SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
هدى ونور

سحَّاءُ الليلَ والنهارَ

سحَّاءُ الليلَ والنهارَ
سحَّاءُ الليلَ والنهارَ

بتاريخ: 2018-12-24 07:33:16

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يدُ اللهِ ملأَى لا يَغيضُها نفقةٌ، سحَّاءُ الليلَ والنهارَ.

وقال:

أرأيتم ما أنفقَ منذُ خلق السماواتِ والأرضِ، فإنَّهُ لم يَغُضْ ما في يدِه.

وقال:

عرشُه على الماءِ، وبيدِه الأخرى الميزانُ، يخفضُ ويرفعُ".

أخرجه البخاري (4684)، ومسلم (993)

"يد الله" حقيقة، ولا يجوز تفسيرها بالقدرة كما قالت القدرية؛ لأن قوله: "وبيده الأخرى" ينافي ذلك؛ لأنه يلزم إثبات قدرتين، وكذا لا يجوز أن تُفَسَّرَ بالنِّعْمَةِ لاستحالة خلق المخلوق بمخلوقٍ مثله، لأن النِّعَمَ كلها مخلوقة، وأَبْعَدَ أيضًا مَنْ فسَّرَهَا بالخزائن.

قوله "ملأى" أي هو في غاية الغِنى، وعنده مِن الرزق ما لا نهاية له في علم الخلائق.

و"لا يغيضها" لا ينقصها، و"سحاء" من السَّحِّ، وهو الصَّبُّ والسَّيَلَانُ، كأنهما لامتلائهما بالعطاء تسيل أبدًا في الليل والنهار سحًّا، وقد أنفق في زمان خلق السماء والأرض حين كان عرشه على الماء إلى يومنا هذا منه، ولم ينقص من ذلك شيء، وإليه يلمح قوله تعالى: { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96]

 وقرنه بما يدل على الاستمرار من ذكر الليل والنهار، ثم أتبعه بما يدل على أن ذلك ظاهر غير خافٍ على ذي بَصَرٍ وبصيرة بقوله: "أرأيتم ما أنفقَ منذُ خلق السماواتِ والأرضِ"، وهو دال على تطاول المدة.

وقوله "فإنَّهُ لم يَغُضْ ما في يدِه"، كأنه لما قيل ملأى أوهم جواز النقصان فأزيل بقوله لا يغيضها شيء.

ومناسبة ذكر العرش: ليستطلع السامع من قوله: " منذُ خلق السماواتِ والأرضِ" ما كان قبل ذلك، فذكر ما يدل على أن عرشه قبل السموات والأرض كان على الماء، كما وقع في حديث عمران بن حصين: "كان اللهُ ولم يكُنْ شيءٌ قبْلَه وكان عرشُه على الماءِ ثمَّ خلَق السَّمواتِ والأرضَ".(صحيح البخاري: 7418)

و"الميزان" إنما هو قسمته بين الخلائق، يبسط الرزق على من يشاء ويقتر، كما يضعه الوزان عند الوزن يرفع مرة ويخفض أخرى، وقيل معنى الميزان أنه قدر الأشياء ووقتها وحددها فلا يملك أحد نفعًا ولا ضرًا إلا منه وبه.

ويُستفاد من الحديث زيادة الغنى وكمال السعة والنهاية في الجود والبسط في العطاء من الله عز وجل لعباده.

مرات القراءة: 1273

مرات الطباعة: 2

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك