SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
مع الأنبياء

سلسلة الدعوة إلى التوحيد في دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

التوحيد في دعوة عيسى عليه الصلاة والسلام (6)

بتاريخ: 2020-11-19 14:56:26

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

بيان كفر النصارى بتأليههم عيسى عليه السلام

بين الله تعالى في القرآن الكريم كفر من زعم الإلوهية لعيسى عليه السلام، وجاء هذا البيان في جملة من آي القرآن، ومن ذلك:

الدليل الأول:

 قال تعالى:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة: 17].

ذكر تعالى قول النصارى، القول الذي ما قاله أحد غيرهم، بأن الله هو المسيح ابن مريم ـ تعالى الله عما يقول الظالمون ـ، ووجه شبهتهم أنه ولد من غير أب، فاعتقدوا فيه هذا الاعتقاد الباطل، مع أن حواء نظيره، خُلِقَت بلا أم، وآدم عليه السلام أولى منه، خلق بلا أب ولا أم، فهلا ادعوا فيهما الإلهية كما ادعوها في المسيح عليه السلام؟

ولما كان قولهم اتباع هوى من غير برهان ولا شبهة، رد الله عليهم بأدلة عقلية واضحة فقال سبحانه: {قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}، فإذا كان المذكورون لا امتناع عندهم يمنعهم لو أراد الله أن يهلكهم، ولا قدرة لهم على ذلك - دل على بطلان إلهية من لا يمتنع من الإهلاك، ولا في قوَّته شيء من الفكاك.

ومن الأدلة أن الله وحده له {مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يتصرف فيهم بحكمه الكوني والشرعي والجزائي، وهم مملوكون مدبَّرون، فهل يليق أن يكون المملوك العبد الفقير إلها معبودا غنيا من كل وجه؟ هذا من أعظم المحال.

ولا وجه لاستغرابهم لخلق المسيح عيسى ابن مريم من غير أب، فإن الله {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} إن شاء من أب وأم، كسائر بني آدم، وإن شاء من أب بلا أم، كحواء. وإن شاء من أم بلا أب، كعيسى عليه السلام. وإن شاء من غير أب ولا أم كآدم عليه السلام، فنوَّع خليقته تعالى بمشيئته النافذة، التي لا يستعصي عليها شيء، ولهذا قال جل شأنه: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

الدليل الثاني:

قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72].

وفي هذه الآية يؤكد سبحانه وتعالى عِظَم جرم النصارى بزعمهم أن الله هو المسح بن مريم، فهم ادعوا الألوهية في عيسى عليه السلام لما رأوا في ولادته من المعجزات، ونسوا أن الله تعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنه على كل شيء قدير. والحال أن عيسى عليه السلام كذَّبهم في هذا الادعاء الأثيم والجرم العظيم، ودعاهم لعبادة الله الواحد القهار، وحذَّرهم من الإشراك بالله.

الدليل الثالث:

قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة: 73]

وهذا من أقوال النصارى المشهورة عندهم، زعموا أن الله ثالث ثلاثة: الله، وعيسى، ومريم، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. وهذا أكبر دليل على قلة عقول النصارى، كيف قبلوا هذه المقالة الشنعاء، والعقيدة القبيحة؟! كيف اشتبه عليهم الخالق بالمخلوقين؟! كيف خفي عليهم رب العالمين؟! قال تعالى -رادا عليهم وعلى أشباههم: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ}، متصف بكل صفة كمال، منزه عن كل نقص، منفرد بالخلق والتدبير، ما بالخلق من نعمة إلا منه. فكيف يجعل معه إله غيره؟ تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

ثم توعدهم بقوله: {وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. ثم دعاهم إلى التوبة عما صدر منهم، وبين أنه يقبل التوبة عن عباده فقال: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ ْ} أي: يرجعون إلى ما يحبه ويرضاه من الإقرار لله بالتوحيد، وبأن عيسى عبد الله ورسوله، عما كانوا يقولونه، {وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ْ} عن ما صدر منهم، {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} أي: يغفر ذنوب التائبين، ولو بلغت عنان السماء، ويرحمهم بقبول توبتهم، وتبديل سيئاتهم حسنات.

مرات القراءة: 1051

مرات الطباعة: 8

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك