قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ مِنَ اللَّيلِ فَاقْرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثُمَّ نَمْ على خَاتِمَتِهَا فَإنَّها بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّركِ". (صحيحً الجامع الصغير: 229)
كان الصَّحابةُ - رضي الله عنهم - مِن أحرَصِ النَّاسِ على سُؤالِ النَّبيِّ - صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم - عمَّا يَنفَعُهم في دُنياهم وآخِرَتِهم، وفي هذا الحديث يُخبِر فَروةُ بنُ نوفَلٍ - رَضِي اللهُ عَنه - أنَّه أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فقال: "يا رسولَ اللهِ، علِّمْني شيئًا أقولُه إذا أوَيتُ إلى فِراشي"، أي: عِندَ الذَّهابِ للنَّومِ لِيَنتفِعَ به في آخِرتِه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "اقرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1]"، أي: اقرَأْ "سورةَ الكافرون" قبل النَّومِ، "فإنَّها بَراءةٌ مِن الشِّركِ"، أي: تُسلِّمُ صاحِبَها مِن الشِّركِ باللهِ، مُفيدة للتَّوحيدِ؛ وذلك لأنَّها اشتمَلَت على نفيِ عبادةِ ما يعبدُه المشرِكون بأبلَغِ عبارةٍ، وأوفى تأكيدٍ.
وهذا يدل على فضيلة قراءة هذه السورة عند المنام، كما أن: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1]، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق:1]، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس:1] أيضًا تقرأ آنذاك، وكذا آية الكرسي كما جاءت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه السورة هي إحدى سورتي الإخلاص؛ ولهذا يُقال لها ولـ{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1]: "سورتا الإخلاص"؛ لأن سورة الكافرون تتعلق بتوحيد العبادة و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] تتعلق بتوحيد أسماء الله - عز وجل - وصفاته.
فسورة الكافرون تتعلق بتوحيد العبادة؛ لأنها مشتملة على البراءة من الشرك.