logo

مظاهر التوحيد في الحج (1)

مظاهر التوحيد في الحج (1)

  • الشيخ محمد صالح المنجد
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 48 قراءة

مظاهر التوحيد في الحج (1)

الشيخ محمد صالح المنجد

لقد خلقنا ربنا لعبادته، وبين لنا الغاية من خلقنا، فقال لنا خالقنا: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} سورة الذاريات 65. ومن هنا ندرك في كل حركة، وسكنة، أنه ينبغي أن نعبد الله عز وجل، وأن تكون عبادتنا له خالصة، {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} سورة النحل 123. نتذكر دائماً أمرين: العبادة لله والإخلاص فيها، {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} سورة الزمر 11. فالذي لا يعبد الله شقيّ، والذي يعبد ويشرك في العبادة شقيّ آخر، {إنه مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} سورة المائدة آية 72.

وفي عشر ذي الحجة تتجلى لنا هذه العبادة العظيمة في هذه الأنواع من التعبدات لله عز وجل، يتجلى لنا فيها التوحيد، ومنها هذا التهليل، والتحميد، والتكبير، الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام، فأكثروا فيهن من التهليل، والتكبير، والتحميد)1، فالتهليل: لا إله إلا الله بها يدخل الكافر الإسلام، مفتاح الجنة، {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} سورة محمد19. {اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} سورة آل عمران 2. {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ} سورة آل عمران 18. وهي أعظم ذكر يقوله الحاج في عرفة مع التلبية التي هي توحيد أيضاً (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)2. وهذا الحديث عام لأهل عرفة من الحجاج ولغيرهم من إخوانهم في البلدان، فإنهم يهللون كثيراً في هذا اليوم، يطلبون من الله ويخلطون الطلب بهذا التهليل: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)3. هذا ما ينبغي أن نفعله غداً في عرفة من الإكثار من هذا الذكر مع دعاء الله تعالى، والتحميد توحيد أيضاً، الحمد لله اعتراف بالفضل والإنعام له عز وجل، {وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ} سورة الأعراف43.  فهو دعوة أهل الجنة، وهو الذي أثنى فيه المؤمنون على ربهم لما نجاهم، فقال ربنا لنوح ومن معه: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} سورة المؤمنون 28. وهو تحية أهل الجنة، {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} سورة يونس10. وكذلك إذا دخلوها يقولون : {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء} سورة الزمر 74.

 أفضل الذكر والتكبير في أيام عشر ذي الحجة

أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله، وهذا التكبير الذي نملأ به عشرنا من التوحيد أيضاً، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيراً.

وربنا عز وجل قد ذكر لنا أنه يشرف الذاكرين ويرفع مقدارهم عنده، فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْسورة البقرة 152.(ومن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)4.

(ما عمل أدمي عملاً قط أنجى له من عذاب الله عز وجل من ذكر الله)5، {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} سورة الأحزاب 35.

 

هذا التكبير في عشرنا له شأن عظيم، فهو تكبير مطلق طيلة هذه العشر في كل مكان، في المحلات، والأسواق، في المكاتب، في الشركات، والمؤسسات، في الشوراع، والطرقات، في المعاهد، والكليات، وكذلك في المساجد، والبيوت، هذا التكبير المطلق يمتد إلى آخر أيام التشريق، والإكثار من التكبير شعار الأيام المعلومات والمعدودات، المعلومات عشر ذي الحجة الأوائل، والمعدودات أيام التشريق بعدهن، {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ سورة الحـج} 27. وكذلك أمر ربنا في الأيام المعدودات.

وأما التكبير المقيد الذي يبدأ للحاج من ظهر يوم النحر إلى آخر أيام التشريق صلاة العصر ليوم الثالث عشر من ذي الحجة، كانت منى ترتج تكبيراً، ولأهل البلدان يبدأ التكبير المقيد من بعد صلاة الفجر من يوم غد عرفة، ويمتد إلى عصر يوم الثالث عشر من ذي الحجة، فهي آخر صلاة يكبر بعدها المسلمون التكبير المقيد، بعد قولهم: أستغفر الله، اللهم أنت السلام... يشرعون بالتكبير مباشرة، فيشترك أهل البلدان مع الحجاج في التكبير المقيد من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة العصر يوم الثالث عشر

ويزيد أهل البلدان من فجر يوم عرفة إلى الفجر الآخر في يوم العاشر تكبيراً مقيداً، كل ذلك توحيداً لله، وتعظيماً له، وهذه التلبية التي يقولها الحجاج أيضاً توحيداً لله، (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك)6 . رداً على تلبية المشركين: لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك، وهذا تناقض فاضح صارخ يدل على أنه لا عقل للقوم، ومن خلال التلبية يعلن المسلمون الطاعة المطلقة لله، وأصله من الفعل (لبى)، وعلى الأصل أن تكون (لبك) هي من المؤمن لربه، ولكنها جاءت بلفظ التثنية، (لبيك) وسعديك، فلماذا صارت التثنية هنا؟ التثنية تكرير بلا حصر، أي: لبيك إجابة بعد إجابة، وطاعة بعد طاعة، وعزماً على عبادتك بعد عزم، لبيك، كقوله:ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِسورة الملك 4. المقصود: التكرار بلا حصر، فاختصروا بالتثنية تعداد ذكر الاسم تعداداً مشيراً إلى التكثير، والمقصود: لبيك مراراً وتكراراً، فهذه التلبية تدل على التوحيد والإخلاص، ليستشعر العبد معناها، (ما من مسلم يلبي إلا لبى من عن يمينه، أو عن شماله من حجر، أو شجر، أو مدر، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا)7. وكذلك فإننا نجد في الأذكار في الأسفار توحيداً عظيماً، وأيضاً ما يفعله الحجاج عند الطواف والسعي وعرفة والرمي والنحر.

 أحكام الذبائح

وكذلك ما يذبح لله عز وجل من الهدايا والضحايا، ارتباط الذبح بالتوحيد ارتباط عظيم، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ سورة الكوثر 2.أي: وانحر لربك أيضاً.

لقد كانت عبادة الذبح وتقديم القرابين في الجاهلية للأصنام موجودة في الديانات الأخرى شركاً مع الله، وكان للمشركين نصب، كما قال ربنا في بيان المحرمات من الذبائح: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} سورة المائدة 3.

والنصب حجارة منصوبة كانوا يعبدونها من دون الله ويذبحون عندها، وهكذا الهندوس الذين يقولون بتعدد الآلهة، ويعبدون الطبيعة، آلهة الطبيعة كالماء، والهواء، والأنهار، والجبال، يتقربون لآلهتهم بالعبادة، والقرابين، وكذلك الكنفشيون في الصين دياناتهم فيها عبادة إله السماء، وعبادة أرواح الآباء، والأجداد، ويقدمون لها الذبائح والقرابين، وكانت العرب في الجاهلية إذا ذبحت، أو نحرت للصنم صاحوا باسم الصنم عند الذبح فقالوا: باسم اللات، باسم العزى، ونحو ذلك، فكان نداء المعبودات عند الذبح عادة عند اليونان كما ذكر هميروس في إلياذتهم.

كان لقريش أصنام كإساف، ونائلة، واحد ملتصق بالكعبة، والآخر في موضع زمزم، ينحرون ويذبحون عندها، والله تعالى قال لنا في المحرمات: {وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ} سورة المائدة 3. وقال ربنا: {فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} سورة الأحقاف 28. وكذلك قال عن كفرة أهل الكتاب: {الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} سورة آل عمران 183.

 القربان كان في شرائع من قبلنا لله عز وجل وهو في شريعتنا كذلك، القربان معروف من شريعة آدم عليه السلام، وفي قصة ابنيه : {إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ} سورة المائدة 27. إذن الذبح لله كان في كل شريعة سماوية أنزلها الله، كان عبادة معروفة، عبادة قديمة جداً في البشر، معنى ذلك أن لهذا أي: الذبح لله مكانة خاصة عند الله، فما من شريعة أنزلها ربنا، ولا رسول بعثه إلا وفي دين ذلك الرسول ذبح لله، والله عز وجل قد أخبرنا بهذا، أنه ما أرسل رسولاً، ولا أنزل شرعاً لأمة إلا جعل لهم منسكاً هم ناسكوه ليذكروه اسم الله عليه، ولذلك ينبغي أن يكون للأضحية والهدي، وهذه القرابين الشرعية لله التي يتقرب بها وقع خاص في نفوسنا، وعناية خاصة؛ لأنها توحيد من نوع خاص، فيه إنهار الدم على اسم الله، لماذا ؟ ليس المقصود الدماء، {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ} سورة الحـج 37. وهو الذي أخبرنا في كتابه أنه شرع لنا النسك لنذكر الله ونكبره على ما أنعم علينا به من بهيمة الأنعام، فهو شكر نعمة، الذبح على اسم الله شكر نعمة، هذه الأضحية التي تذبحها أنت يا عبد الله شكر نعمة، بهيمة الأنعام طعام البشر، طعام عظيم كم من الإبل والبقر والغنم في العالم؟ أكثر لحوم العالم التي يغتذي منها الناس من بهيمة الأنعام، ولا مقارنة بين نسبة هذه اللحوم إلى اللحوم الأخرى،كالأرانب والغزلان ونحوها من الحيوانات من بهيمة الأنعام، غير الطير الذي أنعم الله به، أما هذه الحيوانات فإن بهيمة الأنعام هذه الأنواع الثلاثة هو أكثر ما يتغذى عليه البشر من لحوم الحيوان توحيد لله، ولذلك كان المخالف ملعوناً، (لعن الله من ذبح لغير الله)8.

ويقول أبو عثمان النهدي: دخلت على ابن مسعود - رضي الله عنه - وهو في بيت مال الكوفة فسمعته يقول: \"لا يبلغ بعبد كفراً ولا شركاً حتى يذبح لغير الله أو يصلي لغيره \". وقال ربنا: {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} سورة الأنعام121. فإذن هذا دين التوحيد فيه صلاة لله وذبح لله، كما قال ربنا: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي} سورة الأنعام 162. يعني: ذبحي، نسك نسيكة ذبح ذبيحة، {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} سورة الأنعام162. ومن هنا نعلم لماذا اهتم العلماء بأحكام الهدايا والضحايا اهتماماً عظيماً، فجعلوا لها أبواباً في كتب الفقه كبيرة، واهتموا بمسائلها وتفريعاتها وأحكامها بل أفردت لها المصنفات، في أحكام الذبح والذكاة، وأحكام الأضحية والهدي، وغيرها من القرابين كالعقيقة والنقيعة وكذلك ذبائح الفدية والكفارة ونحوها.

 فضل صيام يوم عرفة

إن صيام يوم عرفة توحيد لله أيضاً، فإن الصيام إمساك عن الطعام والشراب لله رب العالمين، وإن أجره عظيم (أحتسب على الله أن يكفِّر السَّنة التي قبله والسنة التي بعده)9.  فيوم واحد صيامه يكفِّر سنتين، يوم واحد تمتنع عن الطعام والشراب في نصفه - الآن مع اعتدال الجو-  فيه توحيد لله رب العالمين يكفر الله لك به ذنوب سنة ماضية وسنة آتية، وكذلك فإن هذه الذنوب عند أكثر أهل العلم المقصود منها الصغائر التي يقع عليها التكفير، فينبغي للعبد أن يتذكر الكبائر بتوبة خاصة، وإذا كُفِّرت صغائره بأسباب أخرى يرجى تخفيف الكبائر، فإن لم يكن عليه كبائر رفع بها درجات كما قال أهل العلم، لكن من الذي منا يخلو من الصغائر بل الكبائر؟ ولذلك نحن بأمس الحاجة إلى المكفرات فإن ذنوبنا الكثيرة تحتاج إلى ما يمحوها، وإن سيئاتنا المتوالية تحتاج إلى ما يكفرها.

هذا اليوم العظيم إذا وافق يوم السبت، لا يضر إفراده بالصوم، فإن النهي عن صيام يوم السبت لم يثبت، فقال بعض أهل العلم: شاذ منكر؛ لمخالفته للأحاديث الصحيحة الأخرى ؛ كسؤاله - عليه الصلاة والسلام - لأم المؤمنين لما أرادت أن تصوم الجمعة: (أصمت أمس؟)،قالت: لا، قال:(تريدين أن تصومي غدا) قالت: لا، قال:(فأفطري)10. ومعلوم أن بعد الجمعة السبت، ومن صحح الحديث من العلماء قال: \"بأن يوم السبت إذا وافق صوماً فاضلاً كعرفة وعاشوراء فلا يدخل في الحديث \" يعني في النهي؛ لأن مقصود الصائم عرفة وليس السبت، ومنهم من قال: \"إذا وافق عادة له أيضاً فلا يدخل في النهي، كمن يصوم يوماً ويفطر يوماً\" ومعلوم أن هذا أفضل الصيام وهو صيام داود، فلو وافق فطره مثلاً يوم الأربعاء وصام الخميس وأفطر الجمعة فإنه سيصوم السبت ويفطر الأحد، وهكذا ترى أن صوم السبت داخل في صوم داود لمن وافق هذه العادة من صيامه يوم السبت فلا حرج فيه، ومنهم من قال: \"لا يفرد، فيضاف إليه ما قبله أو ما بعده \"، ومعلوم في عيد الأضحى عموماً أنه لا يمكن أن يصوم بعده إذا وافق عرفه يوم السبت؛ فإن الأحد عيد وصيام العيد حرام، وكذلك أيام التشريق لا يجوز صومها؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل)11.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 - رواه أحمد5444.

2 - رواه الترمذي 3585.

3 - رواه الترمذي 3585.

4 - رواه ابن حبان 328.

5 - رواه أحمد22079.

6 - رواه البخاري 1549 .

7 - رواه الترمذي 828 .

8 - رواه مسلم 1978.

9 - رواه مسلم 1162.

10 - رواه البخاري1986.

11 - رواه مسلم 1141.

 


 

 

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;