SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
الرئيسية

من علامات حب الله للعبد

بتاريخ: 2017-04-27 07:08:30

الشيخ د.محمد المختار الشنقيطي

(1من2)

في الحقيقة هذا الأمر عظيم! محبة الله للعبد والإحاطة بالعلامات والإمارات من الصعوبة مما كان لكن هناك أمور دلت عليها بالكتاب والسنة.

أول دليل على محبة الله للعبد وإرادته الخير به هدايته للدين، فالعبد الذي يهتدي بهداية الله ويلتزم طاعة الله عز وجل كان هذا من أعظم الدلائل على أن الله يحبه وان الله يُرِيد به خير لأن الله يُعطي الدنيا من أحب وكره ولكن لا يعطي الدين إلا لمن أحب. لا يعطي نعمة الدين إلا لمن أحب!

واعلم علم اليقين أن السجدة التي تسجدها بين يدي الله وتعلم مقدار فضل الله عليك بها لتقطع لسانك بالثناء على الله وما أديت شيء من حقه!

كيف هداك للتوحيد؟ وكيف أعانك ووفقك وسددك وصرف عنك كل الفتن حتى تسجد بين يديه؛ فترفع درجتك وتكفر خطيئتك!

يا ليت الناس يشعرون بنعمة الله عز وجل عليهم!

أعظم دليل على حب الله للعبد: هدايته للدين، ثم إذا أردت أن تعرف مقدار منزلة العبد لمحبة الله له فانظر مقدار هذا الدين في قوله وعمله واعتقاده؛ فإذا وجدت أنه انصرف الى الله عز وجل بكليته قلباً وقالباً فأعلم أن محبة الله له تامة وأن محبة الله له كاملة.

إذا وجدت عبدا مليء القلب بالله وحده لا شريك له، لا تسمع منه شكوى يشتكي فيها لغير الله وحده لا شريك له، لا تجده يتذمر ولا يسخط، تجده راضيًا عن الله في جميع أحواله مستمسك بدين الله عز وجل، فَلَو صبت عليه فتن الدنيا لا يمكن أن يفرط بشعرة من دين الله عز وجل  الذي هداه إليه!

هكذا كان حال الصحابة رضوان الله عليهم وحال أئمة الرضا الذين حازوا من الحب أجمله وأكمله وأفضله، ولذلك فتح الله لهم أبواب الرحمة ويسر لهم أبواب الخير، كانوا في القلب أفضل ما يكونون محبة لله فتجد الواحد لا يفكر إلا في الشيء الذي يقربه من الله كيف يفعله والشيء الذي يُبعد عن الله كيف يجتنبه، وتجد الواحد منشرحا دائم السرور مطمئن النفس مُبتهج القلب؛ فإذا انُتهكت حرمة من حرمات الله تغيرت الحياة عنده فتنكدت فتجده في هم وغم وكرب، فإذا ذكر الله كل الهموم والغموم تتبدد عنه، هذا من كمال محبة الله عز وجل  وكمال محبة الله للعبد!

ثم كذلك أيضا تجده في قوله وفعله وسمعه وبصره وظاهره وباطنه وفي أخذه وتركه وولائه وعدائه كله يصير وفق مرضاة الله عز وجل.

إذا وجدت هذه الأمور وجدت الدين ووجدت الكتاب والسنة في قوله وفعله وظاهره وباطنه فأعلم أن نعمة الله عليه تمت.

قد يكون ظاهره على هذا لكن تمام النعمة الاعتقاد فتجد كل هذه الأمور تصدر منه ومع ذلك يٌحس من توفيق الله له ومعونة الله له وتيسير الله له ما يقرع باب من الخير إلا فتحه الله في وجهه ولا يسلك سبيل من سُبل الطاعة والبر إلا وجدته يسبق بعزيمة وقوة وطمأنينة وانشراح صدر لأن الله يحبه.

أحباب الله سبحانه وتعالى دائماً أمور الخير لهم مُيسرة.. مفتوحة مُسهلة، لكن إذا أراد أن تزل قدمه عن صراط الله عز وجل وجدت الحفظ من الله سبحانه وتعالى، وجدت الصيانة، وجدت أنه يبارك الله له في الرحمة، وجدت العصمة من الله سبحانه وتعالى؛ فيجعل بينه وبين المعاصي الحواجز، يجعل بينه وبينها أمدا بعيدا فيباعد بينه وبين الخطايا ويباعد بينه وبين أهل الخطايا ويباعد بينه وبين كل شيء يُحبب الى هذه الخطايا؛ لأن الله يحبه والله إذا أحب عبد قربه مما يحب ومن دلائل حبه تجده دائماً يبحث عن الشيء الذي يرضي الله عز وجل في أكمل حال.

لو أنه بعيد في الصلاة يفكر كيف يكون في الصف الأول؛ لأنه يعلم أن الله يحب عبده المصلي على أتم المحبة.

ووالله إنه ليخرج من بيته وقلبه متفطر هل يدرك الصف الأول أم لا؟ ثم إذا يُسر له في بعض الأوقات إلا انه قد يصعب عليه في بعض الأحيان، ومع ذلك تجد الله سبحانه وتعالى يُيسر له ويعينه ويوفقه، حتى ذكر بعض الأخيار: إني دخلت ذات مرة مسجد وكنت لا أستطيع أن أصلي في غير الصف الأول، أتعب نفسيا فقلبي معلق بهذا الصف الأول بشكل عجيب، فيقول: في يوم من الأيام احتاجني الوالدان لأمر فتأخرت بالخروج فلما جئت قبل الإقامة بيسير وأنا يائس أن أدرك الصف الأول ويسر الله سبحانه وتعالى فإذا بي أبلغ الصف الثاني فلما أُقيمت الصلاة وإذا بالناس متراصون تماما ليس هناك مكان فقلت: يا ربي أنت تعلم ما في قلبي وأسألك أن لا تحرمني هذا المقام بين يديك، يقول: وشاء الله عز وجل أن يُرعف الذي أمامي ويخرج من الصف وأدخل مكانه، حتى إني ندمت وقلت: مرة ثانية لا أفعلها!

الله إذا أحب العبد يسر له أبواب الخير وجاءت أمور الخير سهلة مُيسرة.

مرات القراءة: 1820

مرات الطباعة: 43

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك