logo

مناظرة أحمد بن عبد الصمد الخزرجي لأحد علماء اليهود

مناظرة أحمد بن عبد الصمد الخزرجي لأحد علماء اليهود

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 106 قراءة

قال الخزرجي في رسالته \"مقامع هامات الصُّلْبَان ورواتع رَوضات الإيمان\":

\"في المصحف الخامس من التوراة الذي بأيديكم إلى اليوم قال الله لموسى بن عمران: \"إني أقيم لبني إسرائيل من إخوتهم نبيًّا، مثلك، أجعل كلامي على فِيهِ، فمَنْ عصاه انتقمتُ منه\".

فإن قلتَ: أن ذلك هو يوشع بن نون. قيل لك: قال الله في آخر التوراة: إنه لا يخلف من بني إسرائيل نبيًّا مثل موسى. فلا محالة أنَّ الذي بَشَّرَت به التوراة لا يكون من بني إسرائيل, لكن من إخوة بني إسرائيل، ولا محالة أنهم العرب والروم، فأما الروم فلم يكن منهم نبي سوى أيوب، وكان قبل موسى بزمان، فلا يجوز أن يكون هو الذي بَشَّرَت به التوراة، فلم يبق إلا العرب، فهو إذن محمد - صلى الله عليه وسلم - وقد قال الله في التوراة حين ذكر إسماعيل جد العرب: إنه يضع فسطاطه في وسط بلاد إخوته. فكنى عن بني إسرائيل بإخوة إسماعيل، كما كنى عن العرب بإخوة بني إسرائيل في قوله: \"سأُقيم لبني إسرائيل من إخوتهم مثلك\".

وقد ناظرني يومًا أحد أحبار اليهود وأهل الذكاء منهم في هذا فقال: \"هذا كله صحيح لا أجد اعتراضًا عليه، غير أنه قال: سأُقيم لبني إسرائيل، ولم يكن محمد [نبيًّا] إلا للعرب\".

فقلتُ له: ما على الأرض أحد يجهل أنَّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قال: \"بعثتُ إلى الأبيض والأسود، والعبد والحر، والذكر والأنثى\". وهذا كتابه ينطق أنه مبعوث إلى الخلق كافة، فلو أمكنك أن تقول: \"إنه ادعى أنه مبعوث إلى العرب خاصة لكانت لك حُجة\".

فقال: \"لا يمكنني ولا غيري دفع ذلك، وبذلك أخبرنا أسلافنا من اليهود عنه أنه قال: بُعِثْتُ إلى الخلق كافة. إلا فرقة من فرق اليهود يقال لها \"العيسوية\" تقول بنبوته ومعجزاته، وتنكر أنه بُعِثَ إلى غير العرب، ولسنا على شيءٍ مما هم عليه.

ثم عطف على يهوديٍّ إلى جنبه وقال له: نحن قد جرى نشؤنا على اليهودية، وبالله ما أدري كيف نتخلص من هذا العربي؟ إلا أنه أقل ما يجب علينا أن نأخذ به أنفسنا النهي عن ذِكْرِهِ بسُوء\".

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;