SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
الرئيسية

{مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا..‏}‏!

بتاريخ: 2015-08-05 17:10:23

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

{‏إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏

يقول الشيخ السعدي في تفسيره "تيسير الكريم الرحمن":

وهذا الحكم على أهل الكتاب خاصة‏؛‏ لأن الصابئين‏, الصحيح أنهم من جملة فرق النصارى، فأخبر الله أن المؤمنين من هذه الأمة‏، واليهود والنصارى‏‏ والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر،‏ وصدقوا رسلهم،‏ فإن لهم الأجر العظيم والأمن‏، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأما من كفر منهم بالله ورسله واليوم الآخر‏، فهو بضد هذه الحال‏، فعليه الخوف والحزن‏.‏

والصحيح أن هذا الحكم بين هذه الطوائف‏،‏ من حيث هم‏،‏ لا بالنسبة إلى الإيمان بمحمد‏،‏ فإن هذا إخبار عنهم قبل بعثة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن هذا مضمون أحوالهم، وهذه طريقة القرآن إذا وقع في بعض النفوس عند سياق الآيات بعض الأوهام‏،‏ فلا بد أن تجد ما يزيل ذلك الوهم‏؛ لأنه تنزيل مَنْ يعلم الأشياء قبل وجودها‏، ومَنْ رحمته وسعت كل شيء‏.‏

وذلك والله أعلم ـ أنه لما ذكر بني إسرائيل وذمهم‏، وذكر معاصيهم وقبائحهم‏، ربما وقع في بعض النفوس أنهم كلهم يشملهم الذم، فأراد الباري تعالى أن يبين من لم يلحقه الذم منهم بوصفه، ولما كان أيضًا ذكر بني إسرائيل خاصة يوهم الاختصاص بهم‏.‏ ذكر تعالى حكما عاما يشمل الطوائف كلها‏؛ ليتضح الحق‏‏ ويزول التوهم والإشكال، فسبحان من أودع في كتابه ما يبهر عقول العالمين‏.‏

ثم عاد تبارك وتعالى يوبخ بني إسرائيل بما فعل سلفهم‏:‏

‏‏{‏وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏

أي‏:‏ واذكروا ‏{‏إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ‏}‏ وهو العهد الثقيل المؤكد بالتخويف لهم‏،‏ برفع الطور فوقهم وقيل لهم‏:‏ ‏{‏خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ‏}‏ من التوراة ‏{‏بِقُوَّةٍ‏}‏ أي‏:‏ بجد واجتهاد‏،‏ وصبر على أوامر الله، ‏{‏وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ‏}‏ أي‏:‏ ما في كتابكم بأن تتلوه وتتعلموه، ‏{‏لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‏}‏ عذاب الله وسخطه‏,‏ أو لتكونوا من أهل التقوى‏.‏

فبعد هذا التأكيد البليغ ‏{‏تَوَلَّيْتُمْ‏}‏ وأعرضتم‏,، وكان ذلك موجبا لأن يحل بكم أعظم العقوبات، ولكن ‏{‏لَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏.

 

مرات القراءة: 4121

مرات الطباعة: 22

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك