SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
هدى ونور

مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ - سبحانه -

مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ - سبحانه -
مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ - سبحانه -

بتاريخ: 2018-11-19 07:05:37

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ، يَدَّعُونَ لَهُ الوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ" (البخاري: 7378).

وقوله: (مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ) على أذىً سمعه من الله - عز وجل - ترك المعاجلة بالنقمة والعقوبة، لا أن الصبر منه معناه كمعناه منا، كما أن رحمته تعالى لمن يرحمه ليس معناها معنى الرحمة منا؛ لأن الرحمة منا رقة وميل طبع إلى نفع المرحوم، والله - عز وجل - يتعالى عن وصفه بالرقة وميل الطبع؛ لأنه - سبحانه وتعالى - ليس بذي طبع وإنما ذلك من صفات المحدثين. وفي ذلك إشارة إلى القدرة على الإحسان إلى العباد مع إساءتهم.

قال ابن القيم  في عدة الصابرين:

أشكل هذا الاسم على كثير من العلماء، وقالوا: لم يأت في القرآن، فأعرضوا عن الاشتغال به صفحًا، ثم اشتغلوا بالكلام في صبر العبد وأقسامه، ولو أنهم أعطوا هذا الاسم حقه لعلموا أن الرب أحق به من جميع الخلق، كما هو أحق باسم العليم والرحيم والقدير والسميع والبصير والحي وسائر أسمائه الحسنى، من المخلوقين، وأن التفاوت الذي بين صبره سبحانه وصبرهم كالتفاوت الذي بين حياته وحياتهم، وعلمه وعلمهم، وسمعه وأسماعهم، وكذا سائر صفاته.

وقوله: (عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ) معناه: أذى لرسله وأنبيائه والصالحين من عباده لاستحالة تعلق أذى المخلوقين به تعالى؛ لأن الأذى من صفات النقص التي لا تليق بالله - عز وجل - إذ الذي يلحقه العجز والتقصير على الانتصار ويصبر جبرًا هو الذي يلحقه الأذى على الحقيقة، والله تعالى لا يصبر جبرًا وإنما يصبر تفضلًا.

 والكناية فى الأذى راجعة إلى الله والمراد بها أنبياؤه ورسله؛ لأنهم جاءوا بالتوحيد لله - تعالى - ونفي الصاحبة والولد عنه، فتكذيب الكفار لهم فى إضافة الولد له تعالى أذى لهم ورد لما جاءوا به، فلذلك جاز أن يضاف الأذى فى ذلك إلى الله تعالى إنكارًا لمقالتهم وتعظيمًا لها؛ إذ فى تكذيبهم للرسل فى ذلك إلحاد فى صفاته تعالى، ونحوه قوله تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ{ [الأحزاب: 57]، تأويله الذين يؤذون أولياء الله - عز وجل - وأولياء رسوله صلى الله عليه وسلم.

قَوْله: )يدعونَ لَهُ الْوَلَد( أَي: ينسبون إِلَيْهِ وينسبونه لَهُ،  كما فعل اليهود والنصارى.

وقوله (ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ) أي يدْفع عَنْهُم المكروهات من الْعِلَل والبليات، ويرزقهم ما ينتفعون به من الأقوات وغيرها مقابلة للسيئات بالحسنات.

قال السعدي - رحمه الله تعالى -:

هذا الصبر الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله، لا مثيل له من الصبر، فهو صبر في كمال قوة، عظيم القدرة والبطش، في مقابلة غاية الإساءة والأذية من الخلق، الذين نواصيهم بيد الله، وليس لهم خروج عن قدرته، وأقواتهم وأرزاقهم وجميع ضروراتهم وحاجاتهم متعلقة بالله، ليس لشيء منها حصول إلا من جوده وخزائنه، ومع ذلك فهو يعافيهم ويرزقهم، ولا يقطع عنهم برَّ في جميع اللحظات، ومع ذلك يفتح لهم أبواب التوبة، ويسهل لهم طريقها، ويدعوهم إليها، ويخبرهم أنهم إن تابوا محا عنهم الخطايا العظيمة، وأدرَّ عليهم النعم الجسيمة، فسبحان الحليم الصبور.

والرزاق خالق الأرزاق والأسباب التي يتمتع بها، والرزق هو المنتفع به.

وحظ العبد منه أن يتحقق معناه ليتيقن أنه لا ينتظر الرزق ولا يتوقعه إلا من الله، فيكل أمره إليه ولا يتوكل فيه إلا عليه، فمن عرف أن الله هو الرزاق أفرده بالقصد إليه وتقرب إليه بدوام التوكل عليه.

مرات القراءة: 1130

مرات الطباعة: 41

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك