SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
هدى ونور

اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ

اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ
اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ

بتاريخ: 2018-12-17 07:44:50

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ فِي جَنَازَةٍ فَأَخَذَ عُودًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ فِي الأَرْضِ، فَقَالَ:

 "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ أَوْ مِنَ الجَنَّةِ"، قَالُوا: أَلاَ نَتَّكِلُ؟ قَالَ: "اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ" {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} [الليل: 5] الآيَةَ. (صحيح البخاري: 7552)

 قوله "ينكت في الأرض" أي يضرب في الأرض فيؤثر فيها، وقوله: "إلا كُتِبَ" أي: قُدِّرَ في الأَزَلِ، و"كُتِبَ مَقْعَدُهُ" أي قُدِّرَ في الأَزَلِ أن يكون من أهل النار أو مِن أهل الجنة.

 فقالوا: ألا نعتمد على ما قَدَّرَ اللهُ علينا ونترك العمل؟

 وحاصل السؤال: ألا نترك مشقة العمل فإنا سنصير إلى ما قُدِّرَ علينا، فلا فائدة في العمل!

 فقال: لا, اعملوا. فإن أهل السعادة ييسرون لعملهم، وأهل الشقاوة لعملهم، إذ كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ له، وهو يسير على مَنْ يسَّره الله عليه.

فهو صلى الله عليه وسلم لما أخبرهم عن سبق الكتاب أرادوا أن يتخذوه حجة في ترك العمل فأعلمهم أن هاهنا أمرين لا يبطل أحدهما الآخر:

 باطن هو العلة الموجبة في حكم الربوبية.

 وظاهر هو السمة اللازمة في حق العبودية. وإنما هو أمارة للعاقبة غير مقيدة حقيقة. فبين لهم أن كلا ميسر لما خُلِقَ له، وأنَّ عَمَلَهٌ في العاجل دليل مصيره في الآجل والظاهر لا يُتْرَكُ للباطن.

قال الطِّيْبِيُّ: الجواب من أسلوب الحَكِيم، فإنّه منعهم من الاتكال، وترك العمل، وأمرهم بالتزام ما يجب على العبد من العبودية، أي: إياكم والتصرف في الأمور الإلهية، فلا تجعلوا العبادة وتركها سببًا لدخول الجنَّة والنار، بل هما علامات لهما فقط.

وقال الطبرى: فى حديث علىّ أن الله لم يزل عالمًا بمن يطيعه فيدخله الجنة، وبمن يعصيه فيدخله النار، ولم يكن استحقاق من يستحق الجنة منهم بعلمه السابق فيهم، ولا استحقاقه النار لعلمه السابق فيهم، ولا اضطر أحدًا منهم علمه السابق إلى طاعة أو معصية، ولكنه تعالى نفذ علمه فيهم قبل أن يخلقهم، وما هم عاملون وإلى ما هم صائرون، إذ كان لا تخفى عليه خافية قبل أن يخلقهم ولا بعد ما خلقهم.

وفى الحديث حجة لأهل السنة على المجبرة من أهل القدر وذلك قوله: "اعملوا، فكل ميسر"، ولم يقل: فكل مجبر على ما خلق له، وإنما أراد لما خلق له من عمله للخير أو للشر. وقيل: إنما أراد بقوله: لما خلق له الإنسان من جنة أو نار، فقد أخبر أنه ميسر لأعمالها ومختار لا مجبر؛ لأن الخبر لا يكون باختيار، وإنما هو بإكراه.

{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} الآية [الليل: 5]، أي: فأمَّا من أعطى الطّاعة، واتقى المعصية، وصدق بالكلمة الحسنى، وهي ما دلت على حق، ككلمة التّوحيد، فسنهيئه للخلة الّتي تؤدي إلى يسر وراحة، كدخول الجنَّة، وأما من بخل بما أمر به، واستغنى بشهوات الدنيا عن نعيم العقبى، فسنهيئه للخلة المؤدية إلى العسر والشدة، كدخول النّار.

مرات القراءة: 987

مرات الطباعة: 1

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك