SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
مع الأنبياء

معالم التوحيد في دعوة شعيب - عليه السلام - (3)

معالم التوحيد في دعوة شعيب - عليه السلام - (3)
معالم التوحيد في دعوة شعيب - عليه السلام - (3)

بتاريخ: 2019-05-07 05:17:33

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

في هذا المعلم من معالم التوحيد في دعوة نبي الله - عز وجل - شعيبًا - عليه السلام - نجده يشير إلى الغرض الرئيس من إرسال الأنبياء والرسل وهو الإصلاح، إصلاح العقيدة الملوثة بلوثات الجاهلية البغيضة، وإصلاح المعاش الذي هو انعكاس لفساد العقيدة، وهو في سبيل دعوته إلى التوحيد يستصحب التوكل والاستعانة بالله - تعالى -.    

قال تعالى:

}قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ {[هود: 88].

وقوله: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيّنَةٍ} أي: حجة واضحة وبرهان نير عبر بها عما آتاه الله - تعالى - من النبوة والحكمة ردًا على مقالتهم الشنعاءِ }قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيد{ [هود: 87].

وقوله {مّن رَّبّى} أي: مالكِ أموري وإيرادُ حرفِ الشرط مع جزمه - عليه السلام - بكونه على ما هو عليه من البينات والحججِ لاعتبار حال المخاطبين ومراعاة حُسنِ المحاورةِ معهم.

وقوله: }وَرَزَقَنِى منه} أي: من لدنه {رِزْقًا حَسَنًا} هو النبوةُ والحِكمةُ أيضًا، عبّر عنهما بذلك تنبيهاً على أنهما مع كونهما بينةً رزقٌ حسنٌ كيف لا وذلك مناطُ الحياةِ الأبديةِ له ولأمته.

والمعنى: إنكم نظمتموني في سلك السفهاءِ والغُواةِ وعددتم ما صدرَ عنِّي من الأوامر والنواهي من قبيلِ ما لا يصِح أن يتفوَّهَ به عاقلٌ وجعلتموه من أحكام الوسوسةِ والجنون واستهزأتم بي وبأفعالي حتى قلتم إن ما أمرتُكم به من التوحيد وتركِ عبادة الأصنامِ والاجتنابِ عن البخس والتطفيفِ ليس مما يأمر به آمرُ العقلِ ويقضي به قاضي الفطنة وإنما يأمر به صلاتُك التي هي من أحكام الوسوسةِ والجنون! فأخبروني إن كنت من جهة ربي ومالكِ أمورِي ثابتًا على النبوة والحِكمةِ التي ليس وراءَها غايةٌ للكمال ولا مطمَحٌ لطامح ورزقني بذلك رزقًا حسنًا أتقولون في شأني وشأنِ أفعال ما تقولون مما لا خيرَ فيه ولا شرَّ وراءه.

وقوله: }وَمَا أُرِيدُ} بنهي إياكم عما أنهاكم عنه من البخس والتطفيف }أَنْ أُخَالِفَكُمْ إلى مَا أنهاكُم عَنْهُ} أي: أقصِدَه بعد ما ولَّيتم عنه وأستبِدَّ به دونكم، }إن أريد} أي: ما أُرِيدُ بما أباشره من الأمر والنية }إِلَّا الْإِصْلَاحَ} إلا أن أُصلِحَكم بالنصيحة والموعظة} مَا استطعت} أي: مقدارَ ما استطعتُه من الإصلاح، والتقييدُ به للاحتراز عن الاكتفاء بالإصلاح في الجملة لا عن إرادة ما ليس في وُسعه منه.

وقوله: }وَمَا تَوْفِيقِى} أي كوني موفقًا لتحقيق ما أنتحيه من إصلاحكم }إِلاَّ بالله} أي: بتأييده ومعونتِه، بل الإصلاحُ من حيث الخلقُ مستندٌ إليه - سبحانه - وإنما أنا من مباديه الظاهرةِ.

والمعنى: وما كوني موفقًا لإصابة الحقِّ والصوابِ في كل ما آتي وأذر إلا بهدايته ومعونتِه عليه توكلتُ وهو إشارةٌ إلى محض التوحيدِ.

}عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} في ذلك مُعرِضًا عما عداه فإنه القادرُ على كل مقدورٍ وما عداه عاجزٌ.

{وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} أي أرجِعُ فيما أنا بصدده.

وبهذين الأمرين تستقيم أحوال العبد، وهما الاستعانة بربه، والإنابة إليه، كما قال تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} وقال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.

 ولا يَخْفَى ما في جوابه - عليه السلام - من مراعاة لطفِ المراجعةِ ورِفق الاستنزالِ والمحافظةِ على قواعد حسنِ المجاراة والمحاورَة وتمهيدِ معاقدِ الحقِّ بطلب التوفيقِ من جناب الله تعالى والاستعانة به في أموره وحسمِ أطماعِ الكفار وإظهار الفراغِ عنهم وعدمِ المبالاة بمعاداتهم.

مرات القراءة: 677

مرات الطباعة: 5

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك