرْيَتِكُمْ{إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} وهو تعليلٌ للأمر بالإخراج ووصفهم بالتطهير للاستهزاء والسخرية بهم وبتطهرهم من الفواحش والخبائث والافتخارِ بما هُم فيه من القذارة كما هو دين الشُطّار والدُعّار.

قال قتادة: عابوهم بغير عيب، وقال مجاهد: إنهم أناس يتطهرون من أدبار الرجال وأدبار النساء.

يا عجبا!

أو من يتطهر يخرج من القرية إخراجًا، ليبقى فيها الملوثون المدنسون؟!

ولكن لماذا العجب؟

 وماذا تصنع المجتمعات الغربية الشاذة في العصر الحديث؟!

 أليست تطارد الذين يتطهرون، فلا ينغمسون في الوحل الذي ينغمسون فيه!

 أليست تطاردهم في أرزاقهم وأنفسهم وأموالهم وأفكارهم وتصوراتهم كذلك ولا تطيق أن تراهم يتطهرون لأنها لا تتسع ولا ترحب إلا بالملوثين الدنسين القذرين؟!

 إنه منطق الشواذ في فطرهم وأفكارهم وتصوراتهم في كل حين!!

ولم يتوقف هؤلاء عن هذا الحد من الاستهزاء والسخرية والتكذيب، بل تمنوا العذاب، كما أخبر تعالى بقوله: }فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ{ [العنكبوت: 29]، وهذا من كفرهم واستهزائهم وعنادهم، }إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ{ فيما تعدنا من نزول العذاب، أو في دعوى النبوة.

مرات القراءة: 643

مرات الطباعة: 1

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك