الشيخ حافظ بن أحمد بن علي بن أحمد الحَكَمِيّ
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 91 قراءة
هو الشيخ حافظ بن أحمد الحَكَمِيّ، أحد علماء أهل السنة والجماعة، وأحد أعلام شِبه الجزيرة العربية، اشتُهر بقوة حفظه وذكائه، هيأ الله - عز وجل - له مَنْ غَرَسَ في قلبه العلمَ النافع والعقيدة الصحيحة عقيدةَ أهل السنة والجماعة، فصار عالمًا بارزًا يُقتَدَى به. وصَنَّفَ المصنفات النافعة في العقيدة، وفي الحديث وعلومه، والفقه وأصوله، وله في كل فن باع طويل.
اسمه ونسبه :
هو حافظ بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن مين بن علي بن مهدي بن أبي بكر الحَكَمِيّ، نِسبة إلى الحَكَم بن سعد العُشَيْرَة من مَذْحِج أشهر وأعظم قبيلة من شَعب كَهْلَان بن سَبَأ بن يَعْرُب بن قَحطان.
ولادته ونشأته :
ولد - رحمه الله - بقرية \"السلام\" عام 1342هـ التابعة لمدينة \"المضايا\" بجنوب منطقة \"جازان\" جنوب المملكة العربية السعودية، ورحل به أبوه مع إخوانه إلى قرية \"جاضعبني شبيل\" التابعة لصامطة.
وقد نشأ - رحمه الله - في أسرة صالحة مشهورة بالصلاح والخير، فقرأ القرآن بمدرسة أهلية ثم على أخيه الأكبر محمد بن أحمد الحكمي، وتعلم الكتابة على المصاحف فكان خطه جيدًا، وأكمل حفظ القرآن وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة.
طلبه للعلم:
لما سمع بالشيخ عبد الله القرعاوي يدرّس في صامطة عام 1359هـ كتب له رسالة مع أخيه محمد بن أحمد الحكمي يطلب منه كتابًا في التوحيد، وعندما استلم الشيخ عبد الله الرسالة توسم في صاحبها الذكاء لما فيها من حُسن التعبير وجَودة الخط. فأخذها الشيخ حالاً وتوجه إلى قرية \"الجاضع\" وبرفقته بعض الإخوان من الطلبة، ووصلوا إلى بيت شيخ القرية الشيخ مديش بن علي بجوي، فحضر حافظ ،وتفاهم معه الشيخ عبد الله، وطلب منه الحضور إلى صامطة لطلب العلم، فلبَّى حافظُ ذلك الطلب.
وفي أول شهر المحرم عام 1360هـ تفرغ لطلب العلم، ومكث بالمدرسة لتحصيله، واستمر في الطلب ليل نهار حتى عام 1362هـ وقد تفوق في العلم في كثير من الفنون في أيام قصيرة، ولا يصدق ذلك إلا من زامله بالمدرسة، فقد كان آية في الحفظ والذكاء.
وفي هذا العام كلَّفه الشيخ بتأليف نبذة في علم التوحيد. فكتب حسب طلب شيخه منظومة في علم التوحيد كانت سببًا في معرفة علماء نجد وغيرهم به هي (سُلَّمُ الوُصُول إلى علم الأصول) (أي أصول الدين، وهو الاعتقاد)، وهكذا استمر في طلب العلم والتدريس معًا، ولم يَدرس العلم على أحدٍ سوى الشيخ عبد الله القرعاوي بصامطة، ولم يسافر إلى بلدٍ لطلب العلم سوى مدينة \"صامطة\"، إلا أنه لما طلبه الشيخ عبد الله إلى مكة وزوَّجه ابنته عام 1367هـ كان يقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي بالحرم مدة إقامته بمكة - رحمهم الله -.
مؤلفاتــه :
كان الشيخ حافظ عالمًا بارعًا في جلّ العلوم، وقد صنّف فيها نثرًا ونظمًا، وله مؤلفات عديدة في التوحيد، والحديث، ومصطلح الحديث، والفقه وأصوله، والفرائض، والتاريخ، والسيرة النبوية، والنصائح، والوصايا، والآداب العلمية، ومن هذه المؤلفات المطبوع وغير المطبوع ما يلي:
· سُلَّمُ الوُصول إلى علم الأصول (في توحيد الله، واتباع الرسول).
· معارج القَبول شرح سُلَّم الوصول.
· المنظومة الميمية في الوصايا العلمية.
· نَيْل السُّوْل في تاريخ الأمم وسيرة الرسول .
· وسيلة الحصول إلى مهمات الأصول، في أصول الفقه.
· السُّبُل السَّوِيَّة في فقه السنن المَرويَّة، في الفقه.
· أَعلام السُّنَّة المَنْشُورَة باعتقاد الطائفة الناجية المنصورة (سؤال وجواب في التوحيد).
· الجوهرة الفَرِيدَة في تحقيق العقيدة.
· النور الفائض من شمس الوحي (في علم الفرائض).
· دليل أرباب الفلاح في تحقيق فن الاصطلاح (في المصطلح).
· اللؤلؤ المَكنون في أحوال الأسانيد والمتون (في المصطلح).
· اللامية في الناسخ والمنسوخ (في أصول الفقه).
· نصيحة الإخوان عن تعاطي القات والشمة والدُّخَان.
· مقررات في أصول الفقه (لم تطبع).
· مقررات في السيرة النبوية (لم تطبع).
· مقررات في النحو والصرف (لم تطبع).
· مقررات في أدب السلوك (لم تطبع).
· خطب منبرية في الجُمَع والأعياد (لم تطبع).
· الأحاديث الثلاثية من البخاري (لم تطبع).
· منظومة في العزوف عن الدنيا.
· مفتاح دار السلام بتحقيق شهادَتي الإسلام (لم تطبع).
· شرح الورقات لإمام الحرمين الجويني (في أصول الفقه، لم تطبع).
· شرح بعض العوامل (في النحو).
مناصبه:
عيَّنه الشيخ القرعاوي في سنة 1363هـ مديرًا لمدرسة \"صامطة السلفية\"، كما كلفه بالإشراف على مدارس القُرى المجاورة، ثم توسع الشيخ القرعاوي في تأسيس المدارس في منطقتي عسير وتِهامة، وفي سائر المدارس التي أسسها الشيخ القرعاوي كان يُنيب عنه الشيخ حافظ الحَكَمِيّ للإشراف على العملية التعليمية، وعلى تطوير تلك المدارس.
وفي سنة 1374هـ افتتح معهدًا علميًّا بمدينة صامطة يتبع \"الإدارة العامة للكليات والمعاهد العلمية\" حينها (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حاليًّا)، وأسندت إدارته للشيخ حافظ، بالإضافة لتوليه التدريس بالمعهد.
زهده وورعه :
كان - رحمه الله - زاهدًا في الدنيا، عازفًا عنها، همه طلب العلم، وتعليمه، وبيانه للناس قولًا وعملًا، ومن زهده أنه لم يشغل نفسه بالدنيا ولا بحطامها ولا بجمع المال منها.
وقد هيأ الله له شيخه الشيخ عبد الله القرعاوي فكان قائمًا بشؤونه إلى أن تعين بالمعهد عام 1374هـ، ثم تحصل على راتب مائة وخمسين ريالًا كان ينفقها على الطلاب، ولما تعين مديرًا للمعهد كان يصرف راتبه على أهله وعلى الطلاب والفقراء، بل كان لبعض الفقراء مقرر أسبوعيٌّ يأخذه من الشيخ كل أسبوع.
وفاته:
في عام 1373هـ حج مع الشيخ عبد الله القرعاوي وجملة من الإخوان فأصابته ضربة الشمس، وعلى إثرها مرض، وتوفى يوم السبت الموافق 18/12/1377هـ الساعة الثالثة والنصف، بعد أن قضى مناسك الحج لهذا العام رحمه الله.
وقد رثاه بعض تلاميذه رثاء حارًّا يعكس مدى الفاجعة التي أصابتهم بموته، فمن ذلك قصيدة للشيخ الدكتور زاهر بن عواض الألمعي، يقول في أولها:
رحم الله شيخنا رحملة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، ونفعنا بعلمه
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق