logo

معنى مقاصد الشريعة وفوائد معرفتها

معنى مقاصد الشريعة وفوائد معرفتها

  • أبو الحسن هشام المحجوبي ووديع الراضي
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 50 قراءة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد:

المقاصد: جمع مقصد، وهو في اللغة: المراد.

وأما في الشرع، فهي الغايات التي وُضعت الشريعةُ لتحقيقها، وتنقسم إلى مقاصد عامة ومقاصد خاصة:

المقاصد العامة خمسة؛ وهي:

أولاً: حفظ الدين: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة - رضي الله عنها -: ((لولا أن قومَك حديثو عهدٍ بإسلام، لهدمتُ الكعبة وبَنَيتُها على قواعد إبراهيم))، ومحل الشاهد أنه - صلى الله عليه وسلم - ترك هدمَ الكعبة لمقصدِ حفظ الدين.

ثانيًا: حفظ النفس: قال - سبحانه وتعالى -: ?وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا? [النساء: 29]، فكل سبب يؤدِّي إلى قتل النفس - بشكل مباشر أو غير مباشر - مُحرَّم في شرع الله.

ثالثًا: حفظ العقل: قال – سبحانه -: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ? [المائدة: 90]، ومحل الشاهد أنه - سبحانه وتعالى - حرَّم الخمر؛ لأنها تُلحِق الضررَ الجسيم بالعقل البشري.

رابعًا: حفظ المال: قال - سبحانه وتعالى -: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ..? [النساء: 29]، ومحل الشاهد أنه - سبحانه وتعالى - حرَّم المعاملات التي تُضيِّع المال وتفسده على أهله الذين يستحقونه؛ كالربا، والرشوة.

خامسًا: حفظ النسل: قال - سبحانه وتعالى -: ?وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا? [الإسراء: 32]، ومحل الشاهد أنه - سبحانه وتعالى - حرَّم فاحشة الزنا؛ لأنها تُضيِّع النسل والنسب، واستقرار المجتمعات.

وأما المقاصد الخاصة:

فهي الغاية التي شُرِّع من أجلها الحكم الجزئي، فمثلاً حكم الزواج شُرِّع في الدين لاستمرار الحياة البشرية، وحفظ استقرار الإنسان المادي والمعنوي.

وتُقسم المقاصد عموما إلى مصالح ضرورية ومصالح حاجية ومصالح تحسينية.

المصالح الضرورية هي التي إن فاتت فسدت دنيا الإنسان أو آخرته كمصلحة الزواج وإقام الصلاة ومنع السرقة.

وأما الحاجيات فهي المصالح التي إن فاتت أصاب الإنسانَ الحرجُ والمشقة كالتيمم عند وجود العذر وقوانين السير وغير ذلك.

وأما التحسينات فهي المصالح التي تُكمل حياة الإنسان أو آخرته كأداء النوافل واستعمال العطور.

وقد أمر الشرع باعتبار هذه المقاصد وحث على تحقيقها، قال سبحانه: ?إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ? [النحل: 90]، وقال أيضا: ?وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان? [المائدة: 2]، وقال أيضا: ?يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ? [البقرة: 185]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((يسّروا ولا تعسّروا وبشروا ولا تُنفّروا)). وقد أجمع علماء الأمة على أن الشريعة مبنية على جلب المصالح ودرء المفاسد.

وعند تعارض المصالح، فالقاعدة تقديم حفظ الدين على النفس والعقل والنسل والمال، وحفظ النفس يُقدّم على العقل والنسل والمال، وحفظ العقل يُقدم على النسل والمال، وحفظ النسل يُقدّم على المال. وكذلك تُقدّم الضروريات على الحاجيات والتحسينات، وتُقدّم الحاجيات على التحسينات.

وأما فوائد معرفة مقاصد الشريعة، فهي كثيرة نذكر بعضها باختصار شديد:

الفائدة الأولى: الفَهم الصحيح للشريعة.

الفائدة الثانية: تعميق فهم كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم.

الفائدة الثالثة: الوصول إلى الحكم الشرعي في النوازل التي لم يُنصَّ عليها في الشرع.

الفائدة الرابعة: التيسير على الناس في دينهم ودنياهم؛ قال الله - سبحانه وتعالى -: ?يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ? [البقرة: 185[.

وصلَّى الله وبارك على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

_____________

(*) شبكة الألوكة.

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;