SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

جديد الموقع
  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
الرئيسية

لا يَظْلِمُ مِن خَلْقِهِ أحَدًا

لا يَظْلِمُ مِن خَلْقِهِ أحَدًا
لا يَظْلِمُ مِن خَلْقِهِ أحَدًا

بتاريخ: 2019-05-20 05:05:10

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"اخْتَصَمَتِ الجَنَّةُ والنَّارُ إلى رَبّهِما، فَقالتِ الجَنَّةُ: يا رَبِّ، ما لها لا يَدْخُلُها إلَّا ضُعَفاءُ النَّاسِ وسَقَطُهُمْ، وقالتِ النَّارُ: - يَعْنِي - أُوثِرْتُ بالمُتَكَبِّرِينَ:

فقالَ اللَّهُ تَعالَى لِلْجَنَّةِ: أنْتِ رَحْمَتِي.

وقالَ لِلنَّارِ: أنْتِ عَذابِي، أُصِيبُ بكِ مَن أشاءُ، ولِكُلِّ واحِدَةٍ مِنْكُما مِلْؤُها.

قالَ: فأمَّا الجَنَّةُ، فإنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِن خَلْقِهِ أحَدًا.

وإنَّه يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَن يَشاءُ، فيُلْقَوْنَ فيها، فَتَقُولُ: هلْ مِن مَزِيدٍ، ثَلاثًا، حتَّى يَضَعَ فيها قَدَمَهُ فَتَمْتَلِئُ، ويُرَدُّ بَعْضُها إلى بَعْضٍ، وتَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ".

(أخرجه البخاري: 7449، واللفظ له، ومسلم: 2846)

الاختصام: التنازع بين فريقين، يذكر كل واحد منهما حجته أمام من يحكم بينهما, والصحيح أن هذا الخصام حقيقة، بأن يخلق الله فيهما فهمًا، وكلامًا، والله قادر على كل شيء.

قال النووي: "هذا الحديث على ظاهره، وأن الله - تعالى - يجعل في النار والجنة تمييزًا تدركان له، فتحاجتا، ولا يلزم من هذا أن يكون ذلك التمييز دائمًا".

وليس هذا خاصًّا بالجنة والنار، فقد ذكر الله - تعالى - أن الجبال كانت تسبح مع نبي الله داود - عليه السلام -، قال تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44].

والظاهر أن افتخار النار على الجنة بأنها محل انتقام الله - تعالى - من الطغاة والمجرمين الذين عصوا الله، وكذَّبوا رسله، وسخروا منهم، وبارزوا الله بالجرائم والآثام.

وأما الجنة فإنها اشتكت لكون مَنْ يدخلها الضعفاء والفقراء وأهل المسكنة غالبًا، ولهذا قالت: "ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟"

وحاصل اختصامهما: افتخار إحداهما على الأخرى بمن يسكنها، فتظن النار أنها بمن أُلقي فيها من عظماء الدنيا أبر عند الله من الجنة.

وتظن الجنة أنها بمن أسكنها من أولياء الله - تعالى - أبر عند الله.

فأجيبتا: بأنه لا فضل لأحدهما على الأخرى من طريق من يسكنها، وفي كلامهما شائبة شكاية إلى ربهما، إذ لم تذكر كل واحدة منهما إلا ما اختصت به، وقد ردَّ الله الأمر في ذلك إلى مشيئته.

هذا هو حكم الله بينهما، يعني: أن الله - تعالى - خلق الجنة ليرحم بدخولها من شاء من عباده، من يتفضل عليه ويجعله مؤهلًا لذلك، وأما النار فخلقها لمن عصاه وكفر به، وبرسله، يعذبهم بها.

وقد وعدهما الله - تعالى - بأن "لكل واحدة منكما ملؤها"، وهذا وعد من الله - تعالى - لهما بأن يملأهما بمن يسكنهما، وفي هذا إشعار بأنهما يرغبان ذلك، وقد جاء الطلب من النار صريحًا، كما قال تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ} [ق: 30].

فهما يمتلآن من بني آدم ومن الجن، يؤيده أيضًا قوله تعالى: {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} أي: من ذريتك وممن تبعك من بني آدم، فمن آمن وعبد الله وحده، واتبع رسله، فمصيره إلى الجنة، ومن عصى وبغى، وطغى، وآثر الحياة الدنيا، فإن الجحيم هي المأوى.

ويوضح حقيقة الامتلاء ما جاء من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"لا يَزالُ يُلْقَى فيها وتَقُولُ: هلْ مِن مَزِيدٍ، حتَّى يَضَعَ فيها رَبُّ العالَمِينَ قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِي بَعْضُها إلى بَعْضٍ، ثُمَّ تَقُولُ: قَدْ، قَدْ، بعِزَّتِكَ وكَرَمِكَ، ولا تَزالُ الجَنَّةُ تَفْضُلُ، حتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ لها خَلْقًا، فيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الجَنَّةِ". (البخاري: 7384).

وبهذا يتبين أن إنشاء الخلق يكون للجنة، وأما النار فإن الله - تعالى - يضع عليها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض، وتتضايق على من فيها، وبذلك تمتلئ ولا يظلم ربك أحد.

قال ابن القيم - رحمه الله -: وأما اللفظ الذي وقع في صحيح البخاري في حديث أبي هريرة: "وأنه ينشئ للنار من يشاء، فيلقى فيها، فتقول: هل من مزيد" فغلط من بعض الرواة، انقلب عليه لفظه، والروايات الصحيحة ونص القرآن يرده، فإن الله - سبحانه - أخبر أنه يملأ جهنم من إبليس وأتباعه،فإنه لا يعذب إلا من قامت عليه الحجة، وكذب رسله، قال تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ {8} قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ} [تبارك: 8 - 9] ، ولا يظلم الله أحدًا من خلقه.

مرات القراءة: 2256

مرات الطباعة: 7

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك