جهود الشيخ المحدّث صبحي السامرائي (رحمه الله) في مقاومة التشيع بالعراق (1من2)
- asd
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 100 قراءة
فُجع العراقُ خاصةً والعالمُ الإسلامي عامةً في يوم 16 شعبان 1434هـ (25 حزيران 2013) بوفاة محدث العراق ورافع راية السُنة الشيخ صبحي جاسم البدري السامرائي في بيروت وقد دفن بجوار الأستاذ الشيخ زهير الشاويش رحمه الله، بعد أن غادر بلده بغداد، شأنه شأن كثير من نخب أهل السنة والجماعة هربا من طواغيت الشيعة، بعد أن أمضى 80 سنة من عمره (77 سنة ميلادية) خدمةً لحديث المصطفى ودفاعاً عن السنة الغرّاء، ومقاومة التشيع وفضحه وبيان خطره، ولا نُريد أن نَتكلّم عن حياة الشيخ فليس هذا محله، ولكن حسبنا أن نسلط الضوء على موقفه من الشيعة والتشيع وإيران.
هذا الرجل قال عنه العلامة ابن باز عليه الرحمة والرضوان: (هو من بقايا أهل الحديث في العراق) وصدق الشيخ فقد ندر هذا العلم في بلد الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
جاء في مقال (جهود المحدّث حمدي عبد المجيد السَّلفي في مقاومة التشيع في العراق)[1] أنه \"اشتهر رجلان فيه - العراق- بهذا العلم هما: الشيخ صبحي السامرائي والشيخ حمدي عبد المجيد السلفي، وكلاهما يملك من معرفة التشيع ومقاومته الكثير؛ لأنّ أهل الحديث امتداد لأهل السُنة والجماعة، وهم من أعرف الناس بالتشيع\"، لكنّ بُعد الشيخ حمدي عن عاصمة العراق وعيشه بعيدا عن المركز وشخصيته الكردية القوية جعلته يصدع ضد التشيع، أما الشيخ صبحي السامرائي فكانت الضغوط عليه كبيرة من قبل البعثيين وسياسة الحكومات العراقية بالتهادن الفكري مع الفكر المنحرف الشيعي والشعوبي، مما حرمنا من جهود كثيرة للتعريف بالتشيع ومخاطره على المجتمع العراقي، لكن هذه المعارف التي يملكها الشيخ صبحي عن التشيع لم تبقَ طيَّ الكتمان، بل نشرها هنا وهناك في مجالسه ودروسه حتى غدت ثقافةً لدى جميع طلبته ومن يحاضر بهم، ومردُّ هذه الثقافة عدة أمور، منها:
• أن الشيخ صبحي من تلامذة شيخ العراق ومحدثها الشيخ عبدالكريم الصاعقة، وهيبة الشيخ وجلالته وصلابته على الشيعة والمبتدعة معروفة عند جميع البغداديين.
• أن الشيخ كان كثير المجالسة للشيخ كمال الدين الطائي معتمد جمعية الآداب، والشيخ الطائي من المعروفين أنه من أشد المتيقظين لخطر الشيعة وخبثهم، يقول الأستاذ كاظم المشايخي رحمه الله: (تهجّم النائب الشيعي عبدالرزاق الظاهر على مدير الأوقاف العامة وغمز علماء السنة، فثارت ثائرتهم وقدّموا مذكرة احتجاج فأرسل النائب عبدالرزاق الظاهر رسالة إلى الشيخ أمجد الزهاوي (مفتي بغداد) يعتذر ويدعي أنه لم يقصد بكلامه الإساءة إلى أحد كما أنه لم يقصد التهجم على أحد، فقال الشيخ أمجد: لقد اعتذر ولم يَبقَ موجِب للكلام! لكنّ الشيخ كمال الدين الطائي لم يقبل هذا الاعتذار، لعلمه بتقيّة الشيعة)[2].
هذه المعارف عند الشيخ لم تكن من هذين العلمين وحسب، بل إنّ الشيخ تبنى قضية بيان خطر التشيع وإيران والشعوبية، أكثر منهما وساهم عملياً بذلك، فمن يعرف الشيخ عن كثب يعرف جهوده في هذا الميدان منذ الستينات يوم كان الشيخ في بداية عطائه العلمي بعد وفاة الشيخ الصاعقة وتأسيس الدعوة السلفية على يد تلامذة الشيخ عبد الكريم الصاعقة وتلاميذ تلامذته، وكان عند بعضهم رغبة بتأسيس تنظيم سلفي، وآخرون آثروا التوسع الأفقي الدعوي، كان منهم الشيخ صبحي السامرائي، وكان معه الداعية المخضرم عبد الحميد نادر، وكانت الدعوة السلفية في العراق منقسمة إلى قسمين:
الأول: نشاط دعوي منظم غير حزبي عرف باسم جماعة الموحدين. وهؤلاء لم يهتموا كثيرا بالشأن الشيعي والإيراني.
الثاني: نشاط دعوي رفض العمل الجماعي وبقي يعمل بشكل فردي؛ منهم عبد الحميد نادر، والشيخ عدنان الأمين القحطاني، والشيخ نوري أحمد القاسم التميمي، والمحدّث الشيخ صبحي السامرائي، وهم من اهتمَّ بالتشيّع أكثر من غيرهم من السلفيين.
كان الشيخ صبحي مهتماً في مجالسه في جامع الآصفية بالحديث وتدريسه، وفي غيره من المساجد، وكذا في السفر خارج القطر بالبحث عن المخطوطات في مكتبات العالم، علماً بأن الشيخ كان ممن التحق بكلية الشرطة منذ شبابه سنة 1951م إلى إن تقاعد سنة 1977م وهو برتبة عقيد، وقد أخذ دوره تدريجياً في بث علمه، وتميز الشيخ بمعرفته بمعالم بغداد والأنساب، فقد كان عضوا فاعلا في نقابة السادة الأشراف الهاشميين في العراق والعالم الإسلامي، كما أنه تابع مؤلفات الشيعة النادرة في وقتها كالكافي للكليني، ومؤلفات الطوسي وابن بابويه القمي وملا باقر المجلسي وغيرها، مما جعل الشيخَ ومكتبتَه العامرةَ قبلةً للباحثين والدارسين لأحوال الفرق المنحرفة كالشيعة وأضرابهم.
وممن كان يزور الشيخ في منزله: الأستاذ إحسان إلهي ظهير رحمه الله، وقد أخبر الشيخُ بعض تلامذته ممن كان يدرس عنده في بيته قائلاً: تعرف! كان الأستاذ إحسان إلهي ظهير يجلس على موضع جلوسك في الأريكة هذه لساعاتٍ يطالع ما شاء من كتب الشيعة في مكتبتي، وربما باتَ عندي، فآتيه لأوقظه لصلاة الفجر، فإذا هو على هيئته يقرأ ويكتب ويقيد ما يطالعه من كتب القوم، من غير ملل ولا كلل.
لقد كان الشيخ عارفاً بأعلام الشيعة ومثقفيهم، ويرقبهم عن كثب، ويعرف ألاعيبهم وحِيَلهم، وكيف يستعملون التقية في الكذب وتحريف الأماكن والاستحواذ على أموال الناس بالباطل.
فقد عرف الشيخ أنساب هؤلاء وكيف ادّعوا زورا وبهتانا أنهم من أهل البيت، فقد كشف حقيقة نسب محسن الحكيم، بواسطة علاقاته مع ضباط الجنسية العراقية وكان فيهم ضابط من مدينة سامراء فضح له حقيقة هؤلاء وأنهم من عائلة من بلغاريا وأن جدهم عمل بالطب (الحكيم) وأسلموا وتشيعوا في إيران وقدموا للعراق وسُموا بآل الحكيم زورا نسبة إلى عائلة الحكيم الشيعية المعروفة.
كما كان يشير إلى كثير من القبور المفتعلة للشيعة كالخلاني (السفير الثاني للمهدي عند الشيعة) وهو في الحقيقة قبر الإمام شيخ الحنابلة عبد العزيز غلام الخلال الحنبلي (ت: 363هـ) في مقبرة الخلالة (مقبرة الفيل)، وفي الخمسينات أخذه الشيعة[3]. وقد حاول الشيخ كثيراً استردادَ هذا المسجد المغتصَب إلى حاضنته السُّنّية، لكن الموقف الحكومي آنذاك لم يكن مؤيداً لهذا التوجّه.
وكان يشير إلى فساد كثير من القبور المنسوبة إلى علماء الشيعة، وأنها غير صحيحة.
كما كان يشير مرارا إلى قبر تزوره الشيعة افتُعل في نهاية السبيعينات واشتهر في الثمانينات في بغداد الرصافة قرب مستشفى الجملة العصبية يدعى (حمد الله) وكان سَمّاكاً ثم أصبح الشيعة يزورون قبره زرافات وجماعات، والشيخ يحدثنا عن هذا الرجل أنه كان يبيع السمك ولا يصلي، وأن قبره كان مكانا للزناة، ويتعجّب كيف تحول هذا المكان إلى موقع يزوره الشيعة!
ومن ذلك أيضاً تهكّمُه على دعوى أن قبر الكليني مجهول لأنه مات ولم يُعرَفْ مكانُ دفنِه، فكان يقول: كيف يجدون له قبراً وقد دخل بغداد بلباس يشبه لباس العلماء فجلس إليه الناس فرأوا منه سباً وشتماً وقذفاً لأم المؤمنين، فما كان من الحنابلة إلا أن أخرجوه من المسجد ركلاً بالأقدام والأحذية حتى الموت، ثم قذفوه على مزبلة من مزابل نهر دجلة، فكان الشيخ رحمه الله يطلق عليه لقب: \"شهيد النِّعِل!!\" وما أشبه اليوم بالبارحة!
ومما يذكره الشيخ السامرائي عن الشيخ كمال الدين الطائي أن المرجع الشيعي محمد باقر الصدر كان يأتي في شبابه لدعوة السنة للتقريب في مسجد المرادية، وكانوا يطلبون منه - إن كان صادقا- أن يزوجهم أخته متعة، فيرفض ويغادر المحل هاربا، ويقول الشيخ كمال الطائي انظر، كيف أن علماء الشيعة يرضون للعامة من الشيعة ما لا يرضونه على عوائلهم وبناتهم.
____________
المصدر: الألوكة (عن مجلة الراصد).
[1] لعبدالعزيز بن صالح المحمود، الراصد العدد 114.
[2] الشيخ أمجد محمد سعيد الزهاوي عالم العالم الإسلامي /كاظم المشايخي /ص 206 /ط 2 /2003م.
[3] يؤيد هذا أن الدكتور أحمد سوسة في خريطته عن بغداد يكتب قبر الخلال، وليس الخلاني، وكذا المؤرخ الدكتور مصطفى جواد، وغيرهما من الخططيين والمؤرخين.
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق