عبد الله القرعاوي
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 94 قراءة
داعية جنوب الجزيرة
الاسم والمولد:
هو عبد الله بن محمد بن حمد بن محمد بن عثمان القرعاوي. ولد في الحادي عشر من ذي الحجة عام 1315هـ (13مايو1897م) وذلك بعد وفاة أبيه بشهرين، ولد القرعاوي في عنيزة في منطقة القصيم من المملكة العربية السعودية، ونشأ يتيم الأب فقام بتربيته ورعايته عمه عبدالعزيز بن حمد القرعاوي.
نسبه:
ينتمي لأسرة القرعاوي في القصيم من المصاليخ من المنابهة من بني وهب من ضنا مسلم من عنزة.
طلبه للعلم:
اشتغل القرعاوي بداية حياته بالتجارة مع عمه عبدالعزيز، ولم يتفرغ لطلب العلم إلا على كبر، حيث التحق بأول مدرسة في مسقط رأسه عنيزة وتعلم فيها القراءة والكتابة، ثم سافر بعد ذلك للهند طلبًا للتجارة.
ويقول القرعاوي عن نفسه: أني لما رجعت من الهند في الثاني والعشرين من رمضان سنة 1357هـ وقدمت إلى الرياض وأقمت عند فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ أقرأ عليه للمرة الثالثة، وأما الرابعة فكنت مستمعًا، وأما الخامسة فلم أجده لأنه كان بمكة يومئذ، وقد ذهبت إلى الأحساء عند فضيلة الشيخ عبد العزيز بن بشر، وإلى قطر عند فضيلة الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع فقرأت عليهما كليهما في الحديث.
ثم رحل القرعاوي بعد رحلته إلى الأحساء وقطر إلى بريدة فتلقى علمه عن الشيخ عبد الله بن سليم، وعمر بن سليم، بعدها ترك التجارة وانصرف إلى طلب العلم، فرحل إلى الهند للتزود من العلم في عام 1344هـ.
والتحق بالمدرسة الرحمانية بدلهي، وتلقى علم الحديث عن علماء السنة في الهند، واستمر يتلقى علمه فيها حتى جاءه خبر مرض والدته بعد سنة من وصوله للهند، فعاد إلى عنيزة ولكن توفيت والدته قبل وصوله، ثم عاد إلى الهند لإكمال دراسته، فتلقى علم الحديث عن الشيخ عبد الله بن أمير القرشي الدهلوي، وأجازه إجازة مطولة في كتب الحديث وذلك عام 1355هـ، بعدها رحل لطلب العلم إلى مصر وفلسطين وسوريا والأردن والعراق والكويت، ثم رجع بعدها إلى بلدته عنيزة.
انتقاله للجنوب:
لازم الشيخ عبد الله القرعاوي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية آنذاك وحج معه، وبعد أداء المناسك، طلب الملك عبد العزيز أن يُوجه إلى الجنوب مرشدًا ومعلمًا لأمور الدين، فوجه محمد بن إبراهيم آل الشيخ عبد الله القرعاوي للتوجه لجنوب المملكة العربية السعودية ووصاه بالإخلاص في دعوته والتوكل على الله، فتوجه القرعاوي لجازان وأخذ معه بضاعة وتوجه إلى صامطة، ونزل دكانًا في صامطة، ووضع فيه البضاعة التي معه، وكان أول أمر بدأ به في الدكان تعليم القرآن الكريم، وثلاثة الأصول، والأربعين النووية، والتجويد والفرائض وآداب المشي إلى الصلاة، كان ذلك في الحادي والعشرين من ربيع الأول عام 1358هـ فكان الدكان بمثابة أول مدرسة حكومية افتتحت في تهامة.
وفي آخر جمادى الأولى من نفس السنة توجه الشيخ القرعاوي إلى فرسان وافتتح فيها مدرسة، ومنها توجه إلى مزهرة قرية الحكميين حكم (قبيلة) فافتتح فيها مدرسة وأصلح مسجدها.
وفي شعبان من نفس السنة توجه إلى صامطة وافتتح بها المدرسة الثانية في بيت أحد طلابه ناصر خلوفه.
ومع تزايد المدارس والمساجد التي أنشأها القرعاوي، فقد أحيطت الحكومة في الرياض بأن هناك شيئا يحصل في جازان غير الذي يوصل إليها، وعليه أرسلت الحكومة لجانًا عديدة للوقوف على الحقيقة، فكتبت هذه اللجان تقارير تنبئ عن إعجابها بالمدارس وتدعو لتشجيعها ومساندة الشيخ القرعاوي في عمله لصدقه وإخلاصه وسلامة مقصده، فقرر الملك عبد العزيز بمكافأة تعيين للقرعاوي على مسيرة العمل الذي يقوم به وذلك عام 1367هـ.
وأمر الملك سعود - ولي العهد يومئذ - في عام 1363هـ ببعث إعانة كبيرة للقرعاوي جعلها عادة سنوية وأوصى به أمراء الجهات وقضاتها.
ثم عين الشيخ عبد الله القرعاوي معتمدا للمعارف بمنطقة جازان عام 1373هـ ولكنه استقال في نفس السنة، واستمر مشرفًا على مدارسه، حيث أمضى القرعاوي إحدى وثلاثين سنة في نشر الدعوة في منطقة جازان والجنوب عمومًا، وقد انتشرت مدارسه إلى عسير وتهامة والليث والقنفذة والباحة.
حصيلة جهد القرعاوي الدعوي:
على مدار أكثر من ثلاثين سنه قضاها الشيخ عبد الله القرعاوي في الدعوة والتدريس وافتتاح المدارس، يمكن إجمال المدارس التي فتحها الشيخ القرعاوي في أنحاء المملكة العربية السعودية وفقا للإحصائيات الواردة في الكتابات عن حياة الشيخ القرعاوي وأعماله في المنطقة بما يلي:
يقول الشيخ موسى السهلي في كتابه \"القرعاوي ودعوته في جنوب المملكة\": وقد بلغ عدد المدارس - حسب علمي - في أوج توسع العمل فيها وحسبما ذكره سماحة شيخنا ألف وثلاثمائة وعشر مدارس.
الشيخ علي بن قاسم الفيفي في كتابه \"السمط الحاوي لأسلوب القرعاوي\" في نشر التعليم في جنوب المملكة، فقد أورد رأيين :
الأول نسبه إلى أحمد بن يحيى النجمي بأن المدارس بلغت في عام 1376هـ مائتان وألف مدرسة بها نحو مائة ألف طالب، وكان يكافئ الطالب المبتدئ بريالين وخاتم القرآن بعشرة ريالات شهريًا.
الثاني نسبه إلى إبراهيم بن عبد الله زكري، وهو من معاوني الشيخ القرعاوي المقربين إليه، حيث أخبره أنه بلغ عدد المدارس في أوج ازدهارها في عام 1376هـ وألفين وثمانمائة مدرسة ولكن انخفض العدد بعد ذلك، ثم قال وفي رسالة بعث بها إلي الشيخ عام 1375هـ ذكر فيها أنه رتب في أبها والقنفذة والطائف وتوابعها تسعمائة مدرسة.
الشيخ عمر أحمد جردي يرى أن المدارس في عام 1376هـ قد بلغت ألفين ومائتي مدرسة، فيها خمسون ألف طالب، وفيها خمسة عشر ألف طالبة. بثلاثة آلاف مدرس ومدرسة.
أما في اليمن فإن تلاميذه حرصوا على نشر العلم في بلادهم، وكان أولها في عام 1373هـ بعشرين مدرسة بمدينة حرض وما حولها، وبلغت في أنحاء اليمن عام 1375هـ ستة وثمانين مدرسة منها خمس مدارس للبنين.
قالوا عنه:
- قال عنه الملك سعود:
ولا عندنا أي شك في بذلكم الجهد في الدعوة والإرشاد، وتعليم الحق، ونشر العلم في تلك الجهات التي طالما اعتكرت فيها ظلمات الجهل والضلال.
- قال عن الشيخ محمد بن إبراهيم - مفتي الديار السعودية -:
ومعلوم لدينا أن هدفك، ومرامك هو الخير، وحب الخير، وحب انتشار الدعوة، ورواج الإصلاح للمسلمين جميعًا.
- قال عنه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -:
بذل جهودًا كبيرة في الدعوة إلى الله سبحانه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأقام الكثير من المدارس، وحلقات العلم، ونفع الله بجهوده السكان، وانتشر به العلم، وتخرّج على يديه الكثير من طلبة العلم، وزال بالله سبحانه ثم بجهوده، وجهود طلابه كثير من الأمور المخالفة للإسلام في العقيدة، والعبادات، والمعاملات، جزاه الله خيرًا وضاعف مثوبته وأصلح ذريته.
- قال عنه الشيخ عبد الرحمن السيمط:
فوجئت بالشيخ عبد الله القرعاوي الذي ولد وتربى في نجد، ونذر نفسه للدعوة في جنوب المملكة العربية السعودية، وأعجبني طريق دعوته الذي هو طريق دعوة محمد صلى الله عليه وسلم، طريق الحكمة، والموعظة الحسنة، أعادت سيرة الشيخ الثقة بي، وأكملت المسيرة، مسترشدًا بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الكرام، وبالدعاة الذين ساروا على هذا الطريق رحم الله الشيخ وأمثاله، وجزاهم عن الأمة كل خير.
كتب ومؤلفات عن حياته وسيرته:
1- القرعاوي ودعوته في جنوب المملكة.
2- السمط الحاوي لأسلوب القرعاوي.
3- المسيرة لداعية جنوب الجزيرة الإمام عبدالله بن محمد القرعاوي.
وفاته:
مرض الشيخ عبد الله القرعاوي في السابع والعشرين من شهر صفر عام 1389هـ وهو في منطقة جازان، وقد نقل على أثره إلى الرياض وأدخل المستشفى المركزي بالشميسي، ثم ما لبث أن وافاه الأجل يوم الثلاثاء الثامن من شهر جمادى الأولى عام 1389هـ عن عمر يناهز الرابعة والسبعين عامًا، وقد صلي عليه بالجامع الكبير بالرياض، ودفن بمقبرة العود بالرياض.
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق