شبهة أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أخذ بعض القرآن من وَرَقَة بن نَوْفَل!
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 113 قراءة
ترتكز شبهة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ القرآن من ورقة بن نوفل على الرواية التي وردت في صحيحي البخاري ومسلم:
\"... فانْطَلَقَتْ بهِ خديجةُ حتَّى أَتَتْ بهِ وَرَقَةَ بنَ نَوْفَلٍ -وهوَ ابنُ عمِّ خديجَةَ أَخِي أبِيهَا- وكانَ امرأً تَنَصَّرَ في الجاهِلَيَّةِ، وكانَ يكْتُبُ الكتابَ العبراني، ويكتُبُ من الإنجيلِ بالعبرانية ما شاءَ اللهُ أن يكتُبَ، وكانَ شيخًا كبيرًا قد عَمِيَ، فقالتْ خديجةُ: يا ابنَ عَمِّ، اسمَعْ من ابْنِ أخِيكَ.
قالَ ورَقَةُ: يا ابنَ أخِي، ماذا تَرَى؟
فأَخْبَرهُ النبيُّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - خَبَرَ ما رأَى، فقالَ ورَقَةُ: هذا النَّامُوسُ الذي أُنِزَل على موسَى، لَيْتَنِي فيهَا جَذَعًا .. ليتَنِي أكُونُ حيًّا، ذَكَرَ حَرفًا.
قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ)!
قالَ وَرَقَةُ: نَعمْ، لم يأتِ رجلٌ بمَا جِئْتَ بهِ إلا أُوِذِيَ. وإنْ يُدْرِكْنِي يَومُكَ حيًّا أنْصُرُكَ نصرًا مُؤَزَّرًا.
ثمَّ لم يَنْشَبْ ورقةُ أنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الوحْيُ فَتْرَةً، حتى حَزِنَ رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم –\".
فيقولون إن فترة انقطاع الوحي ارتبط بوفاة نوفل، ويستدلون على ذلك بأن مؤلف القرآن هو ورقة بن نوفل!
والرد على هذه الشبهة من وجوه على النحو التالي:
أولًا: الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - لم يطلب الذهاب إلى ورقة بن نوفل، ولكن مَنْ أخذته إليه هي زوجته أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها -؛ لأن ورقة كان في الجاهلية على النصرانية فقد كان يكتب من الإنجيل - كما ورد في الجزء الذي عرضته من الرواية - والسيدة خديجة - رضي الله عنها - أرادت أن تعرف من ورقة هل الذي رآه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الغار هو الوحي أم غير ذلك.
ثانيًا: من أوثق الأدلة التي تنسف نسفًا تامًّا الإدعاء بأن ورقة بن نوفل هو مؤلف القرآن هو رد فعله على ما سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - فعندما سمع ورقة من النبي - صلى الله عليه وسلم - ما حَدَثَ له في الغار أخبره على الفور أن هذا هو الناموس الذي نزل على موسى - عليه السلام -، وتعهد بأنه إذا ما بقي على قيد الحياة عند بعثته سينصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويؤازره عندما يخرجه قومه.
وهذا يعني تيقنه من أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - هو النبي الخاتم، وأن رسالته هي الرسالة الخاتمة؛ لأن ورقة قرأ كتب السابقين، وعرف أنه سيأتي نبي بعد عيسى - عليه السلام -.
ثالثًا: تَدَّعِي الشُّبْهَةُ أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الذي اتبع ورقة بن نوفل وليس العكس بمعنى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو من أخذ القرآن من ورقة، لكن الرواية تؤكد العكس تمامًا، وهو الصحيح؛ لأن كلام ورقة للنبي - صلى الله عليه وسلم - يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك إيمانه بصدق نبوة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه تعهد في حالة بقائه على قيد الحياة ورؤيته لقريش وهم يُخرجون الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويؤذونه أن ينصره نصرًا مؤزرًا.
رابعًا: لم يثبت بأي وجه أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذهب لورقة بعد هذه الحادثة، فما هو الدليل على أنه كان يقضى بعض الأوقات عند ورقة من أجل أن يأخذ منه القرآن؟!
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق