أبو شعيب الدكالي
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 115 قراءة
أزال بمعوله أوهام الجهلة والمشركين
الشيخ أبو شعيب بن عبدالرحمن الدكالي، محدث مغربي, من آخر حفاظ المغرب ومحدثيه. (ولد عام 1295هـ - وتوفي 1356هـ).
تولى بعض الوظائف الدينية، كالخطابة في الحرم المكي، والإفتاء في المذاهب الأربعة، وألقى دروسا بالأزهر بمصر وبجامع الزيتونة بتونس.
تتلمذ على يديه جيل من العلماء والمفكرين المغاربة الذين أسهموا في بناء المغرب الحديث.
محاربته للخرافة والأوهام
قال عبدالله الجراري: والشيخ الدكالي رحمة الله عليه عمد إلى شجرة كانت بباب لبيبة جوار ضريح سيدي المنكود المجاور للسور الأندلسيّ، وقطعها إذ كان النساء يعقدن بها تمائم وحروزاً وشعوراً وخرقاً كتبرك رجاء دفع ما كان يجول في خواطرهن من هواجس وأوهام سببها الجهل، ولا غرابة، ما دام الشيخ من رواد السلفيّة الصادقة ومحاربة كل ما يمت بصلة إلى الخرف والشعوذة، تنقية للأفكار وتطهيرها من آثار الخرافات والوثنية.
وذكر علال الفاسي مدى تأثر المغرب بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والعقيدة السنية والدعوات الإصلاحية، ثم قال: ولكن هذا كله لم يكن له من الأثر ما أحدثه رجوع المصلح الكبير الشيخ أبي شعيب الدكالي، فقد عاد وكله رغبة في الدعوة لهذه العقيدة والعمل على نشرها، والتف من حوله جماعة من الشباب النابغ يوزعون الكتب التي يطبعها السلفيون بمصر، ويطوفون معه لقطع الأشجار المتبرك بها والأحجار المعتقد فيها.
وقال عبدالكبير الزمراني: أما من الناحية التفكيرية فقد رجع شعيب مزودا بعقيدة سلفية مؤيدة بالمعقول والمنقول، وكان عمله برهاناً، وكان يقيم البراهين ليحق ما هو حق ويبطل ما هو باطل، وكان مما أوتيه من مواهب كالجيش وحده، شنّ الغارة على كثير من البدع والخرافات فهزمها، وغزا كثيراً من الأرواح والنفوس فقوّمها، وكان يداً من نور تقلع الخيالات، وتغرس الحقائق، وتمحو الأساطير، وتثبت الحق المبين، وتحصد الشك والوهم، وتبذر الجزم واليقين، وكانت له بجانب هذه المزايا صرامة حادة في الحق، كانت له بمنزلة المنفذ لما يصدر من أحكام الشرع، وقد وقف مواقف كثيرة دلت على ما له من صرامة وإقدام، ولن ننسى قضية الصخرة ذات الشكل الهندسيّ التي افتَتن بها النساء بمراكش، وكنّ يقربن لها القرابين، ويقدمن لها النذور ويقمن لها موسماً سنوياً، إلى أن سمع بخبرها الشيخ رحمه الله، فلم يتردد في تغيير هذه البدعة والقيام بنفسه على إزالتها، ومن الغريب أنه كلما دعا عاملاً لكسرها امتنع من ذلك؛ لما علق بذهنه من الأوهام حولها، إذ ذاك رأى نفسه مضطرا لكسرها بيده، وفعلاً أخذ الفأس وكسرها ثم وزّع أشلاءها خارج البلد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موسوعة مواقف السلف لمحمد عبد الرحمن المغراوي (ج9)
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق