logo

عبدالعزيز بن عبدالله الحُصَيِّن

عبدالعزيز بن عبدالله الحُصَيِّن

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 48 قراءة

جعل الله في علمه البركة، وانتفع به خلق كثير

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد الحصين الناصري العمري التميمي. ولد في قرية الوقف من قرى الوشم سنة أربع وخمسين ومائة وألف. وأخذ الفقه منذ صغره عن الشيخ إبراهيم بن محمد بن إسماعيل، ثم أخذ العلم عن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب وابنه الشيخ عبدالله والشيخ حسين والشيخ حمد بن ناصر بن معمر وغيرهم.

كان رحمه الله عالما عاملا زاهدا ورعا، مهيبا فقيها، واسع الاطلاع، وأوقاته كلها معمورة بالعبادة والتعليم، وجعل الله في علمه البركة وانتفع به خلق كثير، وله مواقف مشرفة مع الملوك والأمراء. قال ابن بشر: وكان يحب طالب العلم محبة عظيمة كأنه ولده، بالتودد إليه وتعليمه وإدخال السرور عليه، والقيام بما ينوبه من بيت المال، وكانت كلمته مسموعة، وقوله نافذا عند الرؤساء ومن دونهم.

ولي القضاء في الوشم في ولاية الإمام عبدالعزيز بن محمد والإمام سعود بن عبدالعزيز وعبدالله بن سعود. وأخذ عنه عدة من العلماء منهم الشيخ عبدالله أبا بطين والشيخ إبراهيم بن سيف والشيخ محمد بن نشوان والشيخ محمد بن عبدالله الحصين وغيرهم.

توفي رحمه الله في بلدة شقراء في رجب سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف للهجرة (1237 هـ) (1).

موقفه من المشركين:

جاء في علماء نجد: وكان موضع الثقة عند ملوك آل سعود وعند أئمة الدعوة، ولذا أرسله الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب سنة 1185هـ إلى والي مكة المكرمة آنذاك الشريف أحمد بن سعيد لمناظرة علماء مكة، وأرسل معه الشيخ محمد رسالة إلى الشريف المذكور، فقدم مكة ونزل عند الشريف، واجتمع هو وبعض علماء مكة عنده، وهم يحيى بن صالح الحنفي وعبدالوهاب بن حسن التركي -مفتي السلطان- وعبد الغني بن هلال، وتفاوضوا في ثلاث مسائل وقت المناظرة فيها.

الأولى: ما ينسب إلى أهل نجد من التكفير بالعموم.

الثانية: هدم القباب التي على القبور.

الثالثة: إنكار دعوة الصالحين لطلب الشفاعة منهم.

وبعد البحث أذعنوا بأن الصواب في المسألة الثانية والثالثة هو هدم القباب، ومنع طلب الشفاعة إلا من الله تعالى، وأنه مذهب الإمامين أبي حنيفة وأحمد. كما بين لهم الشيخ الحصين أن نسبة تكفير عموم المسلمين إلى أهل نجد كذب وبهتان، فرجع منهم ظافرا مكرما.

ولما كانت سنة أربع ومئتين وألف من الهجرة أرسل الشريف غالب بن مساعد أمير مكة كتابا إلى الإمام عبدالعزيز بن محمد ذكر له فيه أن يبعث إليه رجلا عارفا من أهل الدين يعرفه حقيقة أمر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فأرسل إليه الشيخ عبدالعزيز الحصين، وكتب معه الشيخ محمد بن عبدالوهاب رسالة إلى علماء مكة المكرمة بين لهم فيها دعوته، ونفى ما يشاع عنه وعن دعوته من الأكاذيب.

فقدم الشيخ عبدالعزيز الحصين مكة، فأكرمه الأمير غالب واجتمع معه مرات، وعرض عليه رسالة الشيخ، فعرف ما بها من الحق والهدى، فأذعن لذلك وأقر به، ولكنه بعد زمن أبى وتمسك بقديم سنته، فطلب منه الشيخ عبدالعزيز الحصين أن يحضر العلماء ليقف على كلامهم ويناظرهم في أصول التوحيد، فأبوا الحضور، وقالوا للشريف: هؤلاء الجماعة ليس عندهم بضاعة إلا إزالة نهج آبائك وأجدادك ورفع يدك عما يصل إليك من خير بلادك، فطار لبه حين سمع هذا الكلام، وأصر على ما كان عليه، فمنها ثار الخلاف بين الإمام عبدالعزيز بن محمد آل سعود والشريف غالب، ثم تطور إلى القتال، وانتهى باستيلاء الحكومة السعودية على الحجاز.(2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)          علماء نجد خلال ثمانية قرون (3/454-464) والدرر السنية (12/49-50) والأعلام (4/22) وموسوعة مواقف السلف (9/145).

(2)          علماء نجد (3/459-461).


تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;