الرد على شبهات حول عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - (21)
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 89 قراءة
يَدَّعِي بعضُ المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مجهولُ النسب؛ ويستدلون على ذلك بأن العرب كانت تطلق كنية \"ابن عبد الله\" على مَن لا يُعرف له نسب، وهو ما كان يُدعَى به النبي صلى الله عليه وسلم، مستدلين على هذا بأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يخبر بشيء عن مولده، ولا عن نسبه الشريف فيما أُثر عنه من أقوال، وأن مولده - صلى الله عليه وسلم - ونشأته الأولى قد أحاطتهما هالة من الغموض.
وجوه إبطال الشبهة:
نقول أولا: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .. فهذه دعوى عريضة تحتاج لإثبات ودليل فمن أين لهم دعوى أن العرب كانت تفعل ذلك ... ولن يجدوا برهانا على ذلك أبدا.
ثم نقول: إن افترضنا جدلا بصدق دعواكم، فعلى هذا ردود قاصمة، هي:
- أولًا: عبد الله هو اسم والد النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس كنية تطلق عليه بوصفه مجهول النسب؛ إذ لم يعرف عن العرب أنهم أضافوا اسم \"عبد الله\" إلى مجهول النسب، وإنما كانوا يطلقون على مجهول النسب: الأبهم أو البهيم.
ولو كان الأمر كما يزعم هؤلاء لوجدنا الآلاف من مجهولي النسب من العرب أطلق عليهم هذا الاسم.
ومما يؤكد أن عبد الله هو اسم والد النبي - صلى الله عليه وسلم - الحقيقي وليس كنية تطلق على مجهول النسب قصة زواج عبد الله من آمنة بنت وهب أم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد كانت قصة زواج عبد الله من آمنة بنت وهب أم النبي - صلى الله عليه وسلم - معلومة لدى العرب وقد تناقلتها كتب التاريخ والسير، ونذكر منها أن عبد الله كان أحسن رجل رئي في قريش، وكان ذا عفة وسماحة، وكانت ولادته نحو سنة 545م، ولقد خرج عبد المطلب بعبد الله يريد تزويجه، حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة، وهو يومئذ سيد بني زهرة سنًا وشرفًا، فزوجه ابنته آمنة بنت وهب، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبًا.
- ثانيًا: أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نسبه الشريف مرات عديدة، ولم يعترض عليه أحد من المشركين خاصة النسابين وهم أعلم الناس بالأنساب، فضلًا عن أنهم أشادوا بكرم أصله وبشرف نسبه.
فعن المطلب بن أبي وداعة قال: جاء العباس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكأنه سمع شيئًا، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر فقال: \"من أنا؟\" فقالوا: أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \"أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم فرقتين، فجعلني في خير فرقة، ثم جعلهم قبائل، فجعلني في خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتا، فجعلني في خيرهم بيتا، فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا\".
وليس الأمر كما يزعم هؤلاء المشككون من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتحدث عن نسبه قط؛ فالأحاديث التي تكلم فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نسبه - خلاف ما سبق - كثيرة ومتواترة.
على أن أبرز هذه المواقف ما كان من النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين؛ فقد وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - يومها معلنا: \"أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب\" وعلى الرغم من هذا لم يرد قوله أحد من المشركين ولم يطعنوا في نسبه الشريف؛ لأنهم يعرفون جيدًا عراقة نسبه الشريف، وهي علامة من علامات نبوته - صلى الله عليه وسلم - فمن علامات النبوة أن يكون الأنبياء ذوي أحساب في قومهم، وأولى الأنبياء الكرام بكل فضيلة خاتمهم وسيدهم محمد - صلى الله عليه وسلم -.
- ثالثًا: إن نسبه - صلى الله عليه وسلم - معلوم غير مجهول، وقد اتفق عليه النسابون العرب، وكل كُتَّاب السِّيَر، وفي أجداده خير شاهد على عُلُوّ أصله مِنْ لَدُن مَعَدٍّ مرورًا بنِزَار ومُضَر وإلياس وفِهر وقُصَيّ وانتهاء بعبد المطلب؛ فكلهم كانوا سادة ذوي همم عالية وأياد بيضاء سابغة على مَنْ حولهم، وإليهم الرأي، وبهم المشورة.
ونسب محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يختلف النسابون فيه - كما هو مذكور ها هنا - إلى مَعَدّ بن عَدْنَان، وإنما اختلافهم من عَدْنَان إلى إسماعيل - عليه السلام - لكنهم أجمعوا على أنه ينتهي إلى إسماعيل - عليه السلام -.
فعن وَاثِلَةَ بن الأَسْقَع - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
\"إنَّ الله اصطفى مِنْ وَلَدِ إبراهيم إسماعيل، واصطفى مِنْ وَلَدِ إسماعيل بني كِنَانَة، واصطفى مِنْ بني كِنَانَةَ قُرَيْشًا، واصطفى مِن قُرَيْشٍ بني هَاشم، واصطفاني من بني هاشم\".
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق