SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
هدى ونور

كلُّ شيءٍ هالِكٌ إلاّ وَجْهَهُ

كلُّ شيءٍ هالِكٌ إلاّ وَجْهَهُ
كلُّ شيءٍ هالِكٌ إلاّ وَجْهَهُ

بتاريخ: 2019-04-29 07:14:43

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

قال تعالى:

}ولا تَدْعُ مع اللهِ إلهاً آخرَ لا إلهَ إلاّ هوَ كلُّ شيءٍ هالِكٌ إلاّ وَجْهَهُ لَهُ الحكمُ وإليه تُرجَعون{ [القصص: 88].

{وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}: بل أخلص لله عبادتك، وهذا من باب قطعِ أطماعِ المُشركينَ عن مساعدتِه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ لهم وإظهارِ أنَّ المنهيَّ عنه في القُبحِ والشرِّية بحيثُ يُنهى عنْهُ من لا يمكن صدروه عنه أصلًا.

 فإنه {لا إِلَهَ إِلا هُوَ}: فلا أحد يستحق أن يؤله ويحب ويعبد، إلا الله الكامل الباقي الذي {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ}: وإذا كان كل شيء هالكًا مضمحلًا سواه فعبادة الهالك الباطل باطلة ببطلان غايتها، وفساد نهايتها.

وهو إخبار بأنه الدائم الباقي الحي القيوم، الذي تموت الخلائق ولا يموت، كما قال تعالى: }كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ*وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ{ [الرحمن: 26 - 27] فعبر بالوجه عن الذات، وهكذا قوله: } كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ{ أي: إلا إياه. وقد ثبت في الصحيح من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أصدق كلمة قالها الشاعر لَبِيد: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلٌ".

وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - إذا أراد أن يتعاهد قلبه يأتي الخربة، فيقف على بابها فينادي بصوت حزين، فيقول أين أهلك؟ ثم يرجع إلى نفسه فيقول: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ}.

فكل شيء زائل، وكل شيء ذاهب، المال والجاه، والسلطان والقوة، والحياة والمتاع، وهذه الأرض ومن عليها، وتلك السماوات وما فيها ومن فيها، وهذا الكون كلهما نعلمه منه وما نجهله، كله هالك فلا يبقى إلا وجه اللّه الباقي متفردًا بالبقاء.

{لَهُ الْحُكْمُ}: في الدنيا والآخرة، {وَإِلَيْهِ}" لا إلى غيره، {تُرْجَعُونَ}: فإذا كان ما سوى الله باطلًا هالكًا، والله هو الباقي، الذي لا إله إلا هو، وله الحكم في الدنيا والآخرة، وإليه مرجع الخلائق كلهم، ليجازيهم بأعمالهم، تعيَّن على من له عقل، أن يعبد الله وحده لا شريك له، ويعمل لما يقربه ويدنيه، ويحذر من سخطه وعقابه، وأن يقدم على ربه غير تائب، ولا مقلع عن خطئه وذنوبه.

وفي الآية الكريمة من سورة القصص تقرير قاعدة الدعوة: وحدانية اللّه - سبحانه - وتفرده بالألوهية والبقاء والحكم والقضاء ليمضي أصحاب الدعوات في طريقهم على هدى،وعلى ثقة، وعلى طمأنينة، وفي يقين.

مرات القراءة: 2479

مرات الطباعة: 7

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك