الرد على شبهات حول عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - (8)
- اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
- 2023/11/16
- 0 تعليق
- 102 قراءة
من الشبهات الواردة عن نبي الله آدم - عليه السلام - ما يسمى بوسواس الشيطان، وحقيقة الإزلال، وسنورد هذه الشبهة، ونفندها، على الوجه التالي:
أصل الشبهة:
يقول أرباب هذه الشبهة أن القرآن الكريم أكد أن الشيطان لا يوسوس للأنبياء كما في قوله تعالى:
}قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ*قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ* إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ{ [الحجر: 39 - 42].
بينما نجد أنه قد وسوس لآدم كما جاء في قوله تعالى:
}فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى{ [طه: 120]، فهل معنى ذلك أن آدم خرج من جماعة عباد الله المخلصين؟!
ويلحقون بهذه الشبهة أخرى بالتساؤل عن حقيقة الإزلال الذي لاقاه آدم - عليه السلام - من الشيطان كما في قول الله تعالى:
}فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ{ [البقرة: 36]
الرد على الشبهة:
للرد نقول أن وسواس الشيطان للأنبياء يختلف عن وسواسه للإنسان العادي، فالشيطان يلج إلى صدر الإنسان العادي في صورة النفوذ والسلطان - مع بقاء القدرة على الاختيار - فقد قال تعالى: }الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ{ [الناس: 5].
إنما في حالة آدم - عليه السلام -، قال تعالى: }فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ{، إليه وليس في صدره، أي أنه أقترب إليه مخاطبًا، وشتان بين الوسوستين فلم يوسوس الشيطان في صدر آدم - عليه السلام - أبدًا.
فقال ابن مسعود وابن عباس - رضي الله عنهم - وجمهور العلماء:
أغواهما مشافهة، ودليل ذلك قوله تعالى: }وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ{ [الأعراف: 21]، والمقاسمة ظاهرها المشافهة.
وبناء على ذلك فإن آدم - عليه السلام - ضمن الزمرة التي وصفها الله تعالى بقوله: }قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{ [الحجر: 39].
أما حقيقة الإزلال الذي لاقاه أدم - عليه السلام - من الشيطان:
فنقول إن هذا التعبير يستخدمه العرب عندما يكون هناك عمل بعده عمل آخر، فينسبون للأول الفضل في حدوث الثاني وخاصة وإن كان في الثاني شقاء، أي أنه من باب إضافة الفعل إلى المتسبب له. أضف إلى ذلك أن النزول إلى الأرض كان حتميًا على آدم - عليه السلام -.
تعليقات
{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}
{{comment.Description}}
إضافة تعليق