SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
هدى ونور

الدلالة على فساد قول من يثبت لله الولد

الدلالة على فساد قول من يثبت لله الولد
الدلالة على فساد قول من يثبت لله الولد

بتاريخ: 2018-10-15 06:36:08

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

قال تعالى:

}بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ [الأنعام: 101].

لمَّا بيَّن سبحانه وتعالى فساد أقوال المشركين شَرَعَ في إقامة الدلالة على فساد قول من يثبت له الولد، فقال:

}بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ{، أي مبدعهما، وخالقهما، ومنشئهما، ومحدثهما، على غير مثال سبق، وقد جاء البديع بمعنى المبدع كالسميع بمعنى المسمع كثيرًا.

والذي يبدع هذا الوجود إبداعًا من العدم ما تكون حاجته إلى الخلف! والخلف إنما هو امتداد الفانين، وعون الضعفاء، ولذة من لا يبدعون!

}أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ{ هو جملة مستقلة مسوقة كما قبلها لبيان استحالة ما نسبوه إليه تعالى وتقرير تنزهه عنه، والاستفهام للإنكار والاستبعاد.

}وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ {، أي كيف يكون ولد، ولم تكن له صاحبة، والولد إنما يكون متولدًا بين شيئين متناسبين، والله تعالى لا يناسبه ولا يشابهه شيء من خلقه، لأنه خالق كل شيء، فلا صاحبة له ولا ولد، وهو الغني عن مخلوقاته، وكلها فقيرة إليه، مضطرة في جميع أحوالها إليه.

وهذه الآية حجة قاطعة على فساد قول النصارى، فإذا كان هو المبدع للسموات والأرض، ولم يوصفا بكونهما من ولده فكذلك الملائكة، وأولى بهذا وأجدر أن يكون خلقه للمسيح من أم بغير أب غير مسوغ لجعله ولدًا له إذ قصارى ذلك أن يكون إبداعًا ما، والإبداع التام - وهو إيجاد ما لم يسبق له نظير في ذاته ولا في وصفه ولا في سببه إن كان له سبب - ليس ولادة.

}وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ {، سيقت لتحقيق ما ذكر من الاستحالة أو حال أخرى مقررة لها، أي أنى يكون له ولد والحال أنه خلق كل شيء انتظمه التكوين والإيجاد من الموجودات التي من جملتها ما سموه ولدًا له تعالى فكيف يتصور أن يكون المخلوق ولدًا لخالقه.

ولما ذكر عموم خلقه للأشياء، ذكر إحاطة علمه بها فقال:

}وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{، فبين تعالى أنه الذي خلق كل شيء، وأنه بكل شيء عليم، من شأنه أن يعلم كائنًا ما كان مخلوقًا أو غير مخلوق، وعليم مبالغ في العلم أزلًا وأبدًا، فلا يخفى عليه خافية مما كان وما سيكون من الذوات والصفات والأحوال التي من جملتها ما يجوز عليه تعالى ما لا يجوز من المحالات التي ما زعموه فرد من أفرادها.

والجملة استئناف مقرر لمضمون ما قبلها من الدلائل القاطعة ببطلان مقالته الشنعاء التي اجترءوا عليها بغير علم.

وفيها تأكيد على أن علمه بكل شيء ذاتي له، ولا يعلم كل شيء إلا الخالق لكل شيء، ولو كان له ولد لكان هو أعلم به ولهيأ العقول إليه بآيات الوحي ودلائل العلم، ولكنه كذب الذين خرقوه له - بغير علم - بالوحي المؤيد بدلائل العقل.

وفي ذكر العلم بعد الخلق، إشارة إلى الدليل العقلي إلى ثبوت علمه، وهو هذه المخلوقات، وما اشتملت عليه من النظام التام، والخلق الباهر، فإن في ذلك دلالة على سعة علم الخالق، وكمال حكمته.

والخلاصة: أنه تعالى نفى عن نفسه الولد بوجوه:

1 - أن من مبدعاته السموات والأرضين، وهي مبرأة من الولادة لاستمرارها وطول مدتها.

2 - أن العادة قد جرت بأن الولد يتوالد من ذكر وأنثى متجانسين، والله تعالى منزه عن المجانسة لشيء.

3 - أن الولد كفء للوالد، والله لا كفء له؛ لأن كل ما عداه فهو مخلوق له لا يكافئه، ولأن علمه ذاتي ولا كذلك غيره.

ولقد واجههم السياق القرآني بحقيقة أن اللّه }خَلَقَ كُلَّ شَيء{، ليرتب عليها تهافت تصوراتهم بأن للّه - سبحانه - بنين وبنات، أو أن له شركاء الجن - وهو خلقهم - فإنه يتكئ على هذه الحقيقة مرة أخرى لتقرير أن الذي يعبد ويخضع له ويطاع، ويعترف له بالدينونة وحده هو خالق كل شيء، فلا إله إذن غيره، ولا رب إذن سواه.

مرات القراءة: 826

مرات الطباعة: 2

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك