SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
جهود دعوية

كان على جانب عظيم من التقى والصدق وحسن التبصر في الأمور

فوزان السابق

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

فوزان بن سابق بن فوزان آل عثمان البريدي القصيمي الدوسري النجدي. ولد في بريدة سنة (1275هـ)، ونشأ بها وتعلم على يد مجموعة من الشيوخ منهم الشيخ سليمان بن مقبل والشيخ محمد بن عمر آل سليم والشيخ محمد بن عبدالله ابن سليم والشيخ عبداللطيف بن عبدالرحـمن بن حسن آل الشيخ وغيرهم.

قال عنه صاحب الأعلام: كان من التقى والصدق والدعة وحسن التبصر في الأمور والتفهم لها على جانب عظيم. وكان رحمه الله من العلماء الأفاضل، وكان مع طلبه للعلم يشتغل بتجارة الخيل والمواشي حتى اختاره الملك عبدالعزيز ليكون سفيرا له بدمشق، ثم نقله إلى القاهرة، حيث بدأ دعوته إلى الله علما وعملا معرفا أهل مصر بمعتقد أهل السنة والجماعة ورادا على الطاعنين فيه، إلى أن توفي رحمه الله سنة (1373)(1).

موقفه من المبتدعة:

له: 'البيان والإشهار لكشف زيغ الملحد الحاج مختار'. والكتاب مطبوع متداول يدل على قدرة المؤلف العلمية وتمسكه بالعقيدة السلفية.

- قال في مقدمته: أما بعد: فإني لما كنت في دمشق الشام، وذلك في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسـلم، جمعتني فيها مجالس مع أناس ممن يدعون العلم، وآخرين ممن ينتسبون إليهم. فكانوا لا يتورعون عن الاعتراض على أهل نجد والطعن عليهم في عقيدتهم، وتسميتهم بالوهابية، وأنهم أهل مذهب خامس، والغلاة من هؤلاء يكفرونهم.

ولما كان هؤلاء الغلاة الجامدون على التقليد الأعمى: معرضين عن استقراء الحقائق في مسائل الدين من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أئمة الهدى والدين في هذه الأمة، وخصوصا الأئمة الأربعة، الذين يزعم هؤلاء الجاهلون تقليدهم، ويغالون فيه، ويقولون: إن من خرج عن تقليد أحد الأئمة الأربعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه. ومع ذلك تراهم يخالفون الأئمة الأربعة فيما أجمعوا عليه من أصول الدين، وذلك في توحيد عبادة الله تعالى، وسد الذرائع الموصلة إلى الشرك في عبادته تعالى والإقرار بعلو الله تعالى على خلقه، وإثبات صفاته التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسـلم، وتلقاها عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان من علماء الأمة وأئمتها بالقبول والتسليم، إثباتا من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل.

فقد أعرض هؤلاء المبتدعة عن اتباع الكتاب والسنة والسلف الصالح من هذه الأمة، ولم يقلدوا أحد الأئمة الأربعة، بل فتحوا باب الشرك في عبادة الله تعالى، ومثلوا صفاته تعالى بصفات خلقه، فقادهم ذلك إلى الجحود والتأويل الباطل.(2)

وقال: فأما الذين يدعون أنهم على مذهب السلف وأنهم مقلدون للأئمة الأربعة، وهم مخالفون لهم في الأصول، فضلا عن الفروع. فليسوا على مذهب السلف، ولا ممن قلدوا الأئمة الأربعة، وليسوا على كتاب ولا سنة -أمثال هذا الملحد، ومن قلدهم- وكيف يكون على مذهب السلف أو مقلدا للأئمة الأربعة: من لا يجيز التعبد والتعامل ولا الفتوى بما في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما من كتب الحديث التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسـلم باتفاق الأمة؟ لا يخرج عن هذا الاتفاق إلا مبطل معاند.(3)

وقال: القيام والقعود وإقامة الموالد كلها بدعة، إذا لم يقترن بها ما هو واقع فيها اليوم من المفاسد، وأنواع الفسوق. فإذا انضمت إليها هذه المنكرات التي يجب أن يصان عنها جناب المصطفى صلى الله عليه وسـلم، ويطهر ذكره عن أوساخها، فلا يشك عاقل -فضلا عن عالم- في أنها من البدع المحرمة التي لم تكن على عهد الرسول صلى الله عليه وسـلم، ولا عهد أصحابه ولا القرون المفضلة من بعدهم. وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنهـا قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسـلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» وفي رواية: «من صنع أمرا على غير أمرنا فهو رد»(4).

فهل لهذا الملحد أن يأتينا بدليل عن الله تعالى، أو عن رسوله صلى الله عليه وسـلم في إقامة هذه الموالد، أو عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسـلم، أو أحد من التابعين، أو أحد من الأئمة الأربعة؟ وإذا كان هذا ليس معروفا من أقوال وأفعال من ذكرناهم، فلا شك ولا ريب في أنه مردود على قائله، مأزور فاعله بنص حديث عائشة رضي الله عـنها الذي قدمناه آنفا.(5)

موقفه من المشركين:

الزيارة الشرعية لقبور موتى المؤمنين، من الأنبياء والأولياء والصالحين وكافة قبور المسلمين: سنة متفق عليها، لا خلاف فيها عند كافة المسلمين. وأما القبور الوثنية التي بنيت عليها القباب، وأقيمت عليها الأستار والأنصاب، وبنيت عليها المساجد، فكل ذلك مما لعن رسول الله فاعله.

وكذلك الزيارة البدعية الشركية المخالفة لهدي الرسول صلى الله عليه وسـلم، وما كان عليه أصحابه، ومن تبعهم من القرون المفضلة، وما يحدث بسببها من الغلو بأصحاب القبور وما يصرف لهم من أنواع العبادات من الدعاء والخوف والرجاء ونذر النذور لهم، وغيرها مما لا يجوز صرفه لغير الله تعالى؛ فإن هذه هي الزيارة المحرمة وصاحبها ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسـلم. وهذه هي الزيارة التي ننكرها وينكرها كل من نور الله بصيرته بهدى الإسلام، ورزقه فهما صالحا يميز به بين الحق والباطل.

وأما من أغواهم الشيطان: فإنهم يجعلون مع الله تعالى آلهة أخرى، يصرفون لهم ما لله من العبادة من الدعاء والخوف والرجاء، وغير ذلك مما عليه عباد القبور من الغلو بأصحابها. وهذا أمر واقع لا ينكره إلا مكابر معاند، أمثال الحاج مختار ومن قلدهم.

وقال: يزعم هذا الملحد المارق بأننا أعداء لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسـلم. وما ذنبنا عنده إلا اتباعنا لكتاب الله تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسـلم، وهو أننا لا نغلو بالقبور وأصحابها، ولا نصرف للمقبورين حقا من حقوق الله تعالى، ولا نتخذها مساجد، ممتثلين أمر نبينا صلى الله عليه وسـلم فيما جاءتنا به الأحاديث الصحيحة الصريحة، التي خرجها البخاري ومسلم وأهل السنن والإمام مالك رحمهم الله تعالى. فمنها قوله صلى الله عليه وسـلم: «اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» وحديث ابن مسعود رضي الله عـنه: «إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد» وحديث أبي هريرة رضي الله عـنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسـلم: «قاتل الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»(6) وحديث جندب بن عبدالله رضي الله عـنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسـلم قبل أن يموت بخمس يقول: «إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل. فإن الله قد اتخذني خليلا، كما اتخذ إبراهيم خليلا. ولو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا. ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد. ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك»(7) وحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عـنها قالت: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسـلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، إذا اغتم بها كشفها، فقال وهو كذلك: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». قالت عائشة رضي الله عـنها: يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن خشي أن يتخذ مسجدا(8). وفي رواية مسلم "وصالحيهم".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)            علماء نجد خلال ثمانية قرون (5/378-383) والأعلام (5/162) ومعجم المؤلفين (8/81-82).

(2)            البيان والإشهار (3-4).

(3)            البيان والإشهار (17).

(4)            أخرجه أبو داود (5/12-13/4606) وأخرجه الإمام أحمد (6/73) بلفظ: «من صنع أمرا من غير أمرنا فهو مردود».

(5)            البيان والإشهار (ص.299).

(6)            أحمد (2/284) والبخاري (1/700/437) ومسلم (1/376/530) وأبو داود (3/553/3227) والنسائي (4/401/2046) وفي الكبرى (4/257/7092) من طرق عن أبي هريرة.

(7)            مسلم (1/377/532).

(8)            أحمد (6/34) والبخاري (1/700/435 و436) ومسلم (1/377/531) والنسائي (2/370-371/702) من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عـنه.

مرات القراءة: 1064

مرات الطباعة: 14

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك