الإمام العلامة الحسن بن علي بن خلف البربهاري
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 99 قراءة
شيخ الحنابلة القدوة
هو شيخ الحنابلة في وقته، ومتقدمها في الإنكار على أهل البدع والمباينة لهم، وكان له صيت عند السلطان، وقدم عند الأصحاب وكان أحد الأئمة العارفين، والحفاظ للأصول المتقين والثقات المؤمنين.
نسبه :
هو الإمام العلامة أبومحمد الحسن بن علي بن خلف البَرْبَهَاريّ، وهذه النسبة إلى بربهارى، وهي الأدوية التي تجلب من الهند.
موطنه ونشأته :
ولد (233 هـ -847م)، ويرى بعض الباحثين أن البربهاري بغدادي المولد والنشأة، نشا وسط بيئة علمية جيدة، فقد صحب جماعة من أصحاب الإمام أحمد منهم الإمام أحمد بن محمد أبو بكر المَرُّوذِيّ صاحب الإمام أحمد وأحد نجباء تلاميذه، وصحب أيضًا سهل بن عبد الله التستري.
من تلاميذه :
1/ الإمام أبوعبدالله بن عبيدالله بن محمد العكبري الشهير بابن بطة.
2/ الإمام محمد بن أحمد بن إسماعيل البغدادي أبو الحسين بن سمعون.
3/أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة أبوبكر.
مصنفاته:
شرح كتاب السنة.
إنكاره على أهل البدع:
أكبر وأجل صفة أشتهر بها الإمام البربهاري هي الإنكار الشديد على أهل البدع، ولقد كان عصره عصرًا تموج فيه الأهواء والضلالات وتذهب بالناس مذاهب شتى، فكان أبو الحسن من حاملي لواء السنة وقمع البدعة.
ومما يروى في ذلك، ونقله الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء، أنه لما دخل أبو الحسن الأشعري إلى بغداد وجاء إلى البربهاري فجعل يقول: رددت على الجبائي، وعلى أبي هاشم، ونقضت عليهم وعلى اليهود والنصارى والمجوس، وقلت لهم وقالوا، وأكثر الكلام في ذلك فلما سكت؛ قال البربهري: ما أدري مما قلت قليلاً ولا كثيرًا، ولا نعرف إلا ما قاله أبو عبد الله أحمد بن حنبل، فخرج الأشعري من عنده وصنف كتاب \"الإبانة\" فلم يقبله منه، ولم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها.
من أقواله في كشف حال أهل البدع:
قال البربهاري: \"احذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغار البدع تعود كبارًا، فالكلام في الرب - عز وجل - محدث وبدعة وضلالة، فلا نتكلم فيه إلا بما وصف به نفسه، ولا نقول في صفاته: لم؟ ولا كيف؟ والقرآن كلام الله، وتنزيله ونوره ليس مخلوقًا، والمراء فيه كفر\".
وقال أيضًا: \"مثل أصحاب البدع مثل العقارب يدفنون رؤوسهم وأيديهم في التراب ويخرجون أذنابهم فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما أرادوا\".
الابتلاء والمحنة:
امتحن البربهاري كما أمتحن الصالحون من قبله، قد كانت المبتدعة تغيض قبل السلطان عليه، ففي سنة أحدى وعشرين وثلاثمائة في خلافة القاهر ووزيره ابن مقلة تقدم بالقبض على البربهاري فاستتر، وقبض على جماعة من كبار أصحابه وحملوا إلى البصرة، فعاقب الله ابن مقلة على فعله ذلك بأن أسخط الله عليه القاهر بالله، وهرب ابن مقلة وعزله القاهر عن وزارته وطرح في داره النار، فقبض على القاهر بالله سنة 322 هـ وحبس.
ثم جاء الخليفة الراضي فلم تزل الممتدعة توحش قلب الراضي حتى نودي في بغداد أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان، فاستتروا وكان ينزل بالجانب الغربي بباب محول، فانتقل إلى الجانب الشرقي مستترًا، وتوفي في الاستتار في رجب سنة 329 هـ وله ست وتسعون سنة. وقيل : بل عاش سبعًا وسبعين سنة.
زهده وورعه:
اشتهر البربهاري بالزهد في متاع الدنيا، زهد الذي يملك الدنيا ولكن يضعها في كفه، أما حب الله ورسوله وإعلاء الحق ففي قلبه.
وذكر المترجمون له أنه رحمه الله تنزه من ميراث أبيه عن سبعين ألف درهم.
من أقوال العلماء فيه :
ذكره الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء فقال: \"البربهاري شيخ الحنابلة القدوة الامام، أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري الفقيه. كان قوالًا بالحق، داعية إلى الأثر، لا يخاف في الله لومة لائم\".
قال أبوعبدالله الفقيه - رحمه الله -:\"إذا رأيت البغدادي يحب أبا الحسن بن بشار وأبا محمد البربهاري؛ فاعلم أنه صاحب سنة\".
وقال عنه ابن أبي يعلى - رحمه الله -: \"شيخ الطائفة في وقته، ومتقدمها في الإنكار على أهل البدع، والمباينة لهم باليد واللسان، وكان له صيت عند السلطان وقدم عند الأصحاب، وكان أحد الأئمة العارفين والحفاظ للأصول المتقنين والثقات المؤمنين\".
قال عنه ابن كثير - رحمه الله -: \"العالم الزاهد، الفقيه الحنبلي، الواعظ...وكان شديدًا على أهل البدع والمعاصي، وكان كبير القدر تعظمه الخاصة والعامة\".
وفاته :
توفي رحمه الله في رجب سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وقد روى ابن أبي يعلى في الطبقات (2/45) حادثة عجيبة وقعت عند وفاة إمام السنة الحسن البربهاري - رحمه الله - قال: حدثني محمد بن الحسن المقرئ قال: حكى لي جدي وجدتي:
\"لم تزل المبتدعة ينقلون قلب الراضي على أبو محمد البربهاري، فتقدم الخليفة إلى صاحب الشرطة بالنداء في بغداد أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان، فاستتر البربهاري، وظل ينتقل من محلة إلى محلة، وأصابه جهد عظيم، ثم توفي في الباب الشرقي من درب السلسلة عند أختٍ له، فقالت لخادمها: انظر من يغسَله، فغسله وحده، وقام يصلي عليه وحده خوفًا من أن يعلم أحد فيمثل بجسده لشدة الطلب عليه، فما لبث أن امتلأت الدار برجال عليهم لباس خضر وبيض صلوا على البربهاري وأخته تنظر، فلما سلم اختفوا، فقال الخادم: رأيت ما رأيت يا ستي؟ قالت: نعم. فادفنوه في بيتي، فإذا مت فادفنوني بقربه، فماتت بعد زمان، ودفنت إلى جنبه، رحمهم الله جميعًا\".
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق