logo

علي محفوظ

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 82 قراءة

كان يرى أن العلم ثروةٌ، وزكاتها الوعظ والإرشاد

علي محفوظ المصري، واعظ مرشد، عالم تخرج بالأزهر أستاذا للوعظ والإرشاد بكلية أصول الدين بالجامعة الأزهرية، واختير عضوا في جماعة كبار العلماء. توفي سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف من الهجرة (1361هـ)(1).

من آثاره:

- \"الأخلاق\"، وكان يدرَّس في المعهد الابتدائي بالأزهر.

- \"سبيل الحكمة في الوعظ والخطابة\".

- \"هداية المرشدين إلى طرق الوعظ والخطابة\".

- \"الإبداع في مضار الابتداع\".

- \"الخطابة\"، لم يُطبع، وقد ظهرت منه مذكرة مختصرة في 100 صفحة.

محاربة البدع والخرافات:

رأى - رحمه الله - أن كثيرًا من البدع والخرافات قد استحكم في نفوس الشعب حتى أبعدهم عن طريق الدين المستقيم؛ فأخذ يكافح ويجاهد، ويذكِّر القوم بمحاسن الدين وقبائح البدع، ولم يُثْنِه عن سبيله ما أقامه دعاة هذه البدع من عراقيل وعقبات، وظل ثابتًا على عزمه حتى اقتلع الأوهام من القلوب، وعاد بالناس إلى حظيرة الدين، وقد ألف في هذا كتابه العظيم \"الإبداع في مضار الابتداع\". جاء فيه تحت عنوان: الحث على التمسك بالدين وإحياء السنة:

\"وأما الحث على التمسك بالدين وإحياء السنة، فاعلم أن من أمعن النظر فيما شرعه الله لنا مما تضمنه الكتاب وبينته السنة علم أن النبي صلوات الله وسلامه عليه تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يحيد عنها إلا من قد مرض قلبه وطاش في مهاوي الضلال لبه، فإن الله تعالى قد بين للناس قواعد الدين وأكملها بالتنصيص على قواعد العقائد، والتوقيف على أصول الشرائع وقوانين الاجتهاد، فإذا كان الله سبحانه قد أكمل لنا الدين بما أنزله في كتابه العربي المبين وعلى لسان نبيه الأمين، مما بلغ من الأحكام، وبين لنا من حلال وحرام، فمن اتبع غير سبيل المؤمنين فهو الحقيق بهذا الوعيد الشديد، وقد نفى سبحانه التقصير فيما شرع من كتابه الحكيم الذي هو متن للسنة. وقد أمر الله تعالى باتباع سبيله وما شرع من الدين القويم ونهى عن اتباع غير سبيل المؤمنين فقال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام:153] فذكر تعالى أن له سبيلا واحدا سماها صراطا مستقيما، لأنها أقرب طريق إلى الحق والخير والسلام، وأن هناك سبلا متعددة يتفرق متبعوها عن ذلك الصراط وهي طرق الشيطان، وحث سبحانه على اتباع سبيله الذي هو الكتاب والسنة حثا مقرونا بالنهي عن اتباع السبل، مبينا أن ذلك سبب للتفرق، ولذا ترى المسلمين العاملين قد لزموا سبيلا واحدا أمروا بسلوكه، وأما أهل البدع والأهواء فقد افترقوا في سبلهم على حسب معتقداتهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة\".

خاتمة

وهكذا كان الفقيد الكريم شعلة من نور وعلم، تفرقت أشعتها في كل ناحية من نواحي الأمة؛ فكانت السراج الذي يهتدي به المهتدون. وكان - رحمه الله - يرى أن العلم ثروةٌ، وزكاتها الوعظ والإرشاد، ليكون علمًا مبارَكًا طيبًا، يزيده الله من فضله. ولقد كان واعظًا بسَمْتِه، وهيئته، ووقاره، ووقفته، ومشيته، قبل أن يكون واعظًا بقوله ومنطِقه؛ فرحم الله الفقيد الجليل، وأحلَّه مقامه بين الصديقين والشهداء والصالحين، وحَسُن أولئك رفيقًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)             الأعلام (4/323) ومعجم المؤلفين (7/175).


تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;