سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية عن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقول بعض من يدعون العلم أنه لولا محمد عليه الصلاة والسلام ما خلقت السماوات والأرض، وأن الله خلقه قبل آدم - عليه السلام - بآلاف السنين، وإنه سبحانه وتعالى خلق الشمس من نور جبينه، وخلق النجوم من نور أسنانه، وإنه مكتوب على باب الجنة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وادعاء بعض الناس أنه أحضر بعض التراب من قبر الرسول - عليه الصلاة والسلام -، وأن رائحة هذا التراب أحلى من رائحة العطر، ويتم التبرك به.
وقد أجابت اللجنة في فتوى رقم 4244 بقولها:
أولًا: إقامة مولد للرسول صلى الله عليه وسلم بدعة لم يفعلها صلى الله عليه وسلم لنفسه، ولم يفعلها أحد من خلفائه، ولا من صحابته له صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".
ثانيًا: ما ذكره بعض الناس من أن السماوات والأرض ما خلقت إلا من أجل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن خلقه قبل آدم ... إلخ كل هذه الأقوال لا صحة لها، مع العلم بأنه سيد المرسلين وأفضل الخلق أجمعين، ولكن لا يجوز وصفه بشيء لم يثبت عن الله ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم .
ثالثًا: إذا زار الشخص الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يأتي إلى القبر، ويسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ولا يقف بعد ذلك للدعاء، ولا يمسك الشباك ليتبرك به؛ لأن ذلك بدعة .
رابعًا: دعوى أن الشخص أحضر ترابًا من تراب قبر الرسول صلى الله عليه وسلم دعوى كاذبة لا أصل لها؛ لأنه لا يستطيع أحد أن يأخذ من تراب قبره شيئًا مطلقًا، ولو قدر أنه فعله أحد لم يشرع التبرك به؛ لأن ذلك لا أصل له، ولم يفعله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم الناس به وبسنته، وأحب له عليه الصلاة والسلام ممن بعدهم، ولنا فيهم أسوة حسنة.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم