SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
كلمة الموقع

مقاصد المكلّفين..!

قال الله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} (النجم/39).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات" (متفق عليه).

حول هذين النصين الجامعين تدور حياة المسلم (فبائع نفسه فموبقها أو معتقها)!

فالفائز كل الفوز من عمر حياته بتقوى الله؛ منها تنطلق مقاصده، وإلى تحقيقها تتجه غاياته.

والناس بمقاصدهم يصعدون ويرتقون، كل بحسب همته، وإنما تعلو الهمم وتشرف بشرف المقصود؛ فمن كانت الآخرة همه.. ظل في ارتقاء ما بقيت هذه الهمة.

ولعظم هذا الشأن (النية والمبتغى والقصد) في حياة المسلم فقد حظي بالعناية العظيمة من السلف ومن سار على دربهم؛ وعظا ونصحا وتعليما؛ ما بين حث على إصلاح النية ابتداء، وتحذير من قواطعها ومفسداتها، وتعظيم لشأنها وخطرها؛ حتى قال سفيان الثوري رحمه الله: "ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي"!

ويظهر أثر النية العظيم وسبب هذه العناية من السلف وصالحي الأمة بها في هذا الحديث النبوي الشريف الذي تهتز له الأفئدة وترتجف؛ فيما رواه الترمذي وابن حبان وابن خزيمة (وهو في الصحيح باختلاف في اللفظ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال، فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله تبارك وتعالى له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذاك. ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحم وأتصدق، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة له: كذبت، ويقول الله: بل إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك. ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقال له: في ماذا قتلت؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذاك. ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتي فقال: يا أبا هريرة، أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة".

وهكذا يتجلى الشأن الكبير لمقاصد المكلفين في أعمالهم وأحوالهم التي يدور عليها القبول ورضوان الله عز وجل الذي هو غايتهم الكبرى؛ ولهذا أفرد لها الشيخ الدكتور عمر الأشقر(أحد العلماء المعاصرين) كتابه النفيس "مقاصد المكلفين" الذي هو في الأصل رسالة علمية لنيل الدكتوراه، وقسمه إلى جزئين: الأول: النيات في العبادات، والآخر: الإخلاص. ثم شرحه من بعده الشيخ المصري محمد إسماعيل المقدم.

وحُقّ لهذا الموضوع الجليل أن يُفرد له المصنفون المزيد والمزيد؛ إرشادا للمسلمين ونصحا في الشأن الخطير الذي أرّق سلفهم الصالح وأقض مضاجعهم في سيرهم إلى الله عز وجل راغبين راهبين!

مرات القراءة: 1034

مرات الطباعة: 20

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك