SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
هدى ونور

وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ

وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ

بتاريخ: 2019-01-21 07:24:07

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

قال تعالى:

}وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} [البقرة: 165].

فإنه -تعالى- لما بيَّن وحدانيته وأدلتها القاطعة وبراهينها الساطعة الموصلة إلى علم اليقين، المُزِيلة لكل شك، ذكر أنَّ {مِنَ النَّاسِ} مع هذا البيان التام مَنْ يتخذ مِن المخلوقين أندادًا لله، أي: نُظَرَاء ومُثَلَاء، يساويهم في الله بالعبادة، والمحبة، والتعظيم، والطاعة.

ومَنْ كان بهذه الحالة -بعد إقامة الحُجَّة وبيان التوحيد- عُلِمَ أنه معاند لله، مُشَاقٌّ له، أو مُعْرِضٌ عن تدبر آياته والتفكر في مخلوقاته، فليس له أدنى عذر في ذلك، بل قد حقت عليه كلمة العذاب.

وهؤلاء الذين يتخذون الأنداد مع الله، لا يسوونهم بالله في الخلق والرزق والتدبير، وإنما يسوونهم به في العبادة، فيعبدونهم، ليقربوهم إليه.

 وفي قوله: {اتخذوا} دليل على أنه ليس لله ندٌّ، وإنما المشركون جعلوا بعض المخلوقات أندادًا له، تسمية مجردة، ولفظًا فارغًا من المعنى، كما قال تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ{ [الرعد: 33]، وكما قال تعالى: }إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ} [النجم: 23].

 فالمخلوق ليس ندًّا لله لأن الله هو الخالق، وغيره مخلوق، والرب الرازق ومَنْ عَدَاهُ مرزوق، والله هو الغنيّ وأنتم الفقراء، وهو الكامل من كل الوجوه، والعبيد ناقصون من جميع الوجوه، والله هو النافع الضارُّ، والمخلوق ليس له من النفع والضر والأمر شيء، فعلم علمًا يقينًا، بطلان قول من اتخذ من دون الله آلهة وأندادًا، سواء كان ملكًا أو نبيًا، أو صالحًا، صنمًا، أو غير ذلك، وأن الله هو المستحق للمحبة الكاملة، والذل التام.

 فلهذا مدح الله المؤمنين بقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} أي: مِنْ أهل الأنداد لأندادهم، لأنهم أخلصوا محبتهم له، وهؤلاء أشركوا بها، ولأنهم أحبوا مَنْ يستحُّق المحبة على الحقيقة، الذي محبته هي عين صلاح العبد وسعادته وفوزه، والمشركون أحبوا مَنْ لا يستحق من الحب شيئًا، ومحبته عين شقاء العبد وفساده، وتشتت أمره.

قال ابن القيم - رحمه الله -: وفي تقدير الآية قولان:

 - أحدهما: والذين آمنوا أشد حبًّا لله من أصحاب الأنداد لأندادهم، وآلهتهم التي يحبونها ويعظمونها من دون الله.

 - والثاني: والذين آمنوا أشد حبًّا لله من محبة المشركين الأنداد لله. فإن محبة المؤمنين خالصة ومحبة أصحاب الأنداد قد ذهبت أندادهم بقسطٍ منها.

 والمحبة الخالصة أشد من المحبة المشركة.

 فلهذا توعدهم الله بقوله: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} باتخاذ الأنداد والانقياد لغير رب العباد وظلموا الخلق بصدهم عن سبيل الله، وسعيهم فيما يضرهم.

} إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ} أي: يوم القيامة عيانًا بأبصارهم، {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} أي: لعلموا علمًا جازمًا أن القوة والقدرة لله كلها، وأن أندادهم ليس فيها من القوة شيء، فتبين لهم في ذلك اليوم ضعفها وعجزها، لا كما اشتبه عليهم في الدنيا وظنوا أن لها من الأمر شيئًا، وأنها تقربهم إليه وتوصلهم إليه، فخاب ظنهم، وبطل سعيهم، وحق عليهم شدة العذاب، ولم تدفع عنهم أندادهم شيئًا، ولم تُغْنِ عنهم مثقال ذرة من النفع، بل يحصل لهم الضرر منها، من حيث ظنوا نفعها.

مرات القراءة: 979

مرات الطباعة: 1

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك