عبد الرزاق عفيفي
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 102 قراءة
العالم الجليل والسلفي النبيل
اسمه ونسبه:
هو العالم الجليل والسلفي النبيل عبد الرزاق بن عفيفي بن عطية بن عبد البر بن شرف الدين النوبي.
ولد في السابع والعشرين من شهر رجب سنة 1323هـ / الموافق 16 ديسمبر سنة 1905م، في قرية \"شنشور\" مركز \"أشمون\" التابع لمحافظة المنوفية، وهي إحدى محافظات مصر.
نشأته وبيئته :
نشأ الشيخ عبد الرزاق في بيئة معطرة بأنفاس القرآن الكريم وسط أسرة تغمرها العاطفة الدينية الجياشة وتوثق عراها سلامة الفطرة وحسن الخلق والبعد عن الخرافات والخزعبلات، فوالده هو الشيخ عفيفي بن عطية النوبي، من مشاهير قرية شنشور وصالحيها، كان حافظًا لكتاب الله تعالى.
وكان لهذه النشأة الطيبة أثرها البالغ في حياته، حيث بدأ حياته العلمية بحفظه لكتاب الله تعالى حفظًا متقنًا مع تجويده على يد عدد من مشايخه آنذاك، فضلًا عن والده الذي قام على تربيته وتنشئته.
مؤهلاته العلمية:
تخرج الشيخ في الأزهر من أعلى مستوياته، فقد حصل على الابتدائية والثانوية ثم على شهادة العالمية في الرابع والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة 1351هـ الموافق السادس عشر من شهر أغسطس سنة 1923م.
وفي الرابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة 1355هـ / الموافق الثامن والعشرين من شهر نوفمبر سنة 1936م نال شهادة التخصص في الفقه وأصوله وهي التي تعرف اليوم بشهادة (الدكتوراه).
العمل:
عين مدرسًا بالمعاهد العلمية التابعة للأزهر فدرس بها سنوات ثم ندب إلى المملكة العربية السعودية للتدريس بالمعارف السعودية عام 1368هـ الموافق 1949م، فجعل مدرسًا بدار التوحيد بالطائف، ثم نقل منها بعد سنتين إلى معهد عنيزة العلمي في شهر محرم عام 1370هـ، ثم نقل إلى الرياض في آخر شهر شوال عام 1375هـ للتدريس بالمعاهد العلمية التابعة لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ثم نقل للتدريس بكليتي الشريعة واللغة، ثم جعل مديرًا للمعهد العالي للقضاء عام 1385هـ، ثم نقل إلى الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد عام 139هـ وعين بها نائبًا لرئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء مع جعله عضوًا في مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
شيوخه:
أشهر شيوخه وأكثرهم تأثيرًا فيه:
· الشيخ أحمد نصر.
· الشيخ دسوقي العربي.
· الشيخ عبد المعطي الشربيني.
· الشيخ يوسف الدِّجْوِيّ.
· الشيخ محمد العتريس.
· الشيخ إبراهيم الجبالي.
· الشيخ مصطفى المراغي.
تلامذته:
من أبرز تلاميذ الشيخ:
· فضيلة الشيخ/ محمد بن عثيمين - عضو هيئة كبار العلماء.
· فضيلة الشيخ/ عبد الله بن عبدالرحمن الجبرين - عضو هيئة كبار العلماء.
· فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود - عضو هيئة كبار العلماء.
· فضيلة الشيخ/ صالح الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء.
· فضيلة الشيخ/ صالح اللحيدان - عضو هيئة كبار العلماء.
· فضيلة الشيخ/ محمد بن عبد الله بن الأمير - عضو مجلس القضاء الأعلى.
· فضيلة الشيخ/ عبد الله بن عبدالمحسن التركي - عضو هيئة كبار العلماء.
· فضيلة الشيخ / القاضي محمد بن عبدالله السياري.
· فضيلة الشيخ / عبد الله بن محمد العجيلان.
كتبه:
· فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي.
· شبهات حول السنة.
· مذكرة التوحيد.
