logo

الرد على شبهات حول عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - (9)

الرد على شبهات حول عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - (9)

  • اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • 2023/11/16
  • 0 تعليق
  • 103 قراءة

زعم بعض المتشككين أن الإسلام أساء إلى نبي الله أيوب - عليه السلام -، مرتين:

المرة الأولى: باتهامه بارتكاب ذنب عظيم، كان سببًا في بلاءه.

المرة الثانية: بنشر أحاديث وروايات تطعن في أيوب - عليه السلام -.

وتعلقوا بما ورد في بعض التفاسير حول قول الله تعالى: } وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (*) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ{ [الأنبياء: 83 - 84].

الرد على الشبهة:

أولاً: إن ظاهر القرآن الكريم يدل على أن الله - عز وجل - ابتلى نبيَّه أيوب لم يكن ذلك بسبب ذنب أو مخالفة، وإنما كان لحكمة يعلمها، لعل منها أن يرفعه بصبره الدرجات العلى، وينال به المقامات العظمى.

وقد أثنى الله - عز وجل - على صبره قائلًا} :إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ{ [ص: 44]، وهذا سياق ثناء ومدح ورفع مقام.

وعليه فإن القرآن الكريم لم يسئ لنبي الله الكريم أيوب - عليه السلام - بل أثنى عليه خيرا، ومن المعروف لدى العرب واللغويين أن كلمة (نِعْمَ) كلمة ثناء ومدح.

ثانيًا: الأمراض المنفرة التي جاءت في كتب التفاسير، وغيرها من الروايات، غير ثابتة على وجه اليقين، لأنها ليست ظاهرة من كتاب الله، ولم يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح.

ثالثًا: الحكمة الظاهرة في ابتلاء الأنبياء - عليهم السلام - هي رفع الدرجات وإعلاء الذكر والمقامات؛ لذا ثبت عن النبي الكريم: \"إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ\". (مسند أحمد 6 / 369) فالابتلاء لا يكون بسبب ذنب أو معصية، ولكن قد يكون لرفع الدرجات والمنزلة.

رابعًا: إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذكر أن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء - عليهم السلام -؛ جاء في سنن أبي داود (1047) عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: \"إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فِيهِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ. قَالَ: فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟ قَالَ:يَقُولُونَ: بَلِيتَ.قَالَ: \"إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ\".

وبذلك يتضح أن نبي الله أيوب - عليه السلام - لم يرتكب ذنبًا ومعصية تستوجب العقاب، وإنما ابتلاه الله - عز وجل - لرفع درجته، وأن الروايات المنفرة التي تناولت ما حدث لجسد نبي الله أيوب - عليه السلام - لم تثبت على وجه اليقين في الكتاب أو السنة الصحيحة.

تعليقات

{{comment.UserName}} {{comment.CreationTime | date : "MMM d, y - h:mm:ss a"}}

{{comment.Description}}

إضافة تعليق

;