الشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 100 قراءة
المولد والنشأة:
ينتمي الشيخ إلى أسرة آل عبدالكريم، وهي من الأسر المشهورة في حرمة التابعة لمحافظة المجمعة، وهذه الأسرة من \"المعامرة\" من بني سعد من بني تميم.
ولد في الرياض في عام 1387هـ، ونشأ في رعاية أبويه، وبيتهم بيت ديانة وصلاح، ولقد كان الشيخ منذ صغره ذكيًّا حازمًا مجدًّا مجتهدًا.
طلب العلم:
حفظ القرآن، وبدأ في طلب العلم في الثالثة عشرة من عمره، ولاحظ مشايخه عليه علامات النبوغ والتميز فأوْلَوْه مزيد عناية واهتمام.
وقد تتلمذ الشيخ على يد عدد من علماء هذه البلاد المباركة منهم:
· الإمام العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (ت 1420هـ) - رحمه الله - لازمه زمنا، وحضر العديد من دروسه خصوصًا في شرح \"بلوغ المرام\" لابن حجر، و\"تفسير ابن كثير\".
· الشيخ الفقيه الأصولي محمد بن صالح بن عثيمين (ت 1421هـ) - رحمه الله - وقد رحل إليه الشيخ عبدالسلام وأخذ عنه ما بين سنتي 1401 - 1403هـ في فترة إجازات المدارس النظامية، كما لازمه حينما بدأ الشيخ محمد دروسه في المسجد الحرام بمكة سنة 1402هـ، وكان يسكن معه قبل أن يصطحب الشيخ معه أهله إلى مكة، وغير ذلك من الأوقات، وقد قرأ عليه في كتاب \"التوحيد\" و\"العقيدة الواسطية\" والعبادات من \"زاد المستقْنِع\" في الفقه، و\"الآجُرُّومِيَّة\" في النحو، و\"مختصر قواعد ابن رجب\" للشيخ محمد، و\"صحيح البخاري\" قرابة النصف.
· الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين لازمه أربع سنوات قرأ فيها عليه \"التوحيد\" لابن خُزيمة، و\"النونية\" لابن القيم مع شرحها لابن عيسى، وقد حفظ منها الشيخ عبدالسلام قرابة ألف بيت، كما قرأ في \"زاد المستقنع\" مع \"الروض المربع\"، و\"معارج القبول\" للشيخ حافظ الحكمي.
· الشيخ المحدث العلامة عبدالله بن محمد الدويش (ت 1409هـ) قرأ عليه في فترة الإجازات النظامية في بُريدة: \"ألفية العراقي\" في أصول الحديث، و\"سنن أبي داود\".
· الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم، درس عليه في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود في \"حاشية الروض\" لابن قاسم وفي دروس مسجده.
دراسته النظامية:
هؤلاء بعض مشايخه الذين تلقى الشيخ عنهم على جادة أهل العلم، وأما دراسته النظامية فقد تلقى الشيخ تعليمه في مدينة الرياض، فدرس بها المرحلة الابتدائية، ثم التحق بالمعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود، ثم بكلية الشريعة، وتخرج بها سنة 1410هـ، فعين مدرسًا في المعهد العلمي في \"القويعية\" التي تبعد قرابة 170 كم غرب \"الرياض\" على طريق مكة، ثم سمت همته للدراسات العليا فالتحق بالمعهد العالي للقضاء، وأكمل فيه دراسة الماجستير، وكانت أطروحة الماجستير بعنوان: (التوثيق بالعقود في الفقه الإسلامي).
ثم عين قاضيًا في وزارة العدل، ثم رشح بعدها في ديوان المظالم في مدينة جدة، ثم عاد إلى الرياض محاضرًا في المعهد العالي للقضاء، وقد تحصل على الدكتوراه في 1422هـ بتحقيقه لكتاب (الفوائد المنتخبات شرح أخصر المختصرات) لعثمان بن جامع (ت 1240هـ) بالاشتراك، وكان المشرف عليه سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وبعدها عُين أستاذًا مساعدًا، وظل به حتى وفاته - رحمه الله -.
أخلاقه وسماته:
كان - رحمه الله - غاية في الأدب، متواضعًا معروفًا بوداعته وأنسه وبشاشته مع والديه وشيوخه وأهل بيته ومجالسيه، وكل من خالطه يعرف عنه ذلك.
