SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
هدى ونور

فلْيَخْلُقوا ذرَّةً!

فلْيَخْلُقوا ذرَّةً!
فلْيَخْلُقوا ذرَّةً!

بتاريخ: 2018-12-10 06:59:26

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال اللهُ عزَّ وجلَّ: "ومَنْ أظلم ممن ذهبَ يخلقُ كخَلْقي، فلْيَخْلُقوا ذرَّةً، أو: لِيخْلُقوا حبَّةً، أو شعيرةً".

أخرجه البخاري (7559) (واللفظ له)، ومسلم (2111).

(ومن أظلم) أي ومن أشد ظلمًا، ممن يقترف هذا الفعل، فإن قيل الكافر أظلم منه قلنا الذي يصور الصنم للعبادة كافر، فهو هو.

)مِمَّن ذَهَبَ( مِن الذهاب الذي بمعنى القصد والإقبال إليه.

)يخلُق كخَلقي) يريد يصوِّر صورة تشبه خلقي، فسمى فعل الإنسان في تصوير مثالها خلقًا له توبيخًا له على تشبهه بالله فيما صور فأحكم وأتقن على غير مثال احتذاه ولا من شيء قديم ابتدأه، بل أنشأ من معدوم، وابتدع من غير معلوم، وأنتم صورتم من خشب موجود وحجر غير مفقود على شبه معهود مضاهين له، وموهمين الأغمار أنكم خلقتم كخلقه.

فاخلُقوا أقل مخلوقاته وأحقرها الذرة المتعدية في أدق من الشعر، أو اخلقوا حبة من هذه الأقوات التي خلقها الله سبحانه لعباده، ثم يخرج منها زرعًا لا يشبهها نباته، ثم يطلع منها بقدرته من جنسها بعد أن أعدم شخصها عددًا من غير نوع نباتها الأخضر قدرة بالغة لمعتبر، وإعجازًا لجميع البشر.

ومثاله في حديث عائشة: "يُقال للمصورين: أحيوا ما خلقتم"، فإنما نسب خلقها إليهم توبيخًا لهم وتقريعًا لهم في مضاهاتهم الله - عز وجل - في خلقه فبكتهم بأن قال لهم: فإذ قد شابهتم بما صورتم مخلوقات الرب، فأحيوا ما خلقتم كما أحيا هو تعالى ما خلق فينقطعون بهذه المطالبة حين لا يستطيعون نفخ الروح في ذلك.

و"الذرة" النملة الصغيرة.

"أو شعيرة" عطف الخاص على العام، والغرض تعذيبهم وتعجيزهم تارة بخلق الحيوان وأخرى بخلق الجماد، وفيه نوع من الترقي في الخساسة ونوع من التنزل في الإنزال.

وفي ذكر الذرة إشارة إلى ما له روح، وفي ذكر الشعيرة إشارة إلى ما ينبت مما يؤكل وأما ما لا روح فيه ولا يثمر فلا تقع الإشارة إليه.

فعم بالذم والتهديد والتقبيح كل من تعاطى تصوير شيء مما خلقه الله تعالى، وقد دل هذا الحديث على أن الذم والوعيد إنما علق بالمصورين من حيث تشبهوا بالله تعالى في خلقه وتعاطوا مشاركة فيما انفرد الله تعالى به من الخلق والاختراع.

ويستفاد من الحديث تحريم مضاهاة خلق الله تعالى، قال النووي: وهذه الأحاديث صريحة في تحريم تصوير الحيوان وأنه غليظ التحريم، وأما الشجر ونحوه مما لا روح فيه فلا تحرم صنعته ولا التكسب به وسواء الشجر المثمر وغيره وهذا مذهب العلماء كافة إلا مجاهدًا فإنه جعل الشجر المثمر من المكروه، ويستثنى من جواز تصوير ما له ظل ومن اتخاذه لعب البنات.

ويستفاد إثبات أفعال العباد وأقوالهم خلقًا لله تعالى، ويؤيده قول الله تعالى: }وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ{ [الصافات: 96]، فأعمالنا كلها مخلوقة لله تعالى خلافًا للقدرية الذين يزعمون أنها غير مخلوقة له تعالى.

ويستفاد أيضًا الفرق بين الأمر بقوله للشيء: كن، وبين خلقه قطعًا للمعتزلة القائلين بأن الأمر هو الخلق، وأنه إذا قال للشيء: كن. معناه أنه كونه نفيًا منهم للكلام عن الله خلافًا لقوله: }وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا{ [النساء: 164].

ويؤيد الفرق قوله تعالى: }وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ{ [الأعراف: 54]، فجعل الأمر غير خلقه لها، وغير تسخيرها الذي هو عن أمره، وقد فصل بين الخلق والأمر وجعلهما شيئين بإدخال حرف العطف بينهما، والأمر منه تعالى قول، وقوله صفة من صفاته غير مخلوق.

مرات القراءة: 737

مرات الطباعة: 1

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك