logo

فوزان السابق

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 494 قراءة

كان على جانب عظيم من التقى والصدق وحسن التبصر في الأمور

فوزان بن سابق بن فوزان آل عثمان\nالبريدي القصيمي الدوسري النجدي. ولد في بريدة سنة (1275هـ)، ونشأ بها وتعلم على\nيد مجموعة من الشيوخ منهم الشيخ سليمان بن مقبل والشيخ محمد بن عمر آل سليم والشيخ\nمحمد بن عبدالله ابن سليم والشيخ عبداللطيف بن عبدالرحـمن بن حسن آل الشيخ وغيرهم.\n

\n\n

قال عنه صاحب الأعلام: كان من التقى\nوالصدق والدعة وحسن التبصر في الأمور والتفهم لها على جانب عظيم. وكان رحمه الله\nمن العلماء الأفاضل، وكان مع طلبه للعلم يشتغل بتجارة الخيل والمواشي حتى اختاره\nالملك عبدالعزيز ليكون سفيرا له بدمشق، ثم نقله إلى القاهرة، حيث بدأ دعوته إلى\nالله علما وعملا معرفا أهل مصر بمعتقد أهل السنة والجماعة ورادا على الطاعنين فيه،\nإلى أن توفي رحمه الله سنة (1373)(1).

\n\n

موقفه من المبتدعة:

\n\n

له: "البيان والإشهار لكشف زيغ الملحد\nالحاج مختار". والكتاب مطبوع متداول يدل على قدرة المؤلف العلمية وتمسكه بالعقيدة\nالسلفية.

\n\n

- قال في مقدمته: أما بعد: فإني لما\nكنت في دمشق الشام، وذلك في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف من هجرة المصطفى صلى\nالله عليه وسـلم، جمعتني فيها مجالس مع أناس ممن يدعون العلم، وآخرين ممن ينتسبون\nإليهم. فكانوا لا يتورعون عن الاعتراض على أهل نجد والطعن عليهم في عقيدتهم،\nوتسميتهم بالوهابية، وأنهم أهل مذهب خامس، والغلاة من هؤلاء يكفرونهم.

\n\n

ولما كان هؤلاء الغلاة الجامدون على\nالتقليد الأعمى: معرضين عن استقراء الحقائق في مسائل الدين من الكتاب والسنة\nوأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أئمة الهدى والدين في هذه الأمة، وخصوصا\nالأئمة الأربعة، الذين يزعم هؤلاء الجاهلون تقليدهم، ويغالون فيه، ويقولون: إن من\nخرج عن تقليد أحد الأئمة الأربعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه. ومع ذلك تراهم\nيخالفون الأئمة الأربعة فيما أجمعوا عليه من أصول الدين، وذلك في توحيد عبادة الله\nتعالى، وسد الذرائع الموصلة إلى الشرك في عبادته تعالى والإقرار بعلو الله تعالى\nعلى خلقه، وإثبات صفاته التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسـلم،\nوتلقاها عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان من علماء الأمة وأئمتها بالقبول\nوالتسليم، إثباتا من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل.

\n\n

فقد أعرض هؤلاء المبتدعة عن اتباع\nالكتاب والسنة والسلف الصالح من هذه الأمة، ولم يقلدوا أحد الأئمة الأربعة، بل\nفتحوا باب الشرك في عبادة الله تعالى، ومثلوا صفاته تعالى بصفات خلقه، فقادهم ذلك\nإلى الجحود والتأويل الباطل.(2)

\n\n

وقال: فأما\nالذين يدعون أنهم على مذهب السلف وأنهم مقلدون للأئمة الأربعة، وهم مخالفون لهم في\nالأصول، فضلا عن الفروع. فليسوا على مذهب السلف، ولا ممن قلدوا الأئمة الأربعة،\nوليسوا على كتاب ولا سنة -أمثال هذا الملحد، ومن قلدهم- وكيف يكون على مذهب السلف\nأو مقلدا للأئمة الأربعة: من لا يجيز التعبد والتعامل ولا الفتوى بما في صحيحي البخاري\nومسلم وغيرهما من كتب الحديث التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسـلم باتفاق\nالأمة؟ لا يخرج عن هذا الاتفاق إلا مبطل معاند.(3)

\n\n

وقال: القيام والقعود وإقامة الموالد\nكلها بدعة، إذا لم يقترن بها ما هو واقع فيها اليوم من المفاسد، وأنواع الفسوق.\nفإذا انضمت إليها هذه المنكرات التي يجب أن يصان عنها جناب المصطفى صلى الله عليه\nوسـلم، ويطهر ذكره عن أوساخها، فلا يشك عاقل -فضلا عن عالم- في أنها من البدع\nالمحرمة التي لم تكن على عهد الرسول صلى الله عليه وسـلم، ولا عهد أصحابه ولا\nالقرون المفضلة من بعدهم. وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنهـا قالت: قال رسول\nالله صلى الله عليه وسـلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» وفي رواية:\n«من صنع أمرا على غير أمرنا فهو رد»(4).

\n\n

فهل لهذا الملحد أن يأتينا بدليل عن\nالله تعالى، أو عن رسوله صلى الله عليه وسـلم في إقامة هذه الموالد، أو عن أحد من\nأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسـلم، أو أحد من التابعين، أو أحد من الأئمة\nالأربعة؟ وإذا كان هذا ليس معروفا من أقوال وأفعال من ذكرناهم، فلا شك ولا ريب في\nأنه مردود على قائله، مأزور فاعله بنص حديث عائشة رضي الله عـنها الذي قدمناه\nآنفا.(5)

\n\n

موقفه من المشركين:

\n\n

الزيارة الشرعية لقبور موتى المؤمنين،\nمن الأنبياء والأولياء والصالحين وكافة قبور المسلمين: سنة متفق عليها، لا خلاف\nفيها عند كافة المسلمين. وأما القبور الوثنية التي بنيت عليها القباب، وأقيمت\nعليها الأستار والأنصاب، وبنيت عليها المساجد، فكل ذلك مما لعن رسول الله فاعله.

\n\n

وكذلك الزيارة البدعية الشركية\nالمخالفة لهدي الرسول صلى الله عليه وسـلم، وما كان عليه أصحابه، ومن تبعهم من\nالقرون المفضلة، وما يحدث بسببها من الغلو بأصحاب القبور وما يصرف لهم من أنواع\nالعبادات من الدعاء والخوف والرجاء ونذر النذور لهم، وغيرها مما لا يجوز صرفه لغير\nالله تعالى؛ فإن هذه هي الزيارة المحرمة وصاحبها ملعون على لسان رسول الله صلى\nالله عليه وسـلم. وهذه هي الزيارة التي ننكرها وينكرها كل من نور الله بصيرته بهدى\nالإسلام، ورزقه فهما صالحا يميز به بين الحق والباطل.

\n\n

وأما من أغواهم الشيطان: فإنهم يجعلون\nمع الله تعالى آلهة أخرى، يصرفون لهم ما لله من العبادة من الدعاء والخوف والرجاء،\nوغير ذلك مما عليه عباد القبور من الغلو بأصحابها. وهذا أمر واقع لا ينكره إلا\nمكابر معاند، أمثال الحاج مختار ومن قلدهم.

\n\n

وقال: يزعم هذا الملحد المارق بأننا\nأعداء لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسـلم. وما ذنبنا عنده إلا اتباعنا لكتاب\nالله تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسـلم، وهو أننا لا نغلو بالقبور وأصحابها،\nولا نصرف للمقبورين حقا من حقوق الله تعالى، ولا نتخذها مساجد، ممتثلين أمر نبينا صلى\nالله عليه وسـلم فيما جاءتنا به الأحاديث الصحيحة الصريحة، التي خرجها البخاري\nومسلم وأهل السنن والإمام مالك رحمهم الله تعالى. فمنها قوله صلى الله عليه وسـلم:\n«اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم\nمساجد» وحديث ابن مسعود رضي الله عـنه: «إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم\nأحياء، والذين يتخذون القبور مساجد» وحديث أبي هريرة رضي الله عـنه قال: قال رسول\nالله صلى الله عليه وسـلم: «قاتل الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»(6)\nوحديث جندب بن عبدالله رضي الله عـنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسـلم قبل\nأن يموت بخمس يقول: «إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل. فإن الله قد اتخذني\nخليلا، كما اتخذ إبراهيم خليلا. ولو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر\nخليلا. ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد. ألا فلا تتخذوا القبور\nمساجد فإني أنهاكم عن ذلك»(7) وحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عـنها\nقالت: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسـلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، إذا\nاغتم بها كشفها، فقال وهو كذلك: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».\nقالت عائشة رضي الله عـنها: يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن خشي أن\nيتخذ مسجدا(8). وفي رواية مسلم \"وصالحيهم\".

\n\n

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

\n\n

(1)           \nعلماء نجد خلال ثمانية قرون (5/378-383) والأعلام (5/162) ومعجم\nالمؤلفين (8/81-82).

\n\n

(2)           \nالبيان والإشهار (3-4).

\n\n

(3)           \nالبيان والإشهار (17).

\n\n

(4)           \nأخرجه أبو داود (5/12-13/4606) وأخرجه الإمام أحمد (6/73) بلفظ: «من\nصنع أمرا من غير أمرنا فهو مردود».

\n\n

(5)           \nالبيان والإشهار (ص.299).

\n\n

(6)           \nأحمد (2/284) والبخاري (1/700/437) ومسلم (1/376/530) وأبو داود\n(3/553/3227) والنسائي (4/401/2046) وفي الكبرى (4/257/7092) من طرق عن أبي هريرة.

\n\n

(7)           \nمسلم (1/377/532).

\n\n

(8)           \nأحمد (6/34) والبخاري (1/700/435 و436) ومسلم (1/377/531) والنسائي\n(2/370-371/702) من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عـنه.

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;