SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
مع الأنبياء

سلسلة الدعوة إلى التوحيد في دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (7)

بتاريخ: 2020-10-22 14:56:26

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم لأعمال المشركين

أولاً: مخالفة المشركين في تلبيتهم

تبرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من التلبية التي كان يلبي بها المشركون، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان المشركون يقولون: لبيك لا شريك لك، قال: فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويلكم! قد قد"، فيقولون: إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك. يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت"(1). فقوله صلى الله عليه وسلم: "ويلكم! قد قد" نهي لهم عن الزيادة على ذلك. قال النووي: "كفاكم هذا الكلام فاقتصروا عليه ولا تزيدوا"(2) ، أي لا تزيدوا على قولكم: (لبيك لا شريك لك)، ولكنهم كانوا يزيدون ما أوقعهم في الشرك.والتلبية الصحيحة التي وحَّد بها رسول الله ربه وتبرأ بها عن كلام المشركين قوله: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)(3).

ثانيا: مخالفة المشركين في أعمال الطواف:

قال تعالى: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً}[الأنفال: ٣٥ ]. وعن هشام عن أبيه قال: "كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحُمس، والحمس قريش وما ولدت، فكانوا يطوفون عراة إلا أن تعطيهم الحُمس ثياباً، فيعطى الرجال الرجال والنساء النساء"(4). فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه بأن يؤذن في الناس سنة تسع: "أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان"(5). قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كانت قريش تطوف بالبيت عراة، يصفقون ويصفرون، فكان ذلك عبادة في ظنهم"(6). وقال السدي: "المُكَاء: الصفير، والتصدية: التصفيق"(7).

وكل ذلك محاربة للتوحيد واستهزاء به، وصد عنه، "قال مجاهد: وإنما كانوا يصنعون ذلك ليخلِّطوا بذلك على النبي صلى الله عليه وسلم صلاته، وقال الزهري: يستهزئون بالمؤمنين."(8).

وجاء الإسلام وتبرأ من هذا اللعب الذي يظنه المشركون عبادة، وجعل العبادة هي الذكر والدعاء، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنما جُعل الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار، لإقامة ذكر الله عز وجل"(9). وعن عبدالله بن السائب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين الركنين: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"(10).

ثالثا: مخالفة المشركين في السعي بين الصفا والمروة

قال تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}[البقرة: ١٥٨]، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بالسعي بين الصفا والمروة، حيث قال: "اسعوا، فإن الله كتب عليكم السعي"(11) ، وذلك مخالفة للمشركين، حيث كانوا عندما يتنسكون لأصنامهم لا يحل لهم السعي بين الصفا والمروة. فعن هشام بن عروة قال: أخبرني أبي رضي الله عنهم قال: قلت لعائشة رضي الله عنها وأنا يومئذ حديث السن: أرأيت قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}[البقرة 185]، فلا أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما! فقالت: كلا؛ لو كانت كما تقول كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهلون لمناة، وكانت مناة حذو قديد، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}، زاد سفيان وأبو معاوية عن هشام: ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة (12).

______________________

([1]) صحيح مسلم كتاب الحج باب التلبية وصفتها ووقتها (1185).

(2) شرح النووي على مسلم 4/332.

(3) صحيح مسلم كتاب الحج باب التلبية وصفتها ووقتها (1184).

(4) صحيح مسلم كتاب الحج باب في الوقوف وقوله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس(1219).

(5) تقدم تخريجه.

(6) الجامع لأحكام القرآن 7/400.

(7) تفسير القرآن العظيم4/52.

(8) تفسير القرآن العظيم4/53.

(9) مسند أحمد 6/75( 24512)، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.

(10) سنن أبي داود كتاب المناسك باب الدعاء في الطواف (1894) وحسنه الألباني.

(11) مسند أخمد6/421(27407) قال شعيب الأرنؤوط: حسن بطرقه وشاهده.

(12) صحيح البخاري كتاب أبواب العمرة باب يفعل في العمرة ما يفعل في الحج(1790) ومسلم كتاب باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به ( 1277).

مرات القراءة: 1040

مرات الطباعة: 17

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك