SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
الرئيسية

إِلَهَهُ هَوَاهُ

أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ

بتاريخ: 2018-08-06 13:44:58

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

قال الله تعالى:

}أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ{ [الجاثية: 23].

التعبير القرآني المبدع، في هذه الآية الكريمة، يرسم نموذجًا عجيبًا للنفس البشرية حين تتخلى عن الفطرة السوية التي تقودها إلى التوحيد، وتتبع الهوى المتقلب، وتتعبد هواها، وتخضع له، وتجعله مصدر تصوراتها وأحكامها ومشاعرها وتحركاتها، وتقيمه إلهًا قاهرًا لها، مستوليًا عليها، تتلقى إشاراته المتقلبة بالطاعة والتسليم والقبول...

يرسم القرآن هذه الصورة ويعجّب منها في استنكار شديد!

}أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ{ فما هويه سلكه سواء كان يرضي الله أو يسخطه، أي أن هذا الكائن العجيب إنما يأتمر بهواه، فما رآه حسنًا فعله وما رآه قبيحًا تركه.

وهو تعجب من حالِ مَنْ تركَ متابعةَ الهُدى إلى مُطاوعةِ الهَوَى، فكأنَّه عبدُه. أيْ أنظرتَ فرأيتَهُ فإنَّ ذلكَ مِمَّا يُقْضَى منه العجَبَ، فالقرآن يعجب من أمره ويُشهر بغفلته وعماه.

وقرئ آلهةً هواهُ؛ لأنَّ أحدَهُم كانَ يستحسنُ حجرًا فيعبدُه، فإذا رَأى أحسنَ منه رفضَهُ إليهِ فكأنَّه اتخذَ آلهةً شتَّى.

 وهذا قد يستدل به على المعتزلة في قولهم بالتحسين والتقبيح العقليين.

 وقوله تعالى: }وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ{ يحتمل قولين:

أحدهما: وأضله الله لعلمه أنه يستحق ذلك.

 والآخر: وأضله الله بعد بلوغ العلم إليه وقيام الحجة عليه.

والثاني يستلزم الأول.

فهو يستحق من اللّه أن يضله، فلا يتداركه برحمة الهدى، فما أبقى في قلبه مكانًا للهدى وهو يتعبد هواه المريض!

}وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ{ أي فلا يسمع ما ينفعه، ولا يعي شيئًا يهتدي به، ولا يرى حجة يستضيء بها، ومن ثم لا يتأثرُ بالمواعظِ، ولا يتفكرُ في الآياتِ والنذرِ.

}وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً{ مانعةً عن الاستبصار والاعتبار...وبذا فقد انطمست فيه تلك المنافذ التي يدخل منها النور، وتلك المدارك التي يتسرب منها الهدى، وتعطلت فيه أدوات الإدراك بطاعة للهوى طاعته العبادة والتسليم.

ولهذا قال تعالى: }فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ{ والهدى هدى اللّه، وما من أحد يملك لأحد هدى أو ضلالة، فذلك من شأن اللّه، الذي لا يشاركه فيه أحد، حتى رسله المختارون.

والجواب المضمر أنه لا أحد يهديه، وقد سد الله عليه أبواب الهداية وفتح له أبواب الغواية، وما ظلمه الله، ولكن هو الذي ظلم نفسه، وتسبب لمنع رحمة الله عليه.

}أَفَلَا تَذَكَّرُونَ{ ما ينفعكم فتسلكونه وما يضركم فتجتنبونه.. فإنه من تذكر صحا وتنبه، وتخلص من ربقة الهوى، وعاد إلى النهج الثابت الواضح، الذي لا يضل سالكوه.

فاللهم ارزقنا الهدى ويسره لنا.

مرات القراءة: 1083

مرات الطباعة: 534

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك