SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
هدى ونور

إنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبِي

إنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبِي
إنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبِي

بتاريخ: 2019-04-01 07:41:26

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال:

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:

"لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ في كِتابِهِ وهو يَكْتُبُ علَى نَفْسِهِ وهو وضْعٌ عِنْدَهُ علَى العَرْشِ: إنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبِي".

(أخرجه البخاري: 7404 واللفظ له، ومسلم: 2751)

قوله: "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ" يجوز أن يكون المراد تقدير ذلك وكتابته قبل وجوده وظهوره، ويجوز أن يكون المراد جنس الخلق، فيكون المراد وجوده مخلوقاً.

قوله: "كَتَبَ في كِتابِهِ" يجوز أن يكون المعنى: أمر القلم أن يكتب، ويجوز أن يكون على ظاهره بأن كتب - تعالى - بدون واسطة، ويجوز أن يكون قال: "كن" فكانت الكتابة، ولا محذور في ذلك كله.

ولا يصح أن يُرَادَ بالكتابة: الحكم الذي قضاه، نظير قوله - تعالى -:{كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي}؛ لقوله: "وهو وضْعٌ عِنْدَهُ علَى العَرْشِ".

وكتابته - تعالى - ذلك؛ لتأكيد هذا الحكم، وإخبار عباده به؛ حتى يؤمنوا به ويعملوا على مقتضاه، أو لحكمة الله أعلم بها، وليس خوفًا من النسيان - تعالى الله -.

قوله: "وهو يَكْتُبُ علَى نَفْسِهِ" جملة حالية يقصد بها بيان أن كتابته - تعالى - لم يحمله عليها أحد، وإنما وقعت بمحض إرادته، تفضلًا منه، وجودًا على خلقه كتبه على نفسه، كما قال - تعالى -: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}.

وقوله: "وهو وضع عِنْدَهُ علَى العَرْشِ" أي أنه - تعالى - وضع الكتاب عنده فوق عرشه، وذلك للاهتمام به، حيث وضعه على عرشه الذي استوى عليه.

ويدل على أن الله على العرش، مستو عليه، كما قال - تعالى - عن نفسه في مواضع كثيرة من كتابه، وأخبرت به رسله، ويدل على علوه - تعالى -.

قوله: "إن رحمتي تغلب غضبي" الرحمة والغضب كلاهما من أوصاف الله - تعالى -، ولكن الرحمة أوسع وأشمل، فرحمته تعالى وسعت كل شيء، كما قال عن حملة العرش، ومن حوله من الملائكة في دعوتهم للمؤمنين، أنهم يقولون: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا} (غافر:7)، وقال - تعالى -: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} (الأعراف: 156) وهذه هو معنى غلبها للغضب.

وفي هذه النصوص ونحوها كثير أبلغ دليل على ثبوت صفة الرحمة لله - تعالى -، وكذا صفة الغضب، وبذلك يتبين بطلان قول أهل التأويل في هذه الصفة الكريمة من صفات ربنا - تبارك وتعالى -، وقولهم: "إن الرحمة رقة القلب، وهي تدل على الضعف والخور في طبيعة الراحم، وتألمه على المرحوم" وهذا قول باطل بالنسبة إلى صفة الله - تعالى -، وبيان ذلك على وجوه:

الأول: أن هذا وصف رحمة بعض المخلوقين من النساء ونحوهن، وقد علم التفاوت العظيم بين الخالق - تعالى - والمخلوق؛ بالشرع والعقل، والإجماع، وقد تقرر أن الصفة تتبع الموصوف في الكمال، وضده.

الثاني: أن الضعف والخور مذموم، وهو نقص، وأما الرحمة فممدوحة، كما قال - تعالى -: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} (البلد: 17)، مع نهيه - تعالى - عباده عن الوهن، والحزن، قال - تعالى -: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا} (آل عمران: 139).

الثالث: أن أسماء الله - تعالى - حسنى، لا يلحقها نقص بوجه من الوجوه، وصفاته عليا عن النقص أيضًا، والله - تعالى - قد تمدح بهذه الأسماء والصفات، لأنها تدل على الكمال، فمن المحال أن يلحقها ما يلحق رحمة المخلوق.

مرات القراءة: 908

مرات الطباعة: 2

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك