من مواطن الغُبن والغفلة العحيبة التي يقع فيها كثير من المسلمين في الصلاة: أن يتأخر تدبر المصلي للتلاوة في الصلاة لما بعد الفاتحة!!
مع أن الفاتحة هي أم القرآن والسبع المثاني وفرض التلاوة وتؤمن الملائكة على الدعاء فيها!
وفي الحديث القدسي الذي رواه مسلم صورة للنعيم الذي يذوقه من يتدبر هذه السورة الجليلة كلمة كلمة في مناجاة رب العالمين:
«قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين. قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم. قال الله: أثنى علي عبدي. فإذا قال: مالك يوم الدين. قال: مجدني عبدي. وقال مرة: فوض إلي عبدي. وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين. قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل».
قال الحافظ ابن رجب (في شرحه لصحيح البخاري):
«فهذا الحديث يدل على أن الله يستمع لقراءة المصلي حيث كان مناجيا له، ويرد عليه جواب ما يناجيه به كلمة كلمة»!
إنه الكنز المفقود.. كنز المناجاة بمعاني التوحيد والتفويض واليقين!
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.