فصاحته:
والشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - يعد وبجدارة من أرباب الفصاحة وأساطين اللغة في علم النحو الخاصة وعلوم العربية كافة .
كان آية في التحدث بلغة الضاد (اللغة العربية الفصحى) كتابة ومحادثة وكان هذا بيان مشرق متدفق وأداء جميل ونبرات مؤثرة في غير تكلف وكان إذا تكلم أسمع وعقل عنه.
وكانت إحاطته بمفردات اللغة العربية تكاد تكون شاملة وهو إلى جانب ذلك سهل العبارة، عذب الأسلوب، تتسم عباراته بالإيجاز والإحكام والبيان والجزالة.
زهده وعفته :
كان الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - رمزًا ومثالًا يحتذى وقدوة تؤتسى في الزهد والورع وإنكار الذات .كان زاهدًا في الدنيا متقللًا منها معرضًا عنها، متحليًا بالطاعة ، مستشعر العفاف والكفاف ، مقتصرًا من نفقته وملبسه على ما تدعو اليه الحاجة والضرورة .
تواضعه :
كان الشيخ عبد الرزاق عفيفي لين الجانب، سهل الخلق ، شديد الزهد في أعراض الدنيا، يلبس الخشن من الثياب ويرتاح لذلك، ولم يكن له ترتيب خاص به في حياته، كما أنه ليس له ترتيب خاص به في مجلسه وطعامه ولقائه بالعلماء والعامة وطلبة العلم.
وكان يجلس حيث ينتهي به المجلس، كثير التأمل، شديد الملاحظة، يؤثر الصمت ولا يتكلم إلا عند الحاجة ولا يزيد عن المطلوب منه وكان لا يتشدق في الكلام ولا يتكلف ما ليس عنده ولا يزهو على أحد بعلمه ولا يترفع على جلسائه بل يباسطهم ويمتزج بهم ومع هذا فهو بتواضعه متميز بخفض جناحه لطلابه وجلسائه، متعزر قد زاده التواضع رفعة وخفض الجناح شرفا .
قالوا عنه:
· يقول الدكتور عبد الله بن حافظ الحكمي:
كان الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - محل القدوة والأسوة، شديد التواضع تغلب عليه البساطة في مجلسه، إذا ارتاح لمحدثه استرسل في ذكر الأحداث والمواقف ونزل معه على قدره صغيرًا كان أو كبيرًا.
· قال عنه الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -:
أعرف عن فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - التواضع والعلم الجم والسيرة الحميدة والعقيدة الطيبة والحرص العظيم على أداء عمله على خير وجه وأنه من خيرة العلماء عقيدة وعلمًا ودعوة وتعليمًا، مضى عليه في ذلك ما يقارب خمسين عامًا ضاعف الله مثوبته ورفع درجته وخلفه على المسلمين بأحسن الخلف وأصلح عقبه. اهـ
· قال عنه الشيخ محمد الصالح العثيمين - رحمه الله -:
كان الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - ذا عقل راجح وبعد نظر وكثرة صمت إلا إذا كان الكلام خيرًا مع ما حباه الله به من العلم الراسخ وحسن التعليم وقلة الحشو في كلامه، وكان رأيه محل التوفيق والسداد أسال الله تعالى له المثوبة والرضوان وأن يجمعنا به وإخواننا المؤمنين في أعالي الجنان إنه تعالى هو الوهاب المنان اهـ.
· وصفه العلامة الألباني - رحمه الله - بأنه:
من أفاضل العلماء، ومن القلائل الذين نرى منهم سمت أهل العلم، وأدبهم، ولطفهم، وأناتهم، وفقههم.
وقال فيه:
التقيته غير مرة في مواسم الحج، وكنت أستمع - أحيانًا - إلى إجاباته العلمية على استفتاءات الحجاج المتنوعة، محكمة، تدل على فقه دقيق، واتباع ظاهر لمنهج السلف.
وفاته:
كانت وفاته صبيحة يوم الخميس لخمسة أيام بقين من ربيع الأول سنة خمس عشرة وأربعمائة وألف / الموافق 1 سبتمبر 1994م، ودُفن في الرياض بعد صلاة الجمعة.
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق