SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
مع الأنبياء

معالم التوحيد في دعوة شعيب - عليه السلام - (4)

معالم التوحيد في دعوة شعيب - عليه السلام - (4)
معالم التوحيد في دعوة شعيب - عليه السلام - (4)

بتاريخ: 2019-05-14 05:07:08

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

إنَّ دعاة التوحيد يُنَحُّونَ جانبًا كل المشكلات التي يمكن أن تمنع من قبول دعوتهم وانقياد الإتباع لدين الله - عز وجل - وها نحن نرى شعيب - عليه السلام - يدعو قومه إلى ترك مخالفته، والاتعاظ بمن سلف من أهل الكفر والضلال، ويفتح لهم أبوابًا من الأمل وفسحة من المغفرة آملًا أن تفتح القلوب والعقول لدعوة التوحيد.

قال الله تعالى:

}وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ(*) وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ{ [هود: 89 - 90]

فقوله: }وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي} أي: لا يحملنكم عداوتي وبغضي، وفراق الدين الذي أنا عليه، على الإصرار على ما أنتم عليه من الكفر بالله - عز وجل - وعبادة الأوثان، وبخس الناس في المكيال والميزان، وترك الإنابة والتوبة {أَنْ يُصِيبَكُمُ} من العقوبات {مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} لا في الدار ولا في الزمان، أو ليسوا ببعيد منكم في الكفر والمعاصي، إذ الكفرَ كله من جنس واحد، وصفات الكفر قريب بعضها من بعض، فلا يبعُد أنْ يُصيبكم مثلُ ما أصابهم، فإن لم تعتبروا بمن قبلَهم من الأمم المعدودةِ فاعتبروا بهم.

فشعيب - عليه السلام - إنما غير أسلوبَ التحذيرِ بهم ولم يصرِّح بما أصابهم، بل اكتفى بذكر قربِهم إيذانًا بأن ذلك مغنٍ عن ذكره لشهرته.

وإنذاره إياهم بمن هلك من الأمم على وجهين:

أحدهما: أن قوم شعيب قوم لا يؤمنون بالبعث وبالقيامة، فأنذرهم بمن هلك من الأمم السالفة؛ لأنه لو كان ينذرهم بالبعث، لكان لا ينجح فيهم؛ لأنهم لا يؤمنون به.

والثاني: أنذرهم بأُولَئِكَ؛ لأنهم كانوا يقلدون آباءهم في عبادة الأوثان، ويتبعونهم، فيقول: إنكم تقلدون آباءكم وتتبعونهم في عبادة الأوثان فاتبعوهم - أيضًا - فيما بلغوا إليكم من هلاك أُولَئِكَ بعبادتهم الأوثان، وتكذيبهم الرسل، فإذا قلدتموهم في العبادة فهلا تقلدونهم وتتبعونهم فيما أصابهم بم أصابهم؟

أو يقول لهم: إنكم تقلدون آباءكم الذين عبدوا الأوثان وقد هلكوا، فهلا تقلدون من لم يعبد منهم ونجا وقد أعرفتم أن من هلك منهم بم هلك؟ ومن نجا منهم بم نجا؟

ولما أنذرهم - عليه السلام - بسوء عاقبة صنيعِهم عقّبه طمعًا في ارعوائهم عما كانوا فيه يعمهون من طغيانهم بالحمل على الاستغفار والتوبة فقال:

}وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} من ذنوبكم بينكم وبين ربكم التي أنتم عليها مقيمون، من عبادة الآلهة والأصنام، وبَخْس الناس حقوقهم في المكاييل والموازين، والمقصود: أي: اطلبوا من ربكم المغفرة؛ أي: اطلبوا السبب الذي يقع لكم المغفرة من ربكم، وهو التوحيد.

{ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} فيما يستقبل من أعماركم، بالتوبة النصوح، والإنابة إليه بطاعته، وترك مخالفته، ثم لا تنقضوا توبتكم فهو أمر باستدامة التوبة.

}إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} لمن تاب وأناب، يرحمه فيغفر له، ويتقبل توبته ويحبه، والودود مبالغة الوَادّ، ومعناه: الذي يُحِبُّ الخيرَ لجميع الخلائِق، ويحسن إليهم في الأحوال كلها، وقيل: المحبُّ لأوليائه، وهذا تعليلٌ للأمر بالاستغفار والتوبةِ وحثٌّ عليهما.

مرات القراءة: 739

مرات الطباعة: 5

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك