SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
مع الأنبياء

(سلسلة الدعوة إلى التوحيد في دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام)

التوحيد في دعوة نوح (عليه الصلاة والسلام)(3 من 9)

بتاريخ: 2020-12-28 06:47:32

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

المحور الرابع: دعوة نوح إلى التوحيد

بعث الله تعالى نوحاً -عليه السلام- يدعو قومه إلى إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له، وألا يعبدوا معه صنماً ولا تمثالاً ولا طاغوتاً، وأن يعترفوا بوحدانيته، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه، كما أمر الله تعالى من بعده من الرسل الذين هم كلهم من ذريته، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}[النحل: ٣٦]، وقال تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: ٤٥]. وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء: ٢٥].

ومن هنا يُعلم أن القرآن الكريم أكد على أن توحيد الألوهية هو مفتاح دعوة الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، وأن كل رسول يبعثه الله يكون أول ما يدعو قومه إليه هو توحيد الله وإخلاص العبادة له. فالدعوة إلى العقيدة الإسلامية هي فاتحة دعوة الرسل جميعا؛ فلم يكونوا يبدؤون بشيء قبلها.

يقول الإمام ابن أبي العز الحنفي: "اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل، ولهذا كان الصحيح أن أول واجبٌ يجب على الملكف شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك، كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم، بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يُؤمر به العبد الشهادتان.. فالتوحيد أول ما يُدخل به في الإسلام، وآخر ما يُخرج به من الدنيا"([1]).

ولهذا قال الله تعالى عن نوح –عليه السلام- في دعوته لقومه: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف: ٥٩]. قال ابن جرير -رحمه الله-: "{اعْبُدُوا اللَّهَ} الذي له العبادة، وذِلُّوا له بالطاعة، واخضعوا له بالاستكانة، ودَعوا عبادة ما سواه من الأنداد والآلهة، فإنه ليس لكم معبودٌ يستوجب عليكم العبادةَ غيرُه"([2])

وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ}[هود: ٢٥ – 26]. وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ}[المؤمنون: ٢٣]. وقال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ}[نوح: ١ -3]. فأمر نوح بالتوحيد هو أمر من الله تعالى، فالله تعالى يقول: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}[نوح: ١]، يقول سيد قطب -رحمه الله-: "تبدأ السورة بتقرير مصدر الرسالة والعقيدة وتوكيده: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}، فهذا هو المصدر الذي يُتلقى منه التكليف، كما يتلقون حقيقة العقيدة، وهو المصدر الذي صدر منه الوجود كله، وصدرت منه الحياة، وهو الله الذي خلق البشر، وأودع فطرتهم الاستعداد لأن تعرفه وتعبده، فلما انحرفوا عنها وزاغوا أرسل إليهم رسله، يردُّونهم إليه"([3]).

ومعرفة هذا الأمر وتذكّره أمر مهم للبشرية، لأنهم إذا عرفوا ذلك وأيقنوا به، كمل استسلامهم لله عز وجل، وسلّموا بكل ما جاء به الرسل وخصوصاً قضية العبودية لله وحده.

([1]) شرح العقيدة الطحاوية ص42.

([2]) جامع البيان12/498.

([3]) في ظلال القرآن 6/3710 .

مرات القراءة: 1366

مرات الطباعة: 11

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك