ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية سؤالًا عمن يسمون بكبار الصوفية، وهل صحيح أنهم ينظرون في اللوح المحفوظ كما في كتاب تنوير المؤمنات؟!
وقال السائل:
جاء في كتاب (تنوير المؤمنات) لمؤلفه عبد السلام ياسين، مرشد جماعة العدل والإحسان بالمغرب الأقصى، المجلد الأول الصفحة 290 الطبعة الأولى لسنة 1996م ما نصه: (كبار الصوفية كالغزالي ينظرون في اللوح المحفوظ، فما مُقامي أنا في ظلمة الجهل، وابن تيمية يقرأ في اللوح المحفوظ وينبئ بغيب المستقبل، كيف! لوح محفوظ! وعلم الغيب! وابن تيمية! إي نعم ألا أذكر لك الصفحة والجزء لكي تقرأ كتاب (مدارج السالكين) لتلميذ ابن تيمية الذكي الزكي الذي قص كيف راجع شيخه حين أخبره شيخه أن المسلمين ينتصرون في معركة مع التتار، وأخبره شيخه أنه رأى ذلك في اللوح المحفوظ) ا هـ.
وإذا كان معروفًا عن المتصوفة خرافاتهم وترهاتهم وخروجهم عن العقيدة الصحيحة، فالأمر يختلف بالنسبة للأئمة الأعلام من أهل التوحيد، وخاصة بالنسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
أفيدونا هل ما نُسب إلى الشيخين الجليلين ابن تيمية وابن القيم صحيح، وأن شيخ الإسلام قرأ في اللوح المحفوظ وتنبأ بالغيب أم هي تهمة يرمي بها المتصوفة أهل التوحيد، وهل سبق لبشر - رسل وغيرهم - أن نظر في اللوح المحفوظ؟
وقد أجابت اللجنة على السؤال برقم (18627) وقالت:
ما جاء في الكتاب المذكور أن أحدًا من العلماء أو غيرهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ، كله باطل؛ لأن ما في اللوح المحفوظ من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: }قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ{ [النمل: 65]، وقال تعالى: }عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ{ [الجن: 26 - 27]
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.