SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
كلمة الموقع

وماذا بعد المواسم؟!

يعيش المسلمون ما بين رمضان إلى الثلث الأول من شهر الله المحرم مواسم متتابعة في ظلال الطاعات والعبادات المتنوعة، فيستقبلون رمضان بالفرح والسرور، يصومون نهاره ويقومون ليله، ويستشعرون من نفحات الكريم المنان ما يجعلهم يمنون أن لو كانت السنة كلها رمضان.

ثم يختم الصائمون شهرهم ما بين الحزن على فراقه.. والسعادة بيوم فطرهم وعيدهم المبارك؛ معبّرين عن ذلك بسنة التكبير؛ فرحين بفضل الله ورحمته. وحتى يبقوا على صلة بعبادتهم العظيمة التي ذاقوا فيها لذة الصبر ابتغاء وجه الله؛ شرع الله لهم صيام ست من شوال وجعلها ذو الفضل العظيم تعدل مع رمضان صيام الدهر؛ لتتوق النفوس إلى تحصيل ذلك الفضل!

وتمر أيام شوال وذي القعدة سريعا.. والنفوس المؤمنة يحدوها الشوق إلى الموسم الأكبر؛ موسم الحج الكريم الذي تجتمع فيه أحب العبادات إلى الله تعالى، ويعيش المسلمون من جديد في ظلال النفحات.. حين تهل عليهم عشر ذي الحجة؛ أحب الأيام عند الله عز وجل، فيتسابق الجميع من مقيم لم يتيسر له الحج.. ومتأهب لموسمه بالذكر والدعاء والعبادة.

وفي موعد غير بعيد.. يصوم المسلمون يوم عاشوراء، وما يتيسر لهم من يوم قبله أو بعده أو كليهما؛ ابتاعا لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم الذي بيّن لهم أنه يوم نجى الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام فعظمه اليهود وصاموه؛ فصامه خاتم المرسلين وسن صيامه لأمته (نحن أحق بموسى منكم)!

فيا لها من مواسم عظيمة.. ويا لها من نفحات كريمة.. تهب نسائمها على المسلمين كل عام، في أيام معدودات في أشهر قلائل؛ وكأنها تدريب لهم على بقية أشهر العام التي وإن خلت من مواسم مخصوصة فإنها لا تخلو من المسارعة إلى الخيرات والتسابق في ميادين الطاعات {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.

إن شعار المؤمن الصادق وديدنه وحاله: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَنُسُكِي} (الأنعام/162)؛ فعبادته تدوم في ليله ونهاره، وسكناته وحركاته، وأقواله وأفعاله، ولئن كانت قرة عينه في مواسم الفضل المضاعف؛ فله سره وحاله مع ربه وقت نسيان الناس وغفلتهم، وله في كنوز الفضائل والنوافل والقربات مرتع كبير؛ يتمثل الحديث القدسي العظيم: "إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه" (رواه البخاري).

فلله در كل مسلم وعى قوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (الحجر/99)!

 

مرات القراءة: 1092

مرات الطباعة: 10

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك