logo

أبو بكر خوقير

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 48 قراءة

أوذي في الله فما ضعف وما استكان، وجاهد حق الجهاد

هو الشيخ المحقق أبو بكر ابن الشيخ محمد عارف الإمام بالمسجد الحرام ابن العلامة الشيخ عبد القادر بن محمد علي خوقير الكتبي المكي الحنبلي.

ولد رحمه الله سنة 1284هـ بمكة المكرمة وبعد أن قرأ القرآن اشتغل بطلب العلم من صغره وكان شغوفاً بكتب الحديث والعكوف على مطالعتها.

كان رحمه الله يسافر إلى الهند لجلب كتب السلف ونشرها بمكة وينتهز الفرصة فيتلقى العلم عن علماء الهند الأعلام.

استمع إليه وهو يحدث تلميذه الشيخ عبد الستار الدهلوي فيقول رحمه الله: رويت عن مشايخ معروفين مشهورين بعلو الإسناد منهم الشيخ حسين بن محسن الأنصاري اليماني والقاضي أحمد بن إبراهيم بن عيسى والشيخ محمد الأنصاري والشيخ محمد بن عبد العزيز الهاشمي الجعفري الهندي والشيخ عبدالرحمن سراج مفتي مكة، وكنت أحضر درسه في التفسير وراء المقام الحنفي وكان له فيه طريقة عجيبة يقرأ الآية ويتكلم عليها بوجوه في سبب نزولها وفي ارتباطها بما قبلها بأنواع المناسبات ومعناها وما اشتملت عليه من أنواع البلاغة وفيما يؤخذ منها من الأحكام وبلغت فتاواه أربعة مجلدات واسمها (الضوء والسراج) وله مجموعة في الفقه رحل إلى القاهرة في آخر عمره وتوفي بها سنة 1314هـ ـ.

 كان شغوفا بقراءة كتب الحديث والعقيدة السلفية فـعكف الشيخ أبو بكر خوقير على مؤلفات شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب فشغلت ذهنه مسألة التوحيد التي هي عماد الإسلام التي تبلورت في لا إله إلا الله والتي تميز الإسلام بها عما سواه فأدرك أن التوحيد أساس الاعتقاد بأن الله وحده هو خالق العالم المسيطر عليه والمشرع له وليس في الخلق من يشاركه في الخلق ولا في حكمه ولا من يعينه على تصريف أموره لأنه تعالى ليس في حاجة إلى عون أحد مهما كان من المقربين إليه الذي بيده الحكم وحده وهو الذي بيده النفع والضر وحده لا شريك له ليس في الوجود ذو سلطة حقيقية غير الله وليس في الوجود من يستحق العبادة والتعظيم غير الله.

شرع أبو بكر خوقير -رحمه الله- يدعو إلى توحيد الربوبية الذي أقر به الكفار وأنه تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت مدبر الأمور ومنزل الغيث، وشرع يبين توحيد الألوهية وبيان عبادة الله التي شرعها كالدعاء والذبح والنذر والاستغاثة وبيان أن هذا التوحيد الذي جحده الكفار وشرع في بيان توحيد الصفات وأنه الإيمان بكل ما ورد في القرآن والأحاديث بما وصف الله به نفسه من صفات على حقيقتها دون التعرض لها بشيء من التكييف والتمثيل والتشبيه والتأويل والتحريف والتعطيل وكان -رحمه الله- شديد الإنكار والنقمة على الذين يشدون الرحال للأولياء ويقدمون النذور لهم ويتمسحون بالمقابر ويتذللون لها ويطلبون منها جلب الخير لهم أو دفع الشر عنهم.

كان -رحمه الله- يوصي بقراءة صحيح البخاري ويقول: إني قرأت البخاري وعرفت شرح الحديث بعضه ببعض كما استفدت من مسند إمامنا أحمد بن حنبل وروايته مع مراجعة الغريب وضبط اللفظ ويقول لطلابه أنه يكفي الطالب المبتدئ بلوغ المرام وعمدة الأحكام، وللطالب المنتهي المشكاة والمنتقى فإنهما جمعا ما في الكتب الصحاح مع بيان الصحيح من السقيم.

بلغ ولاة الأمور [الأشراف] قبل دخول الملك عبد العزيز -رحمه الله- مكة دعوة الشيخ أبي بكر إلى محاربة البدع والخرافات فضيقوا عليه سبل الدعوة ومنعوه من التدريس ولما رأوا تمسكه بعقيدته عقيدة التوحيد الخالص ورأوا ثباته في دعوته أمروا بالقبض عليه وسجنه مع الجعرمين في غرفة وحده سنة 1339هـ. سجن دون تحقيق أو حكم وظل في سجنه إلى أن دخل المالك عبد العزيز –رحمه الله- مكة المكرمة فأفرج عنه مع كثير من السجناء المظلومين.

يقول الشيخ عمر عبد الجبار في ترجمته للشيخ أبي بكر ما نصه: لقد شاهدت الشيخ أبا بكر أثناء دخولي السجن في غرفته بملابس رثة وقد طال شعر رأسه ولحيته إذ لا يسمح لسجين باستعمال مقص أو موس فسلمت عليه فرد السلام وقال: {إن الله مع الصابرين} ولي أسوة بإمامنا أحمد بن حنبل وظل -رحمه الله- في السجن إلى أن أفرج عنه مع بقية المسجونين الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وذلك بعد استيلائه على مكة سنة 1343هـ.

مؤلفاته:

ألف -رحمه الله- مؤلفات قليلة لأن ظروفه القاسية لم تسمح له بأكثر من هذه المؤلفات وهي:

1-  كتاب فصل المقال وإرشاد الضال في توسل الجهال طبع بمطبعة المنار بمصر عام 1343هـ يقع في 72 صفحة.

2-   مسامرة الضيف بمفاخرة الشتاء والصيف.[طبع في شركة نوابغ الفكر]

3-  كتاب ما لابد منه في أمور الدين على طريقة السلف الصالح ومذهب الإمام أحمد بن حنبل في العقائد طبع في مطبعة التمدن في القاهرة بمصر سنة 1332هـ يقع في 118 صفحة.

4-  مختصر في فقه الإمام أحمد بن حنبل طبع بالمطبعة المنيرية بدمشق سنة 1349هـ يقع في 40 صفحة.

5-  كتاب تحرير الكلام عن سؤال الهندي في صفة الكلام يوجد في مكتبة جامعة الرياض مخطوطا بقلم المؤلف فرغ منه عام 1337هـ.

6-  كتاب التحقيق فيما ينسب لأهل الطريق يوجد في مكتبة جامعة الرياض بقلم المؤلف سنة 1334هـ.

       اعتزل الشيخ أبو بكر خوقير الوظائف بعدما أفرج عنه ولازم المسجد والبيت وقراءة القرآن إلى أن توفي بمكة المكرمة عام 1349 [1930م] رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته حيث جاهد في الله حق جهاده بقلمه ولسانه وأوذي في ذات الله فما ضعف وما استكان والله يحب الصابرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انظر ترجمته في: مشاهير علماء نجد لعبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ:[ص437]، والأعلام (2/70) ومعجم المؤلفين (3/73).


تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;