SNW

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

  قبســـات

قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: وجملة التوكل؛ تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه، والثقة به.



1441533093_7507069134.jpg
هدى ونور

فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ

فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ
فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ

بتاريخ: 2019-01-28 07:14:38

اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

قال تعالى:

}يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (*) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ{ [البقرة: 21 - 22].

هذا أمرٌ عامٌّ لكلِّ الناس بأمرٍ عامٍّ وهو العبادة الجامعة، لامتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، وتصديق خبره، فأمرهم تعالى بما خلقهم له؛ قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ{ [الذاريات: 56].

ثم استدل على وجوب عبادته وحده بأنه ربكم الذي رباكم بأصناف النِّعَم، فخلقكم بعد العَدَم، وخلق الذين مِن قَبْلِكُم، وأنعم عليكم بالنِّعَم الظاهرة والباطنة، فـ}جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا{ تستقرون عليها، وتنتفعون بالأبنية، والزراعة، والحراثة، وغير ذلك من أنواع  الانتفاع بها.

والناس ينسون هذا الفِرَاش الذي مهده اللّه لهم لطول ما ألفوه .. ينسون هذا التوافق الذي جعله اللّه - تعالى - في الأرض ليمهد لهم وسائل العيش، وما سخَّره لهم فيها من وسائل الراحة والمتاع، ولولا هذا التوافق ما قامت حياتهم على هذا الكوكب في مثل هذا اليُسر والطمأنينة.

}وَأَنزلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} والمراد بالسماء ها هنا: السحاب، فأنزل منه تعالى ماءً، {فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ} كالحبوب، والثمار، من نخيل، وفواكه، وغيرها {رِزْقًا لَكُمْ} به ترتزقون، وتقوتون وتعيشون.

وذكر إنزال الماء من السماء وإخراج الثمرات به، ما يفتأ يتردد في مواضع شتى من القرآن في معرِض التذكير بقدرة اللّه، والتذكير بنعمته كذلك.

}فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} أي: نُظَرَاء وأشباهًا من المخلوقين، فتعبدونهم كما تعبدون الله، وتحبونهم كما تحبون الله، وهم مثلكم، مخلوقون، مرزوقون، مدبرون، لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض، ولا ينفعونكم ولا يضرون.

و"الأنداد" التي يشدد القرآن في النهي عنها لتخلص عقيدة التوحيد نقية واضحة قد لا تكون آلهة تُعبد مع اللّه على النحو الذي كان يزاوله المشركون.

فقد تكون "الأنداد" في صور أخرى خفية .. قد تكون في تعلق الرجاء بغير اللّه في أي صورة، وفي الخوف من غير اللّه في أي صورة، وفي الاعتقاد بنفعٍ أو ضُرٍّ في غير اللّه في أي صورة:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنها فِي قَوْلِهِ: "فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا" قَالَ: "الأَنْدَادُ هُوَ الشِّرْكُ، أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ عَلَى صَفَاةٍ سَوْدَاءَ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ" (والصَّفَاةٌ: الحجر العريض الأملس)، هكذا كان سلف هذه الأمة ينظر إلى الشرك الخفي والأنداد مع اللّه، فلننظر أين نحن من هذه الحساسية المرهفة؟ وأين نحن من حقيقة التوحيد؟

{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أن الله ليس له شريك، ولا نظير، لا في الخلق والرزق والتدبير، ولا في العبادة، فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك؟ هذا من أعجب العجب، وأسفه السَّفَه.

وهذه الآية جمعت بين الأمرِ بعبادة الله وحده، والنهي عن عبادة ما سواه، وبيان الدليل الباهر على وجوب عبادته، وبُطلان عبادة مًن سواه، وهو "توحيد الربوبية" المتضمن انفراده بالخلق والرزق والتدبير، فإذا كان كل أحد مقرًّا بأنه ليس له شريك في ذلك، فكذلك فليكن إقراره بأن الله لا شريك له في العبادة، وهذا أوضح دليل عقلي على وحدانية الباري وبُطلان الشرك.

وقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} يحتمل أنَّ المعنى: إنكم إذا عبدتم الله وحده اتقيتم بذلك سُخطه وعذابه، لأنكم أتيتم بالسبب الدافع لذلك، ويحتمل أن يكون المعنى: إنكم إذا عبدتم الله، صرتم من المتقين الموصوفين بالتقوى، وكلا المعنيين صحيح، وهما متلازمان، فمن أتى بالعبادة كاملة، كان من المتقين، ومن كان من المتقين، حصلت له النجاة من عذاب الله وسخطه.

مرات القراءة: 806

مرات الطباعة: 1

* مرفقات الموضوع
 
تعليقات الموقع تعليقات الفيسبوك