الجهود العلمية:
والشيخ عبدالسلام - رحمه الله - له مؤلفات عديدة، منها:
· القول المبين في حكم الاستهزاء بالمؤمنين.
· إيقاف النبيل على حكم التمثيل.
· التمني.
· عوائق الطلب.
· الإعلام ببعض أحكام السلام.
· الحُجج القوية على أن وسائل الدعوة توقيفية.
· ضرورة الاهتمام بالسنن.
· الأبيات الأدبية الحاصرة.
· المعتقد الصحيح الواجب على كل مسلم اعتقاده.
· إبطال نسبة الديوان المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية.
· مجموع شعر شيخ الإسلام ابن تيمية.
· معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة.
· الأمر بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم والتحذير من مفارقتهم.
· بيان المشروع والممنوع من التوسل.
· التوثيق بالعقود في الفقه الإسلامي.
· الأحاديث النبوية في ذم العنصرية الجاهلية.
· الخيانة: ذمها وذكر أحكامها.
· مشروعية هبة الثواب.
· المحاضرات في الدعوة والدعاة.
· شرح المحرر في الحديث لابن عبدالهادي (ت 744هـ).
· تدوين العقيدة السلفية جهود أئمة الإسلام في نشر العقيدة الإسلامية.
· بيان مشروعية الدعاء على الكافرين.
· ضرب المرأة بين حكم الشرع وواقع الناس.
قالوا عنه:
· الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر: \"وقد أقر أهل العلم وطلابه بهمته العالية وعطائه المتواصل منذ شبابه، وكان من حسناته المشكورة وأعماله المبرورة عنايته - رحمه الله - بكتب أئمة الدعوة وخدمتها ونشرها ودعوته طلاب العلم للإفادة منها، حتى أخرج كمًّا كبيرًا مخدومًا محققًا تقرُّ به عين ناظره ويسرُّ به المطلع عليه، وقد نهضت همته إلى هذا الأمر منذ زهرة شبابه وإبان طلبه للعلم حتى أثنى عليه في جهده هذا أجلَّةُ علماء العصر، وحمدوا له هذا الجهد المبارك النبيل\".
· قال العلامة الجليل الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي رحمه الله: \"لنا جميعًا أخ في الله هو الأستاذ عبد السلام بن برجس بن ناصر العبد الكريم، وفيما أعتقد أنه -وفقه الله- فكر في موضوع ما فكر فيه غيره، وقد تحققت فكرته المباركة بالعمل، وهاهو -سدَّد الله خطاه- في بداية الطريق، هذه الفكرة هي إيجاد وإظهار الكتب والرسائل التي كتبها علماء الدعوة السلفية، وهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه وتلامذة التلاميذ، فقام الأستاذ بنشر هذه الرسائل وتحقيقها وتخريج أحاديثها وترقيم الآيات القرآنية الموجودة فيها، وما ذاك إلا لأن الكتب والرسائل التي كتبها هؤلاء العلماء الأفاضل أكثر العلماء وطلبة العلم الذين درسوا في المعاهد والكليات والجامعات والمتوسطات والثانويات لا يعرفون عن هذه الكتب القيمة شيئًا، وهي من تراثنا النفيس الغالي\".
· قال الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين رحمه الله: \"وقد يسَّر الله إلى بعض شباب المسلمين المتحمِّسين للحق أن رعوا هذا الجانب التفاتًا، وعزموا على إحياء تراث الآباء والأجداد من أئمة الدعوة إلى التوحيد، وكان من بين أولئك الشباب الطالب النبيه المدعو عبد السلام بن برجس عبد الكريم الذي عزم موفقًا إن شاء الله على تحقيق رسائل أئمة الدعوة التي تتعلق بهذا الموضوع وعلى تحقيقها وتثبيت النصوص وتخريج الأحاديث والآثار وذكر درجتها، وذلك جهد كبير وعمل مبرور يثاب عليه إن شاء الله تعالى\".
وفاته:
توفى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالسلام بن برجس بن ناصر آل عبدالكريم ليلة السبت الموافق 13 - 2 - 1425هـ في حادث مروري مروّع في طريقه من الأحساء إلى الرياض.
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق